• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : تشويه الغلاة لكلمة ( الله أكبر)! .

تشويه الغلاة لكلمة ( الله أكبر)!


تقصف إسرائيل بلدهم ويصيحون: الله أكبر!

ويأكلون لحوم البشر ويرددون: الله أكبر!

ينبشون ويقولون: الله أكبر!

يذبحون النساء ويقولون: الله أكبر! - كما فعلوا مع أطوار بهجت في العراق- ولحوادث جمة في سوريا الغلاة بهذا يكذبون على الله أتعرفون لماذا؟


لأن كلمة ( الله أكبر) يعني أن الله معهم في هذه الجرائم أن الله هو الذي يأمرهم بهذه الجرائم نجح الشيطان عبرهم في تسخيف الذات الإلهية , اسمعوا هذه الآيات أيها الغلاة لتكتشفوا أنهكم من ( أولياء الشيطان) تدبروها جيداً لعل الله يهدي ضالكم , لا تتكبروا , اسمعوا كلام الله , اسمعوا:(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) ) تعالوا نتدبر هذه ألآيات ...

إذاً فقولهم ( الله أكبر) عند كل فاحشة هو ( توقيع عن الله) بأنه يرضى هذا الفعل والساكتون راضون أيضاً في الغالب والراضي له حكم الفاعل هؤلاء الذين يجعلون الله موقعاً وراضياً عن كل جريمة يفعلونها هم أبلغ جرماً من قطاع الطرق لأن هؤلاء إن فعلوا فاحشة لا ينسبونها إلى الله هؤلاء لا يتقون الله لو نقول لهم (اتقوا الله) هم مطمئنون لجرائمهم فالشيطان قد سبقنا إليهم وأقنعهم أن جرائمهم وفواحشهم بأمر من الله نفسه!

الغلاة يحتجون بحجتين :
الحجة الأولى : أنهم وجدوا هذه الجريمة قد فعلها سلفهم ( وهم صادقون إذ أن معهم سلف قتلوا النساء والأطفال وأهل بيت النبوة والصحابة) .

الحجة الثانية: أنها برضا وأمر الله .
هم صادقون في الحجة الأولى لكنهم كاذبون في الحجة الثانية وسلفهم هو من أقنعهم أن هذه الفاحشة بأمر الله
هنا ما الحل؟

لابد أن تثبت لهم أن سلفهم قد كذبوا على الله بنسبة هذه الفواحش والجرائم لها لأن الله يأمر بالقسط , لابد أن تقنعهم أن الله عادل ومن عدله(ألا تزر وازرة وزر أخرى) وستجد تعباً شديداً في أقناعهم بعدل الله ورحمته لأن الشياطين قد أقنعوهم أن هذه الفواحش لا تعارض عدل الله إذن فالمعركة الأساسية هي في :
هل يأمر الله بالقسط أم يأمر بالفحشاء? فإذا سلموا لك صادقين- لا منافقين-أن الله يأمر بالقسط فقد انحلت المشكلة .

لكن المشكلة أن صورة الله وعدله وحكمته مشوهة في قلوبهم وعقولهم لأنه كما قلنا سابقاً ( أول الدين معرفة الله) ومعرفة الله مشوهة في ثقافتهم وأبحاث المجبرة والمشبهة والقائلين بالعبث الإلهي ( قبضة إلى النار ولا أبالي وقبضة إلى الجنة ولا أبالي) تسهم في تشويه الصورة والعدل الإلهي .
نعم.. (أول الدين معرفة الله ) كما قال الإمام علي , وكل تشويه لله أو عدله يؤدي قطعاً إلى تكبير هؤلاء وتهليلهم عند كل جريمة القضية مترابطة هم يرون أن البشر أعدل من الله عندهم أن مدير المدرسة والضابط الأمني أعدل من الله فهم لا يعاقبون إلا المذنب أما الله عندهم فيعاقب البريء !!

