• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : ثورة الغلاه ليست ثورة الحسين .

ثورة الغلاه ليست ثورة الحسين

تغريدات لفضيللة الشيخ "حسن بن فرحان المالكي"

قام بجمعها "محمد كيال العكاوي"

 


الغلاة والمتطرفون والمتحزبون انتهازيون لأبعد درجة، كانوا ضد الحسين قبل ثورتهم ثم ادعوا الاقتداء به بعدها!

والغلاة الدمويون يكثرون من الاستشهاد بثورة الحسين مغفلين الفروق الجوهرية بين ثورتهم الظلامية المذمومة وثورة الحسين الحقوقية الشرعية

وهذه هي الفروق بين الثورتين:

أوّلا:  الحسين أولاً في شخصه ودينه وعلمه غير هؤلاء  الجهلة كالبغدادي والجولاني، أًو العملاء كإدريس والائتلاف

ثانياً: الحسين قاتل جيشاً عسكرياً ولم يفجر المدنيين أو يحقق معهم في عدد الصلوات أو يقتل على المذهب أو يخنق النساء أو ينبش القبور.. الخ

ثالثا: الحسين أتى بطلب من الناس، فلما خذلوه أراد الرجوع من حيث أتى، بينما هؤلاء المتطرفين لم يطلبهم السوريون، وإنما فرضوا عليهم وجودهم فرضاً.

رابعاً: الحسين يمتلك مشروعاً معرفياً وحقوقياً؛ معرفة؛ عدل ؛ إحياء معالم الدين؛ بعد أن أمات بنو أمية الإسلام وبغوا وطغوا وعم ظلمهم، وأما هؤلاء فأتوا بالجهل واهدار الحقوق واضطهاد الفئات المختلفة معهم من سنة وشيعة ودروز وعلويين ومسيحيين..

والخيانة وبيع الجولان.


اذا:

فثورة الإمام الحسين قائمة على العدل والحقوق ضد الظلم والجور، وثورتهم قائمة على الظلم والجهل ضد ما تبقى من تسامح وتنمية ومعيشة كفاف في سوريا..

لا مقارنة ببن عدل الحسين وجور يزيد، بينما ظلم هؤلاء الحمقى أسوأ من ظلم النظام، فبديل الحسين جنة بدلاً من نار، وبديلهم جهنم  بدلاً من صحراء.

بديل الحسين هو الإسلام الأول الغض؛ إسلام المعرفة والعدل والحقوق واليتيم والمسكين، وبديلهم النسخة الشيطانية من عصبية ومذهبية وحزبية وأحقاد..

الحسين سبط رسول الله عاش في بيت النبوة ، ولا ينتظر منه الناس إلا كل خير، وهم عاشوا مع قنوات وشيوخ الفتن؛ تشريع الأحقاد وسفك الدماء والفرقة..

الحسين يأمر أصحابه ليلة المواجهة بالنجاة بأنفسهم رغم علمه بأنه مظلوم وعلى حق، وهؤلاء يقتلون من شك في أمرهم وأراد مغادرتهم بعد كشفهم..

الحسين قام ضد سلطان له مشروع في تحريف دين الله واستعباد المسلمين ، وهؤلاء قاموا ضد رجل ليس معه هذا المشروع قطعاً، وهو افضل من يزيد بلا شك

الحسين قام ضد سلطان جائر عدو لمحمد نفسه، وسخر منه في أشعاره، وضد اهل بيته بلعنهم على المنابر، وهؤلاء ثاروا ليعيدوا (مجد بني أمية ) - كما نطقوا - فقد قال زهران علوش ( أحد قادتهم ) أن الثورة ستعيد مجد بني أمية!

يعني ستعيد نموذج يزيد الذي ثار عليه الحسين.. فالثورة يزيدية أموية لا حسينية.

الإمام الحسين أمر بسقي دواب الجيش المحارب له، وهؤلاء يقطعون الماء عن حلب وأواسط وجنوب العراق!

هم أمويون اذاً؛ فبنو أمية فعلوها في غير مناسبة.

الحسين لن يتتبع حتى خصومه لو انتصر، وهؤلاء يستبيحون دم بعضهم بعضاً، فداعش والنصرة والحر بلغت القتلى ببنهم ستة آلاف في مدة قياسية..  مع التذابح.

والخلاصة

الثورة السورية أموية لا حسينية، وهم يمكرون بالاستشهاد بالحسين، ونحن نعرف من أفكارهم وأفعالهم أنهم سيكونون  أسوأ من النظام بلا شك.

أنا لا أثني على النظام السوري بأن الشريعة ظاهرة - كما قال الاخ الشيخ السلفي خالد الشايع - لكن الذي اتيقنه أن النظام سيكون أفضل حالاً منهم..

كلامنا في أول الثورة ككلامنا الآن.

