• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : آية الجزية ... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً! - ألجزء الأوّل - .

آية الجزية ... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً! - ألجزء الأوّل -


آية الجزية... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً!


                                              - ألجزء الأوّل -


اليوم لن أرد على المقلدين فقط، وإنما أيضاً على أحبابنا الإسلاميين التنويريين؛ نعم؛ اليوم سأرد على الأخوة عدنان إبراهيم وإسلام بحيري وإياد جمال الدين الخ؛ ومن قبلهم؛ كشلتوت ومحمد عبده ورشيد رضا الخ؛ كلهم قصروا في تدبر الآية؛ الجميع - مقلدون وتنويريون - أهملوا المقدمات التي يتضح بها معنى (آية الجزية)؛ ووجد التنويريون حرجاً في تفسيرها؛ وكان آخرهم إياد جمال الدين في حواره مع رشيد إن قال (هي نصيب كالزكاة على المسلم)؛ وهذا يعني إقرار منه بالمعنى الشائع الذي يقوله التنويريون .. وسأبين قصورهم بعد قليل.
أما المقلدون؛ فأمرهم واضح جداً، يرون آية الجزية في كل أهل الكتاب، وأن الآية عامة، وأضافوا إليها أحاديث المسلمين وفقههم وتطبيقاتهم ..الخ؛ المشكلة في التنويريين أنهم يصلون إلى آية الجزية ثم يصبحون ضعفاء، ويحاولون أن يخففوا من دلالات (وهم صاغرون)؛ ويتورطون فيها تورطاً ظاهراً..
قبل أن أكتب هذه المادة رأيت تسجيلات كثيرة ومشكورة لعدنان إبراهيم وإسلام بحيري وبعض الفتاوى التنويرية لعلماء مصر الكبار، شلتوت ومحمد عبده الخ؛ كل هؤلاء؛ مع حبي لهم واحترامي لهم واستفادتي منهم وإقراري بأنهم أفضل مني في أمور كثيرة، إلا أنهم كانوا ضعفاء عند (آية الجزية)؛ ولم يستطيعوا كشف معناها، ولا مواجهة الإحراجات التي تأتيهم من النصارى ، وخاصة رشيد في برامجه المتكررة المهاجمة للإسلام، وكانت آية الجزية من أهم براهينه على أن الإسلام دين يفرض على غير المسلمين إعطاء جزية عن يد (وهم صاغرون)؛ وأن الإسلام يريد إذلال أتباع الأديان .. ثم يضيف لذلك من التراث ما شاء.
سنذكر نص آية الجزية ، ثم نكشف عن المقدمات (الغائبة) عن الإسلاميين التنويريين،أما المقلدون؛ فليس لنا حوار معهم هنا، فالحوار معهم في وقت آخر.
نص آية الجزية: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)} [التوبة: 29].
هذه آية الجزية؛ وسأكشف معناها بإذن الله، ذلك المعنى الذي تم تحريفه من المسلمين وفاتحيهم وعمموا الآية وأخرجوها من سياقها وغيبوا عنا الوعي التاريخي، الذي هو من أهم المقدمات التي يجب أن يفهمها التنويريون، فسبب ضعف التنوريريين في آية الجزية هو إهمالهم الوعي التاريخي بحال المسلمين؛ ولا أقول حال الفقهاء الذين أضافوا ما اضافوا (استجابة للسلطات الإسلامية وتماهياً معها)؛ وإنما حال المسلمين الموصوفين في القرآن من ايام النبوة.
هروب التنويريين من دراسة (الواقع الإسلامي أيام النبوة) هو الذي جعلهم ضعفاء في تدبر آية الجزية؛ وما ذكره الله في سورة التوبة عن ذلك الواقع؛ سأذكر ذلك الواقع  باختصار شديد؛ ثم أعود لآية الجزية لتعلموا أن الآية لا حرج منها البتة، وأنها مقصودة في فئات (من أهل الكتاب) وقفوا مع الفئات الاجتماعية التي حاولت الانقلاب على النبوة والنبي حي، وهو حلف عريض من المشركين (الذين أسلموا نفاقاً) والمنافقين  والأعراب واليهود الخ.