الله عندهم ظالم في بواطنهم لكن يجب أن نطلق عليه (العادل) لأنه أمر بذلك فقط
وحتى نعبد الله يجب أن نظلم ونسميه عدلاً أيضاً كما أمر الله! فالله عندهم يأمر بالفحشاء ويأمر بالكذب أيضاً بتسمية هذه الفحشاء عدلاً ورحمة وجمالاً! أرأيتم أين أوصلهم الشيطان في (الضلال البعيد)؟

وبهذا كله يتحقق أعظم أهداف الشيطان وهو (القول على الله بغير علم) قال تعالى : ( إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) وسيحرص الشيطان على حثهم بالدفاع عن هذا ( الكذب على الله) ومحاربة من يكشف ( هذا الكذب على الله) والتنفير منه بأنه متزندق أو رافضي أو شبيح حتى لو كانت الآيات أمامهم تنطق , والجرائم أمامهم تنطق
وتكبيرهم على الجرائم ينطق , كل هذا يتبخر بتشويش بسيط من الشيطان فهم أطوع له من خاتمه .

هذا الكلام ليس في حق غلاة التيار السلفي بل ضد كل غلاة , سواء غلاة المذاهب والأنظمة إذا كانوا يبررون جرائم بعضهم أبرأ إلى الله من كل توظيف , كل توظيف لله سواء تحت عنوان فتوى أو ( الله أكبر) لارتكاب المجازر والمذابح في حق الأبرياء فهو من الكذب على الله قطعاً ويجب إدانته فوراً , لكن للأمانة لم أشاهد شيعياً أو بعثياً يقول (الله أكبر) عند قصف إسرائيلي أو أكل لحوم البشر... فغلاة السلفية يتصدرون هذا الكذب لى الله.

ولكن أنا أدين كل غلو حتى لا أترك للشيطان فرصة التشويش على هذه النصيحة ويجب على كل مسلم إن أتاه كذب على الله أن يذمه وأصحابه مباشرة وبقوة لا يقنعكم الشيطالن بأننا لن ندين هذه الجريمة حتى يدين أؤلئك تلك الجرائم الطاعة لله , وإنكار كل جريمة كل هذا لله , فلا تؤخروه لأنه لله فقط , الشيطان إذا نجح في تأجيل إنكارك للجريمة فيستطيع أن يدخل من خلال ذلك لإفساد قلبك حتى يصبح (كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً).

نظف قلبك أولاً بأول تبرأ من كل جريمة فوراً سابق الشيطان على قلبك لا تترك له فرصة استخدام قلبك في خصومة ولا مذهبية ولا طائفية ولا عصبية هؤلاء الذين ينفذون أجندة الشيطان الكبرى وخاصة في ( القول على الله بغير علم) بأنه يحب الفواحش، هم لا يشعرون فلماذا يعاقبهم الله؟
نعم لا يشعرون ( إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون) راجعوا الآيات , فلماذا يحاسبهم الله وهم مساكين ( لا يشعرون)؟

الجواب سهل : لأنهم باستطاعتهم أن يشعروا , باستطاعتهم أن يعقلوا , باستطاعتهم أن يتدبروا كلام الله الواضح المبين , لكنهم سلموا الشياطين هذه المهام , ولا تظنوا أن الشياطين هنا غير مرئيين فهم خليط من شياطين الإنس والجن وشياطين الأنس يرونهم كل يوم في قنوات وصال وصفا وغيرها قد وثقوا فيهم .

