• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أسباب الكراهية .. وعلاجها .

أسباب الكراهية .. وعلاجها

تغريدات الشيخ ابريل 2014


أسباب الكراهية عند المسلمين معنوي (فكري - عنصري) وأسبابها عند غير المسلمين مادي (مصلحي) والقليل لأسباب أخرى. هذا التقسيم ليس مبنياً على بحث ولا دراسة.. ولكنه مبني على اطلاع على الظاهر العامة.. وتقسيم الأسباب بين المسلمين وغيرهم أغلبي فقط.. وهذا يعني حاجة المسلمين إلى الفكر المناهض للأسباب الفكريةللكراهية وللقيم المناهضة للأسباب العنصرية وحاجة غير المسلمين إلى علاج المادية

دعونا في المسلمين  معظم أسباب انتشار الكراهية بينهم سببان - حسب الظاهر والأغلب - فكري (مذهبي/ سياسي) وعنصري (قبلي/ مناطقي) فكيف نعالجهما؟

الكراهية نتيجة معلومات خاطئة.. معلومات تقول لك يجب أن تبغض الآخر أن تحقد عليه أن تؤذيه أن تضطهده أن تقتله والسؤال: هل هذه المعلومات صحيحة؟

أكثر الناس ربما سيقول: لا،  وأن هذه معلومات غير صحيحة  ولماذا أبغض الإنسان الذي لم يعتدِ عليّ ولم يظلمني؟ هذا خلاف الفطرة الإنسانية ولكن لا يعلم هذا الإنسان المسلم - وكلامنا هنا عن المسلم فانتبهوا-  لا يعلم أن الشيطان له عدو، فلا يتخذه عدوا  كأن تحذير الله لا داعي له.

فلذلك يأتيه الشيطان بمعلومات (دينية، أو هكذا يزعم الشيطان أنها دينية) تأمره بتجرع كراهية الآخر  وبالغصب  حتى لو كان محسناً إليك! لماذا؟

جواب الشيطان أنه يجب أن تبغض هذا الآخر وتؤذيه طيب:ليش يا شيطان؟ جوابه: لأنه عدوك! لأنه يعتقد فيك كذا وكذا ... لأن الله يأمرك بها فلا تناقش! فإذا أنت قلت للشيطان.. ولكن هذا طبيب - مثلاً-  ولا أرى منه كراهية، بالعكس هو يبتسم في وجهي، وذو أخلاق جواب الشيطان: وهل تحبه أكثر من ربك؟

جوابك: بل أحب ربي أكثر، ولكن... الشيطان مقاطعاً: اترك ( لكن)! الله يأمرك أن تبغضه، والله أخبر منك بأموره..  أليس يرفض دين الله  أليس كافراً؟

هنا إذا كنت في بيئة سلفيةخاصة فستتذكر المناهج وتقنع نفسك بأن الشيطان معه حق يجب أن أبغضه وأن أتجرع بغضه بالقوة لأنني لا أريد معصية ربي.

وإذا أنعم الله عليك بأن تكون في بيئة صوفية مثلاً  فستكون بيدك حجج في الأمر بمحبة الإنسان كإنسان  المحسن كمحسن  بغض النظر عن دينه أو مذهبه..

المهم أنت مسؤول عن ثقافتك.. فلا تسمح للشيطان أن يأمرك بمعصية الله من حيث تريد أن تطيعه لا يكن الشيطان أعلم بالقرآن منك. فالإسلام دين الفطرة. نعم أنت مسؤول عن ثقافتك قل: الدين لا يأتي بما يناقض الفطرة بل هو دين الفطرة وليس من الفطرة أن نبغض من لم يعتدِ علينا فضلاً عن المحسن إلينا.

إذا كنت في بيئة- عندها ما يسمى الولاء والبراء-  فسيقول لك الشيطان: ألم تقرأ الآية الفلانية ألم تسمع بالحديث الفلاني ألم تقرأ الفتوى الفلانية

هنا أنت بين أمرين إما أن تصحح ثقافتك أو تتابع الشيطان الذي يريد نقلك إلى أعلى مرتبة من مراتبه الشيطانية (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً)

ستتعب في تصحيح ثقافتك ليس لأن القرآن غير ميسر ولكن لأن التضليل كثيف جداً سيصدمك الشيطان بآيات يجب أن تكون أعلم بها منه  لا تقبل به أستاذاً

نماذج من الآيات الكريمة التي سيحاول الشيطان أن يقنعك بها بأن الله ضد الفطرة.. وأنه مع الكراهية العبثية ضد الآخر المختلف وأنه ضد الإحسان الخ..

انتبه لا يخدعك الشيطان بهذه الآية  (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَه وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ.. هذه آية كريمة قد يحتج عليك الشيطان بها فماذا أنت فاعل. يقول لك الشيطان: هذه آية صريحة في وجوب معاداة من يحاد الله ورسوله .. أليس ذلك الطبيب أو ذاك العامل ممن يحادون الله ورسوله مادام أنهم كفار؟

هنا ستكون أنت ضحية الشيطان إلا بتصحيح ثقافتك فالله يبتيك بالمعرفة.. هل ستبحث عن المعرفة أو تقبل تفسير الشيطان.. لا خيار ثالث فماذا أنت فاعل؟ لن تكتشف (مغالطات الشيطان) حتى تبحث الآية نفسها .. وأن تبحث عن (المحادة) ما معناها وعندها ستكتشف أن الشيطان هو من المحادين وليس المحسنين.

الآية الكريمة السابقة هي في النهي عن مودة (المحادين لله ورسوله) والمحادة من الحد  أن الذين يجعلون لله ورسوله حدوداً فلا يدخلان على معتقده! وهذه ستعرفها بأمرين الأول بتتبع آيات(المحادة) فهي موضوع كبير في القرآن، وليس كل من ليس مسلماً محاداً لله ولرسوله، فالجاهل والمتؤول غير محاد

الثاني: أن تعلم أن الله قد أمر بالبر والإحسان إلى كل من لم يقاتلك في الدين ولم يخرجك من أرضك.. والبر والإحسان موضوع قرآني كبير يتضمن الحب.

إذاً فالقرآن هنا مع الفطرة.. كل من حاد الله ورسوله بأن جعل الإسلام دين مناقض للفطرة  أو أمرك ببغض من لم يقاتلك فهذا هو المحاد لله ورسوله. نعم من يأمرك بالخروج من فطرتك الإنسانية وبغض من أحسن إليك وهجر الآيات التي تفصل بين من يجب البراءة منه ومن يجب الإحسان إليه  فقد حاد الله.

أي من أعتقد أولاً  ثم لما اكتشف آيات في الإحسان إلى من ليس معتدياً لم يسمح لهذه الآيات أن تدخل (حدود) عقيدته..فهذا أهل للبغض لأنه متكبر.

الخلاصة هنا  أنك لا تترك للشيطان أن يعلمك دينك.. تعلمه أنت الله يسر لك القرآن  والقرآن نور اقرأه أنت  لا تأخذ تفسيره من الشيطان ولا أوليائه. أولياء الشيطان  قسمان قسم يعرف أنه يتبع الشيطان  لكن الأغلبية لا يعرفون  (إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون)! وكلما كان الولي من أولياء الشيطان قديماً كان أخطر.. لأن الشيطان يجمله ويجعله قدوة.. فيتبعه كثير من الخلف، ويتعبدون إلى الله بطاعة من عصاه


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=572
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29