سورة التوبة نزلت في فئات ذلك الحلف العريض، الذي تشكل بعد فتح مكة (العام الثامن)؛ وأراد اغتيال النبي؛ وأصحاب مسجد الضرار والمنافقين وقريش و الغساسنة؛ وربما الروم؛ حلف عريض جداً، وكان من ضمن هذا الحلف فريق (من الذين أوتوا الكتاب) كما في النص القرآني؛ ولم يقل (أهل الكتاب)؛ وسيأتي؛ وإليكم المقدمات أولاً حتى نأتي للآية الجزية ونفهمها كما أراد الله وفي الذين عناهم الله، وسأذكر المقدمات في نقاط رقمية ليسهل إدراكها وباختصار؛ وأطلب قبل المقدمات منكم ألا تستعجلوا؛ وسترون أنه في نهاية المقال، أنه لا حل لآية الجزية إلا من القرآن، وهو أبلغ وأولى من الحل عن التنويريين؛ لكن؛ لن تدركوا المقدمات إلا إذا آمنتم إيماناً بصدق بما سأورده من آيات كريمة تكشف لكم السر الأبرز ، الذي لم يكتشفه مقلدون ولا تنوريريون.
المقدمات مرقمة:
1- أخبر الله أن قريش - وربما مع من حولها من القبائل - أنهم لن يؤمنوا أبداً إلا القليل منهم، كما في سورة  يس؛ وموضع الشاهد هو {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)}؛ دققوا هنا كثيراً في قول الله (لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون)؛ ودققوا أكثر في (أكثرهم)؛ وصدقوا الله في هذا؛ واعلموا أن الواقع الإسلامي؛ سواء فقهاء أو محدثين أو مفسرين لا يؤمنون أبداً بهذه الآية؛ ويرون أن (أكثرهم قد آمن بالله وأسلموا وحسن إسلامهم)؛ لم يصدقوا الآية، وهي مفتاح فهم الواقع الإسلامي كله؛ الاية تتناول قريشاً بالدرجة الأولى، بأن أكثرهم لن يؤمن، وأكد الله هذا بأبلغ ما يمكن التأكيد بقوله بعد الآية الكريمة: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10)} [يس: 6 - 10].
هذا خبر من الله؛ ومؤكد بأشد عبارات التأكيد؛ ومع هذا؛ لا يؤمن به المسلمون؛ لا مقلدوهم ولا متنوروهم؛ وهذه كارثة؛ فالمسلمون يرون أن هذه الآيات جميعاً لم تخبر بالواقع كما حصل؛ وكأن صواب الاية (لقد حق القول على أقلهم) وليس ( على أكثرهم) بسبب تصديقهم لكتب السير والتواريخ وكفرهم أو تكذيبهم - ولو عملياً - بهذه الآيات المحكمات الواضحات المؤكدات، على أن (أكثرهم) لا يؤمنون.
أهل السير يقولون : إنما حق القول على قتلى بدر وأحد والخندق وفتح مكة من المشركين، ومن توفوا في تلك المدة لا يتجاوزون 100 (أقلهم فقط حق عليهم القول)؛ أما الأكثر فقد أسلموا يوم فتح مكة (وكانوا ألفين)؛ وعلى هذا، فواقع اعتقاد المسلمين - وليس لفظهم - كأنه يقول : هذه الآيات لا حقيقة واقعية لها!!!!