وشياطين الأنس يمكن معرفتهم فهم الذين تتفق أهدافهم مع أهداف الشيطان وهي ( إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) كل الذين يحبون السوء والفحشاء ويصرون على القول على الله بغير علم هم من شياطين الإنس لأنهم يتفقون مع الأهداف الثلاثة الكبرى للشيطان اسمعوا كيف يزينون هذه الأهداف الثلاثة (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) إذن فهناك أقوال مزخرفة قد تكون حقاً في ذاتها لكنهم يقولونها بهدف تنفيذالجريمة .. وقد تكون أقوالاً باطلة من سوء تفسير للآيات أو أحاديث موضوعة أو ذكر عقائد عصبية أو الاحتجاج بأعلام ونحو ذلك كل هذه زخارف يتواصون ببثها ولاحظوا أن الآيات تذكر هذا الحلف الشيطاني ( الإنسي والجني ) وأنه قديم
فكل نبي له أعداء ( حلف) من شياطين الإنس والجن، حلف قديم جداً ...وهذا الحلف لن يترك الساحة بلا كتب ولا عقائد ولا روايات لأن هذا الحلف شاطر وهو يعلم أن إلزاق جرائمهم بالدين سيكون أبلغ أثراً وأطول عمراً لذلك احذر ... لا تقل ( هذا وجدناه في الكتب) فالحلف الشيطاني قديم قدم النبوات ومصاحب لها للتشويش والإفساد وعلى هذا فلن يترك لك ساحة العلم لا تظنوا أن الشياطين أغبياء هم أذكى منا جميعاً ولهم خطط استراتيجية وتكتيكية وإذا لم نعتصم بالله سيلتهموننا بثقافتهم وبسهولة جداً لا تظنوا أن الشيطان قد توقف بعد معركة بدر
كلا هو من المنظرين ( إلى يوم يبعثون) وسيحرص على إقامة ثقافة متينة صلبة ومعقدة ومتماسكة ظاهراً لا تظنوا أن الشيطان سيكتفي بغير المسلمين أما المسلمون فقد يئس منهم
كلا هو يحرص عليهم أكثر من غيرهم لأنهم فقط من يحقق له (الكذب على الله) والكذب على الله من أهداف الشيطان الكبرى هل سيجد بوذيين أو يهوداً أو نصارى أو ملحدين يجرمون ويقولون ( الله أكبر)؟ على الأقل لن يجد كثرتكم فالمسلمون أمتع الناس الذين يمارس معهم الشيطان أهدافه الكبرى لأنهم طيعون جداً، وخاصة في أهدافه الكبرى السوء والفحشاء والكذب على الله.

لن يجد الحلف الشيطاني (أعداء النبوات من شياطين الإنس والجن) أطوع لهم وأقوى على تصديق زخارفهم من المسلمين، هم عند الشيطان تحفة من النوادر لذلك لا تظنوا أن الشيطان لعظمة إيمانكم قد ئيس منكم كلا كلا ...ربما قد ئيس من غيركم أما أنتم أيها المسلمون فلم تتوقفوا يوماً عن تنفيذ أجندته طبعاً هنا أقصد الذين يكذبون على الله ويجعلونه يأمر بالظلم والفحشاء والكذب والفخر والعصبية والغش وتزكية النفس وبخس الناس أشياءهم الخ....

هذه الخصال متحققة في المسلمين أكثر من غيرهم من الأمم وإذا لم تصدقوني فتعالوا لي ببوذي أو ملحد أو نصراني أو هندوسي يفعل ما يفعله غلاتنا تعالوا نكمل الآيات السابقة التي تتحدث عن الحلف الشيطاني( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) ) والسؤال:
لماذا لو شاء الله لمنع شياطين الإنس والجن من ( زخارف القول) التي ( يغرون) بها الناس غروراً؟ لماذا لم يمنعهم من تشويه دينه وإضلال عباده؟ لماذا أمر الله نبيه صلوات الله عليه بتركهم يفترون؟ لماذا لم يأمره بالأخذ على أيديهم واستتابتهم أو قتلهم وخاصة شياطين الإنس فهم موجودن؟

هذه أسئلة غبية حمقاء ما زال الناس يسألون أمثالها وستأتي أمثالها لأن هذه الأسئلة تغفل غاية الله من خلق هذا الإنسان ألا وهو ( الابتلاء) وقد تكررت هذه الغاية أو العلة في أكثر من آية
( ليبلوكم فيما آاتاكم) ( ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) فالله خلق الإنسان لغايات من أهمها الابتلاء فإذا قضى الله على شياطين الجن وأمر نبيه بالقضاء على شياطين الإنس فهذا يعني تعطيل هذه الغايات ( الابتلاء / التمحيص/ الفتنة/ الاختبار/الخ).