النظام السوري مستبد شأنه شان الأنظمة العربية والإسلامية إلا ما ندر، لكن البديل الثوري أسوأ تديناً وحقوقاً..

النظام السوري نظام مستبد..

تأخروا كثيرا في التجديد، لذلك فأنا أختلف مع الأخ خالد الشايع مرة أخرى، بأن النظام يتحمل نصيبه من هذه الدماء، ولا يتحملها قادة الثوار الفكريين فقط.

النظام كان مغروراً..

كان النظام السوري يفتح الطريق للغلاة الى العراق، ويرى أن تبنيه المقاومة في العراق وفلسطين يجعله فوق مراقبة الفكر، ويظهر انه مازال يخدع نفسه.

كل دولة تستهتر بأفكار التطرف والغلو وتتعالى عليها ولا تدرسها بعلم وصدق ولاتتناقش معها ولا تفتح الحوار الجاد ولا تجدد التعليم، فهي تخدع نفسها، وكانت الدولة السورية من أكبر الدول غروراً وثقة بالنفس وبتسامح مواطنيها، وهي لا تعرف أن الفكر يسير تحت الأرض، ثم تفاجاءوا بحجم معتنقي التطرف.. التطرف والغلو عنده المقدرة على اختراقات فكرية كبرى إذا أنت لم تهتم بالدين ودراسته والبحث عن الإسلام الأول.

الإسلام الأول هو من يوقف التطرف، لكن الإسلام الأول يحارب الظلم والاستبداد أيضاً، فلذلك هذا الإسلام الأول لا تريده الأنظمة المستبدة ولا الفئات المتطرفة، فأذاقهم الله بأس بعضهم، الأفضل للمسلمين ألا يجعلوا دولة ولا نظاماً ولا حزباً ولا مرجعية ولا مفتياً ولا شيخاً ... ممثلاً للإسلام..

الإسلام أعلى وأجل وأنظف من هؤلاء..

نعم.

يستطيع المسلمون أن يقولوا عند دولتنا من الإسلام كذا، عند حزبنا كذا وينقصه كذا..

يجب إبقاء (الإسلام) خارج التداول الدعائي الرخيص..

جهل وعيب.

يجب أن نتواضع أفراداً واحزاباً ودولاً وشعوباً ، لاندعي أننا على ( الإسلام ) هكذا بإطلاق، نحن على نسبة ما نعم، أما أننا نطبقه فلا!

هذا غرور كاذب.. عندما أقول (أنا مسلم) فيجب أن أفهم أنا ويفهم الآخر أني لا أقصد أني على الإسلام كله.. هذا كذب، أنما على (حد ما منه) قد يكون الحد الأدنى!

تواضعوا.

فلذلك تخطئ إيران والسعودية عندما يقولون نحن نطبق الإسلام أو الشريعة، ويخطئ الإخوان والسلفيون والشيعة عندما يقولون نريد تطبيق الإسلام!

كبيرة.. هذا الدعاوى الكبيرة من أسباب التطرف والتقاتل والمزايدات، لأن كل طرف يجعل الإسلام كله معه، والآخر ليس معه منه شي، هذا جهل وغرور وكبر ينتج الشر.

انظروا الى المتطرفين والحكومات، المتطرفون يقولون نريد تطبيق الشريعة، والحكومات تقول نحن المسلمون وهم أهل الضلال وسنحاربهم.

الحل ليس هكذا، الحل أن تقول الأحزاب والمذاهب والدعاة والشيوخ، لا نبرئ أنفسنا، لكن نحن نريد إصلاح الأمر الفلاني ( مراقبة المال العام/ مظالم معينة الخ )

ويجب عليهم أيضاً - الأحزاب والشيوخ - أن يقولوا: لا ندعي أنا أحطنا بدين الله، وعندنا من الذنوب والخلل مثلما عند الحكومات، نريد الاصلاح عندنا وعندهم.

الأنظمة والحكومات - أيضا - يجب أن تقول: نحن لا تدعي تطبيق الإسلام، إنما نطبق منه كذا وكذا، وبقيت المسائل الفلانية ( كالمال العام مثلا ) خارج النطبيق.

عندما تعترف الحكومات والمعارضات بالنسبية وتبتعد عن تزكية النفس والدعاوى الكبيرة وتتواضع ، هنا تكتسب الاحترام ، ولا يكون هناك أي فتن أبداً.

لا يرى سفك دم الآخر - بلا جناية موجبة - إلا متكبر مغرور جاهل قد حصر الإسلام العظيم في ملخص من الملخصات البلهاء التي وضعها بعض شيوخهم الغلاة، الإسلام هو عدل ومعرفة وهضم نفس وإخلاص نية وتوظيف مشتركات ورحمة وشعور بالمسئولية قبل أن يكون عقوبة أو حربا أو ولاء لأحمق أو براءة من مسالم.

 


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=690
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28