كل هذا منهم خضوعاً للتاريخ؛ خضوعاً لما قاله فلان وفلان ورفضاً لما قاله الله (ومن أصدق من الله قيلاً)؟ هنا يجب أن تختبر إيمانك بالقرآن ؛ القرآن أصدق مصدر تاريخي؛ هو أصدق من عروة وابن إسحاق والزهري والطبري وابن كثير؛ ومن أهل الحديث والفقه ومن العامة والحكام ...الخ؛ الله يختبرك هنا؛ نعم؛ قريش تظاهرت بالإسلام، نطقت الشهادتين، ولكن؛ هل هذا هو الإيمان؟ فالمنافقون ينطقون الشهادتين ويصلون يصومون ؛ افهموا إخبار الله عن الحقائق؛ نعم؛ قريش - وربما  من حولها من القبائل - اكثرهم لم يؤمن كما قال الله؛ ولكن اكتسبوا اسم (المسلمين) كما اكتسبه المنافقون؛ اسماً فقط لا حقيقة؛ فإذا صدقنا الله فيما نقله عن حقيقة قريش - وربما معها من حولها - من أن أكثرهم لن يؤمن، ستكون هذه معلومة في أيدينا نفهم بها  كثيراً من الأمور؛ ولهذه الآية شواهد كثيرة من كتاب الله، توسعت فيها في (تدبر سورة التوبة) وأنا أتحدث عن ذلك (الحلف العريض) الذي ذكره القرآن وأهمله التاريخ. ولن نتوسع في تفنيد الحجج التي يحتج بها بعض الناس في إبطال هذه الآية، فهم يحاولون إبطالها بآيات أخرى؛ وكأن القرآن متناقض، وسأذكر حجة واحدة؛ وهي قولهم : إن هذه الآية تعارضها سورة النصر (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً)؛ كأنهم يقولون: انظروا ، فسورة النصر تؤكد إيمان قريش، وأنهم دخلوا في دين الله، فكيف نقول أن (أكثرهم  لا يؤمنون)؟ يعني كأنهم يقولون: أن معلومات الله متناقضة؛ يرد بعضها بعضاً؛ والجواب سهل جداً؛ أن النصر والفتح الموجودان في سورة النصر ليس المراد به فتح مكة؛ وذلك لأن نزول سورة النصر لم يكن يوم فتح مكة "بالإجماع"؛  وإنما هناك رأيان في نزولها؛ الأول : أنها نزلت قبل الحديبية، وعلى هذا يكون المارد بالفتح فتح الحديبية (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً)؛ وهو الفتح في كتاب الله وعند خاصة الصحابة؛ كما في حديث أبي سعيد (الفتح عندنا أصحاب رسول الله هو فتح الحديبية)؛ وعلى هذا؛ فهو يتناول الداخلين في الإسلام بعد صلح الحديبية، ومعلوم أن قريشاً لم تكن من تلك القبائل التي أسلمت بعد الحديبية، فلا تعارض بين سورة يس وسورة النصر أبداً.
القول الثاني: أن سورة النصر نزلت آخر النبوة - أيام حجة الوداع - وعلى هذا؛ فهي تتحدث عن أمر مستقبلي، ربما يوم ظهور الدين على الدين كله، وليس من الممتنع أن تكون (رأيت) - في سورة النصر - عامة لمن أدرك ذلك الوقت؛ ولا حتى من الممتنع أن يرى ذلك رسول الله بكشف الله له ذلك اليوم الموعود المنتظر؛ فالله قادر على إطلاع أنبياءه على دخول الأمم - يوم ظهور الدين على الدين كله - في دين الله أفواجاً؛ ولكن الأول أقوى؛ وفي الحالتين؛ لا دخل لقريش بالفتح الموجود في سورة النصر؛ وبهذا أيضاً تبطل محاولات - بعض الناس - إبطال آيات يس، وأن الله تغير علمه، فعلم الله بالغيب كامل ومطلق لا يتغير.
ولذلك ، سامحوني؛ فلن أرد على محاولات بعضهم تقديم ما نقله أصحاب السير على ما نقله الله، ونكرر (ومن أصدق من الله قيلاً)؟
الخلل كبير جداً؛ أهل السير والمغازي أتوا متأخرين، أتوا وقد آمن الناس بفكرة أن قريشاً آمن (أكثرها)؛ فآمنوا بالسائد عند الناس ولم يؤمنوا بالمؤكد في كتاب الله! كما أن أهل السير لا يعتمدون على أقوال صفوة من الصحابة كانوا يقولون (والله ما أسلم هؤلاء ولكن استسلموا)؛ هؤلاء الصفوة كعلي وعمار مع القرآن؛ وهم أولى بالتصديق من التابعين؛ كعروة وابان بن عثمان والزهري ... وغيرهم من الذين لم يدركوا ذلك الزمن ولم يعرفوا دلائل هذا الاستسلام لا الإسلام؛ والنبي صلوات الله عليه وآله مأمور بأخذ الناس بالظاهر، ولكن الله يخبرنا في سورة يس عن الواقع الصادق الذي عليه (أكثر قريش)؛ وإنما نخص قريشاً لأنها من قامت عليها الحجة ثلاثة عشر عاماً، وقد استوفوا فرص الهداية، ثم رفعها الله، كما أخبر نفسه عنهم في آيات كثيرة من أيام العهد المكي؛ مثل (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)} [النحل:104]؛ فالله قد يرفع هدايته؛ بمعنى؛ لا يبقي الهداية معروضة طول الوقت؛ كلا؛ هناك أصناف يخبر الله بأنه لن يهديهم، وهذا يعني أنهم قد استوفوا الفرص كلها ولم يعودوا يستحقونها.
