• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الرد على المسعري والانتصار لعدنان إبراهيم في قصة زواج عائشة .

الرد على المسعري والانتصار لعدنان إبراهيم في قصة زواج عائشة

الدكتور المسعري رجل باحث وهذا حق، لكنه تقليدي، أو كلاسيكي - حسب لغته- عدنان إبراهيم ينكر أن يكون النبي تزوج عائشة وهي ابنة ست سنوات والمسعري يرد في هذا المقطع ، ويصحح الحادثة! http://www.youtube.com/watch?v=vD8V3NTrw3o
وملحوظاتي كالآتي:
1- الدكتور المسعري استدرك على عدنان، وكان مؤدباً في الرد عليه، لكنه أيضاً لم يستوف أسانيد القصة ولا الأقوال في الرجال
2-  الطريق الثاني الذي استدل به فيه عنعنة الأعمش ونصب الأسود - أهملهما- مع سذاجة الرواية القديمة والأثر السياسي
(وهذان الأمران مقتل المسعري) فالرواية القديمة ساذجة لا ينبغي التعويل على العنعنة فيها خاصة في مثل هذه الأمور فقد تشتهر قصة ويتناقلونها بلا سماع، وهذه قصة تحتاج لبسط. وأما الأثر السياسي فلأن السلاطين الظالمة من بني أمية وبني العباس كانوا يجلبون سبي من البنات الصغار ويحبون - لمرض في قلوبهم - أن يطرقوهم فلابد أن يوفروا لهم شرعية ويلصقون بالنبي ما يشبه أخلاقهم فيستطيعون أن يأمروا أصدقهم المحدثين كعروة وهشام بن عروة وأمثالهم بالتحديث بهذا والأثر السياسي على الحديث من الموضوعات التي لم يتعرض لها أهل الحديث، وهي كبيرة جداً، وأكثر تشويه الدين وسيرة النبي من هذا الأثر السياسي. طبعاً قد يعتبر الدكتور المسعري هذا الكلام كلاماً فارغاً ..الخ ولكن هذا لا يتبين إلا باستعراض الرواية القديمة قبل التفتيش عن السماع.

أعني من أيام النبوة التي سجل الله فيها بأن بعض الصحابة يسمعون من المنافقين (وفيكم سماعون لهم) إلى عام 150 هجرية تقريباً.
البلاء في الرواية القديمة التي أتى أهل الحديث المفتشون وقد دبغ أديمها وكان شعبة أول من فتش بالعراق، ووجد عنتاً في هذا التفتيش، وعجائب. وأما الحجاز والشام فلم يكن هناك تفتيش، بل كانت الرواية المرسلة هي الأصل، والعنعنات بلا سماع هي الأصل، والحاضن السياسي حمال لما يحب.

والكلام في هذا طويل ولكن لا بأس أن نشير إلى بعض الروايات المعارضى التي أهملها المسعري ومنها ما رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8 / 59) أخبرنا عبد الله بن نمير عن الأجلح عن عبد الله بن أبي ملكية قال: خطب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عائشة بنت أبي بكر الصديق فقال: يا رسول الله إني كنت أعطيتها مطعما لابنه جبير فدعني حتى أسلها منهم. فاستسلها منهم فطلقها فتزوجها رسول الله، صلى الله عليه وسلم. اهـوهذا السند صحيح إلا أنه مرسل، لكن ابن أبي مليكة معاصر لعائشة ويروي عنها، وهو عامل ابن الزبير على الطائف، فهو قريب من أسرة عائشة وأخبارها.

والحديث (خطبة عائشة لجبير بن مطعم) له شواهد، يصعب استعراضها الآن وأما متن الحديث ففيه دليل على تقدم سن عائشة عند زواجها من النبي لالأنه إذا كانت مخطوبة لجبير بن مطعم، فالخطبة عادة لا تكون إلا في سن تصلح للزواج،

لا يمكن أن يخطبها وعمرها سنتين مثلاً لا سيما مع الشواهد ومن تلك الشواهد ما رواه ابن إسحاق في السيرة أنها أسلمت بإسلام أبيها (وهي يومئذ صغيرة)، وهذا يعني أن عمرها يوم اسلمت نحو خمس سنوات فإذا كان عمرها خمس سنوات + 13 سنة (الفترة المكية) + سنتان مدنية (أنه دخل بها بعد بدر) فلا أقل من أن يكون عمرها عند الدخول بها عشرين سنة والشواهد كثيرة جداً تحتاج لبحث مفرد فلماذا يهمل الدكتور المسعري ما هو أليق بالنبي ويصدق ما هو أبعد عن خلق أي أعرابي؟ هذا تقليد أهل الحديث يجب على الدكتور المسعري - وأنا أكن له كل تقدير- أن يكمل جميله (في التجديد) بقراءة موسعة للأثر السياسي الأموي خاصة على الحديث.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=441
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29