وإذا أنت سألت ( فلماذا أراد الله أن يبتلينا) فهذه الأسئلة لا جواب عليها إلا عند الله لماذا؟ لأن الله لا يقبل منك أن تستجوبه على كل شيء ..فالله أعطاك من الآيات في الأنفس والآفاق ما تستطيع به الإيمان باطمئنان وتاجيل بعض ما تجهله إلى يوم الدين فليس كل شيء يجب أن تعلمه لتؤمن الله ليس كمثله شيء فليس كأي ملك أو رئيس أو مسؤول يوجب عليه الناس أن يجيب على كل سؤال إنما يعطيك ما يكفي للإيمان من الآيات فلا تتكبر عنها الله يريد منك الإيمان مع وجود بعض الأسئلة الكبرى فإيمانك رغم وجود هذه الأسئلة يدل على تواضعك
واشتراطك الإجابة على كل شيء يدل على كبرك لذلك لا تتشرط على الله لأن الآيات بينة والبراهين تنطق من نفسك ومن الكون ومن أكبر مجرة لأصغر ذرة ألا يكيفك هذا؟ إذا لم تكتفِ فأنت متكبر والله لا يحب المتكبر لا يحب أن يكون من عباده لا يحب هدايته لأن الكبر لله وحده وبسبب الكبر أخرج إبليس لمعصية واحدة فعلها بكبر الله لم يلعن آدم بمعصيته مع الإنذار السابق ولعن إبليس بمعصيته بلا إنذار سابق لماذا؟لأن معصية آدم بلا كبر ومعصية إبليس بكبر فافهم هذا ...

فهم هذه الدقائق من ( معرفة الله) نفسه هؤلاء يفهمونه غلط يظنون أنه كأي حالكم أو سلطان يريد الجميع مهتدياً كلا هو يريد ابتلاء الجميع لأنهم يجهلون غايات الله من خلق الإنسان ويجهلون أن هذه الأرض ذرة في كون الله العابد الواسع فهم يريدون تحقيق مراد الله الذي لا يعرفونه!

إذن فقد أمر الله نبيه أن يترك هذا الحلف الشيطاني ليفتروا ما يفترون لماذا؟ حتى يتلقف هذا الافتراء الذين لا يؤمنون بالآخرة فاسمع الحكمة إذن الحكمة ( وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ) الذين لا يؤمنون بالآخرة لا تظنوهم من ينكر اليوم الآخر فقط بل يدخل فيهم من يعملون وكأنه ليس فيه حساب ولا عقاب لا يراقبون الله في شيء

فالله لا يبحث عن أقوال وإيمانات مجردة الإيمان عند الله مرتبط بالتطبيق ولذلك يظن كثير من الناس أنه إن آمن نظرياً باليوم الآخر فهو مؤمن الشيطان قد شوه عنى الإيمان بالله واليوم الآخر
وأقنع أولياءه أنه ( مجرد الاعتراف)! وهذا تشويه كبير عريض لا أدري متى نستطيع رفعه من عقولهم .

ولكن لعلي أذكركم بكثرة قوله تعالى: ( بما كنتم تعملون) ( بما كانوا يعملون) ( بما عملوا) فالإيمان النظري لا يعد إيماناً إلا بعمل فافهموا فالذين ( لا يؤمنون بالآخرة) هنا في الآية ليس معناها فقط أنهم ينكرون اليوم الآخر وإنما يدخل فيهم الذين يشتمون ويحلفون وكأنه ليس هناك قيامة وهؤلاء كثير جداً في التيار السلفي خاصة يقذفون ويفترون ويحلفون ويجزمون بالباطل ...

وكأنه ليس هناك حساب ولا عقاب ولا يوم آخر إذن فهؤلاء من أبرز الذين ( لا يؤمنون باليوم الآخر) وعلى هذا فأفئدتهم تصغي لزخارف ذلك الحلف ويرضون تلك الزخاف ويدعمونها بافتراءات جديدة فالله يريد من الذين يتعاملون مع اليوم الآخر وكأنه ( مجرد احتمال) فقط يريد منهم أن يتلقفوا هذه الزخارف الشيطانية ويرضوها ويزيدون عليها ولذلك تجدهم يحبون نسبة الفواحش إلى الله
ويحبون الكذب على الله الذي فعله بعض سلفهم ويزيدون عليها , ويرضون بها , وليكن.. هذا إضلال الله لهم فإضلال الله لا يأتي ابتداء وإنما يأتي عقوبة على ذنب أنت فعلته ومن عدل الله أنه لا يهدي من هو كاذب كفار يكفر بآيات الله ويعارضها بأكاذيب وهذا فهم آخر لمسألة ( هداية الله وإضلاله) فالله لا يهدي من يشاء عبثاً , ولا يضل من يشاء عبثاً , وإنما يهدي من يستحق ويضل من يستحق وقد بينهما .

