• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : قصة شاب سعودي.... من الإلحاد إلى التكفير! .

قصة شاب سعودي.... من الإلحاد إلى التكفير!

أن تتحول من الغلو إلى الإلحاد معقول

أما أن تتحول من الإلحاد إلى الطائفية والتكفير فهذا عجيب!


الموضوع الأول (التحول من الغلو إلى الإلحاد) أمر نعقل حصوله، والقصيمي نموذج واضح، وفي الغلاة من نعرف تحولهم إلى الإلحاد، والسبب واضح
يتحول المتطرف إلى ملحد لسببين:
الأول له علاقة بالقلب، إذ يكون قلبه إنسانياً، فيه رحمة تهزه من الداخل
والآخر عقلي، يظن أن المذهب هو الإسلام
 
الملحد نشكره على إنسانيته ونعاتبه على عجلته..
نحييه على حياة الضمير ونعاتبه على موت العقل.
الملحد غالباً ليس ملحداً إنما يتوهم أنه ملحد.
 ما نسميه ( إلحاد) هو غالباً وهم من الأوهام
إنما نقول هذا حسب الشائع
 وإلا فالملحد لا يرفض إسلام الله غالباً، وإنما يرفض ما يظنه إسلاماً.
 الشاب مسكين وخاصة في الجو السلفي
فلا أرضية عقلانية ولا روحانية ولا إجابات ولا شيء
يجبر إجباراً على تجرع الغلو والظلم على أنه دين الله!
 
إذاً فما نظنه ملحداً هو في الغالب ليس ملحداً
هو يرفض بضميره ما ننسبه إلى الله 
ويكون التفسير الخاطئي قد سبق إلى عقله
ولا يعرف يرتب الأولويات
 
هذا الشاب لا يجد في المجتمع السلفي من يسمع سؤاله فكيف بمن يجد عنده الجواب؟!
مجتمع يحرم السؤال والجواب معاً
فكيف بالله عليكم نواجه الإلحاد؟
 
على كل حال:
موضوع انتقال الشاب من التطرف إلى ما يظن أنه إلحاد (وقد يكون عدمياً أو ربوبياً أو مجرد شك وتردد) لكن هذا كله معقول ونراه كل يوم.
 
إنما الشيء الغريب والذي لا يكاد يصدق
هو انتقال الشاب من الإلحاد أو ما يشبه الإلحاد إلى التطرف وحب سفك الدم والطائفية... فهذا عندي أمر جديد!
 
 أسرد باختصار قصة شاب لم يكن ملحداً واضحاً،  لكنني كنت ألمس من أسئلته وقلقه المعرفي أن يكون ذات يوم ملحداً جميلاً
لكن المفاجأة أنه انتكس..
 فاجأني قبل أيام 
بمجموعة صور لصدام حسين والثناء عليه وذم مطلق للشيعة وأنهم أولاد زنا، والواجب ذبحهم واحداً واحداً... الخ
ظننته يمزح لكنه جاد
 حاولت أن أفهم سبب تحوله لا فائدة
كان فقط يرسل على الواتس مدح صدام وعرعور وذم الشيعة..
حاولت أن أعيد له عقله/ ضميره/أن يعتدل 
لكن لا فائدة
 يستطيع أن يحب صدام ولكن باعتدال
ويستطيع أن يحب عرعور ولكن باعتدال
أما أن يجمع بين حبهما وبغلو، لأنهم فقط وفقط يرون ذبح الشيعة فهذه انتكاسة.
 
 حاولت أن أخفف من غلوه في صدام
وقلت له/ ترى ابن باز يكفره عيناً -وأنا من غطيت محاضرة ابن باز يومها-، مع أني أخالف ابن باز هنا، لكن الشاب جُن
 
هو لا يهمه أن يكون صدام مسلماً أو كافراً
ظالماً أو عادلاً
المهم أنه يرى ذبح الشيعة!
لهذا السبب فقط يحبه
هنا أنت أمام حالة مسخ إنسان.
 المهم حاولت أن أعالجه من طرف آخر، ,اثني على الشيعة وعلى بشار الأسد ..
 حتى أنظر ردة فعله.. فكان يضحك تمثيلاً..
 وأخذ يذمني يارافضي ههه
 
طبعاً كل هذا كان على الواتس..
حاولت أن أدويه بالتي هي الداء..
وقلت الشيعة تاج راسك ههه
وبشار الأسد سينتصر على عرعور ..
فانجن الشاب ثم حظرته.
 طبعاً ربما لم يكن مناسباً أن أجاريه و أرفع من ضغطه 
لكنه بلا مناسبة بدأ يسأل أأنت رافضي؟
وأحياناً يقول : أنت شيعي ..الخ
فجربت مداواته بدائه
 
 نحن الآن أمام مشكلة جادة..
هي الجنون الطائفي
جنون بمعنى الكلمة .. لا أمزح
تراكم البغضاء والكراهية دون تفريق أو تفصيل أو عقلنة لهذه المشاعر
 
 هذا الشاب كيف تم شحنه؟
كيف خلطوا له الدين بالسياسة؟
كيف صوروا له أن صدام حسين مع عرعور قدوة
كيف سلبوا عقله التمييزي وضميره؟
 
لابد من دراسات
 وجود مثل هذا الشاب كثير
تجد أحدهم لا يعرف الله ولا رسوله
ولا يهمه قرآن ولا سنة
ولا يعرف آية ولا حديثاً
 وإنما يبغض الشيعة ويتمنى ذبحهم وبس!
 أن تجعل دين الله ورسوله هو فقط بغض الشيعة فهذا كذب على الله 
الشيعة كالسنة يبغض منهم الظالم والمعتدي فقط
بل حتى غير المسلمين لهم الحكم نفسه

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=567
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28