• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : قسوة القلوب... آخر الذنوب! .

قسوة القلوب... آخر الذنوب!

من مشهد مستشفى اليمن وتفجير رؤوس النساء بالرصاص، جلست مع نفسي أسأل لماذا كل هذه القسوة وكل هذه الدناءة؟

تذكرت أن آخر ذنوب بني إسرائيل التي لم يغفرها الله، كانت قسوة القلوب، حتى عبادة العجل عفا الله عنهم فيها، وعندما قست قلوبهم انتهى الإعذار ونحن بحاجة من وقت لآخر أن نتعهد قلوبنا من هذه القسوة، فهي آخر ذنوب بني إسرائيل التي لم يغفرها الله، وفي القرآن حشد من الآيات تحذر من قسوة القلوب.. فهذا القلب إن صلح صلح الجسد كله، وإن فسد فسد الجسد كله، والغلو السلفي له الباع الأطول في قسوة القلوب تنظيراً وتطبيقاً.

هذه الشراهة للقلوب القاسية في القتل والتنكيل والتمثيل تحتاج لمعالجة تعليمية وتربوية وإعلامية، فالمرض وصل بكثير من الناس إلى حد مرضي. قسوة القلوب في القرآن هي ضد الإسلام نفسه كما في قوله تعالى ( (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍمِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) [الزمر] نعم قسوة القلوب ضد الدين.

هؤلاء القاسية قلوبهم هم في (ضلال مبين) كما في ألآية وعلى هذا فهم من (الضالين) أقران المغضوب عليهم في سورة الفاتحة ويجب أن تتعوذ من سبيلهم فـ(المغضوب عليهم) هم كل من غضب الله عليه في القرآن ومنهم قاتل النفس و(الضالون) هم كل من وصفه الله بالضلالة في القرآن ومنهم القاسية قلوبهم.

وهاتان الصفتان مجموعتان في (الغلو السلفي) كما رأينا في مستشفى اليمن وأنت مبتلى من الله في البراءة من هؤلاء الضالين والمغضوب عليهم وأنت حرلا تقولوا لي أن فرقة من الفرق أو مذهباً من المذاهب أو ديناً من الأديان على وجه الأرض أقسى قلوباً وأشنع فعلاً من الغلو السلفي، كل هذا وهمولسنا هنا في محل مقارنة، وإنما أمامنا مشاهد دنيئة من قتل النساء،

هذه أمام أعيننا، وهي نتيجة طبيعية للغلو الذي نحذر منه ويدافع عنه الغلاة. ونصيحتنا لكل ذي قلب ، إذا أردت أن يكون قلبك (حياً) فتداركه بالبراءة مباشرة من هذه الجرائم، ولا تنتظر أو تقارن، فإذا أتتك جريمة فلا تجادلمن قسوة القلوب أنك إذا رأيت مشهداً دنيئاً تبقى تجادل عنه، وتدعي أن غيرهم قد فعل ، وكأننا ملزمون أن نبحث عن شيعة فعلوا الشيء نفسه! هذا مرضإذا أتتك جريمة يجب أن ينكرها قلبك مباشرة ولا تخاصم بها والغلو السلفي لا يبرأ من أي جريمة يفعلها وإنما يطالبم بالبراءة من الشيعة! هذا مرض يعني لو أنك تجد في الشارع من يقتل طفلاً فلا يجب عليك البراءة من فرعون حتى تنكر عليهم بحجة أن فرعون أيضاً كان يقتل الأطفال هذا مرض سلفي.

مرض الغلو السلفي لا يهتم بالجريمة بكونها جريمة وإنما همه رقم 1 أن تذم الشيعة فلا تنكر أي منكر حتى تقول قد فعله الشيعة ! هذا مرض سلفي. لاسيما وأن الغلو السلفي - عندما تطالبه بإثبات ذلك - لا يستطيع وبهذا يكون قد عطل ( إنكارك للمنكر) إذ تبقى منتظراً منه إثبات كذبته ولا يفعليعني عندما نرى تتبع النساء الطبيبات وقتلهن فلا ننكر حتى نتأكد أن شيعة فعلوا ذلك من قبل، ولابد أن نبحث حتى نجد شيعة فعلوا ذلك أو نسكت! وهذا تعجيز من الغلاة ، يريدونك أن تعجز وتتوقف عن ذم جرائهم بألا تنكر منكراً تراه أمام عينيك حتى تصدق كذبتهم بأن شيعة أو نصيرية فعلوا ذلكهذا شرط تعجيزي .. لأن الشيعة والنصيرية واليهود والنصارى لم يفعلوا هذا باستثناء الصرب في البوسنة وأنا أتحداهم أن ينقلوا مشهداً صادقاً. فلذلك لا يجوز أن نتوقف عند مطالبهم بأن تبحث عن (شيعة) أجرموا نفس الجريمة ثم تنقد الاثنين ماذنبنا إن لم يفعل الشيعة ذلك؟ لابد أن نفتري؟

وهذا الطلب السلفي بوجوب مشاركة الشيعة لهم في كل جريمة طلب تعجيزي وفي غير محله لأنه لا يجوز أن تقارن ذم الجريمة مباشرة دون أن تبحث عن مثيل الشيطان يشغلنا عبر أوليائه بالمقارنات الكاذبة ففي عقولهم ( أكاذيب) هذه الأكاذيب أصبحت عندهم حقائق ويجب عليك تصديقها حتى تكون منصفاً! من البدهي أننا لا ننكر وجود مجرمين في كل المذاهب والأديان لكن نحن الآن أمام جريمة مصورة فلا يجوز التوقف والانتظار طهر قلبك مباشرة. إذا وجدت أطفالاً يعبثون بحيوان في الشارع فلا تتذكر فرعون ولا هولاكو ولا الصليبيين انكر هذا المنكر مباشرة لا تطيعهم في استعراض التاريخ. هذا الطلب السلفي بالتوقف عن نقد جرائمهم حتى تستعرض التاريخ هي خدعة قل أنتم هنا مجرمون، ومن فعل فعلكم مجرم ولا يلزمني البحث عن أمثالكم.

وهذا هو الطبيعي بين الناس، لا يشترط استعراض الناريخ إلا غلاة السلفية يستعرضونه فقط عند ارتكابهم الجريمة يريدون إلهاءك عنها فقط هم حمقىومعظم دعاويهم كاذبة فهم يسألونك عن فلان (الشيعي) الذي ذبح النساء والأطفال فهم يفترون كذبة ويريدون منك الانشغال بها عن الجريمة الآنية. لأنك إن قلت أنا لا أعلم فاعطوني البرهان فسينقلونك من كذبة لكذبة وتتيه معهم في أودية الكذب وتنسى جريمتهم وهذا ما يريدون. السكوت عنهم. وهم من أكذب خلق الله على خصومهم يفبركون القصص والتظلمات والأكاذيب يعبدون الخصومة عبادة فالخصومة هي ربهم الأول والأخير لا تطيعهم. أنت طهر قلبك أول بأول انكر كل ما تتيقن منه، فعله من فعله لتكن شهادتك لله فقط لا تشهد لعصبية ولا مذهب، ولا يخدعونك بأكاذيبهم وإلهاءاتهم.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=440
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18