فأنت تصنع هدايتك بنفسك وتصنع ضلالتك بنفسك هدايتك سابقة فيزيدك الله هدى وضلالتك سابقة فيزيدك الله ضلالة فانتبه !!! استخدم نعم الله عليك ستهتدي لا تتخذ من دون الله أولياء يوجهونك حيث يريدون وتسلمهم عقلك وضميرك وحواسك أنت بهذا لا تستحق الهداية أنت بهذا استهترت بنعم الله عليك فافهم ... لا تطيعهم في قتل بريء ولو كان غير مسلم - ليس عليك هداهم- ولا تطيعهم في أكل ميت ولا ذبح امرأة ولا خيانة وطن ولا تكفير مسلم ولا كذب الخ ....

إذا أنت اتخذتهم أولياء من دون الله فابشر بإضلال الله ابشر
بأن قلبك سيصغى لزخارفهم ابشر بأن ستحب افتراءاتهم وترضاها وتزيد عليها نص القرآن نتابع الآية التالية : ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ) نعم لقد ابتغوا ذلك هم لا يعولون على كتابك يارب هو عندهم مصدر ثانوي جداً لقد تركوا لذلك الحلف من شياطين الإنس والجن تفسيره لأنه بزعمهم ( غير مفصل) كما تقول هم لا يصدقونك يارب لا يصدقون أن كتابك مفصل وأنك لا تطلب بقتل إلا الجاني الذي أمرت أنت بقتله كالقاتل والمحارب الخ...

هم لا يصدقونك يارب شياطينهم قد أضافوا أحكاماً أخرى وفصلوا عقوبات ما أنزلت بها من سلطان فأفتوا حتى بقتل النساء والأطفال هم لا يصدقونك يارب فاستحقوا الضلالة هم يرون أن شياطينهم أعلم بشرعك منك أعلم بكتابك منك أعلم بسنة نبيك منك أعلم بالمصلحة منك ويضحكون من كل من قال لهم:اتقوا الله !!!! يرونها مزحة!

هم لا يجرؤون على قول هذا وإنما يعتقدونه باطناً ولو مع شك والدليل:أن كتابك لا يكفيهم ولا يرونه مفصلاً كما تقول ولا محكماً كما تقول بصراحة يارب هؤلاء لا يثقون فيك ولافي كتابك
لأنك لا تشبع رغباتهم في الانتقام في سفك الدماء , في عمل الفحشاء , فتركوك وأقبلوا على من يشبعهم لذلك يارب ... أنت العدل المطلق فلك الحمد نشهد أنك قد أحكمت كتابك وفصلت آياتك لكنك قد أخبرت بأنها شفاء ( للمؤمنين) فقط فاللهم اجعلنا منهم .

نحن نشهد يارب أن هذا الكتاب من عندك ومن أبرز معجزاته أنه فعلاً كما تقول ( شفاء للمؤمنين) ( ولا يزيد الظالمين إلا خساراً) هذه معجزة مشاهدة لقد اشربوا في قلوبهم الخصومات شياطين الأنس والجن حرموهم من معرفة الأمور كما هي حتى أصبح عندهم المعروف ما عرفوا والمنكر ما أنكروا فقط لذلك فالتخلص من هذا ( الاستحواذ الشيطاني) صعب جداً على من انغمس فيه كثيراً لكن الأمل موجود عند من لم يزل في الأطراف فالحق نفسك وراجع.

صعوبة الهداية تتناسب طردياً مع كثرة الجرائم وغالباً لا يهتدي من وصلت جرائمه إلى الآخرين فمن اقتدى به آخرون وأجرموا فليس من العدل أن يهتدي هداية الله تلحق من كان مع الجريمة بقلبه لكنه لم يفعلخا ولم يأمر بها هذا يمكن أن يتدراك نفسه ويهتدي أما من باشر الجريمة فيصعب ذلك جداً .


  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=340
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 05 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28