إذاً؛ هذا الوهم الكبير عند المسلمين بأن قريشاً قد آمن أكثرهم مصادم تماماً للقرآن الكريم، وستجدون في سورة التوبة تأكيداً لاستمرار شركهم؛ وسنتحدث عن ذلك عندما نكشف (فئات ذلك الحلف العريض) الذي صد عن سبيل الله و (يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم)؛ والذين (يحلفون بالله ليرضوكم)؛ وهذه الآيات ونحوها سنرى أنها وردت في حق قريش (الذين ينقضون عهدهم في كل مرة)؛ وكل هذه الآيات في التوبة؛ وسماهم مشركين ووصفهم - كما سيأتي - بأنهم (يشترون بآيات الله ثمناً قيلاً)؛ وهذا لا يفعله المشرك الخاص؛ مع آيات أخرى كثيرة في سورة التوبة بهذا المعنى، تم التكتم على دلالاتها ونشر دلالات أخرى مضادة؛ وتحاول أن تحصر سورة التوبة في شذاذ من بقايا القبائل لا تنطبق عليهم الآيات بتاتاً.
اصبروا؛ فالتحقيق طويل؛ ليس لعدم وضوح القرآن، فالقرآن (كتاب مبين)، وإنما لأن التكتم والتضليل كبير جداً، وقد جرف معه كل الناس؛ إلا ما ندر، فقريش حكمت المسلمين 600 سنة، وكانت حريصة على تبرئة نفسها مما ذكره القرآن عنها، وأنها أهل لحكم المسلمين، وأن الأمر فيها (ما بقي في الناس إثنان)؛ وأنها الخ..
ادركوا الأثر السياسي العظيم؛ الدعاة التنويريون - مع كامل محبتي وتقديري - لا يعولون كثيراً عن (الوعي التاريخي) من القرآن، وكأن الوعي التاريخي لا فائدة له في فهم آية الجزية؛ الآن عرفنا فئة أساسية من فئات ذلك (الحلف العظيم) الذي تحدثت عنه سورة التوبة، ولم أجد من سبقني لاستخراج هذه الأحلاف من القرآن، وهذا طبيعي؛ فالأثر السياسي كان أكبر مما نتصور، كان فعالاً جداً، في كتابة التاريخ والحديث والفقه والتصورات العامة للناس المتقدمين، فكيف بمن أتى بعدهم؟
2- الفئة الثانية من فئات الحلف العظيم، هم (فريق من الذين أوتوا الكتاب)؛ ومن اليهود على وجه الخصوص؛ (ليسوا كل أهل الكتاب، ولا كل اليهود)؛ وهذه الفئة من الحلف كشفها وحذر منها القرآن الكريم، وعرفناها من القرآن أيضاً؛ ولكن التصور العام عند المسلمين أن اليهود قد انتهوا وهُجَّروا وأن المدينة أصبحت خالية منهم؛ وأن بني قريظة جرت لهم مذبحة لكل رجالهم وشبابهم؛ والبقية تم تهجيرهم؛ وأن خطرهم انتهى تماماً؛ كل هذا غير صحيح؛ وهذه (المظلومية) نشرتها قريش وأشاعتها ربما لإضعاف الاحتجاج بما ذكره القرآن من هذا الحلف الخطير، الذي كان مؤثراً حتى على المستوى الديني؛ وكان حلف اليهود (فريق منهم مؤثر) مع قريش حلف مبكر جداً، من ايام العهد المكي، ثم بعد هجرة الرسول إلى المدينة؛ كان التحذير القرآني صريحا؛ كما في الآية: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَريقًا مِنَ الَّذينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران: 100]؛ وسننتبع القرآن ونعلم، هل أطاع المسلمون هذه الآيات المحذرة من (الأثر اليهودي) أم أن بعضهم بقوا ولم يبالوا بتحذير الله؟
سورة آل عمران نزلت في السنة الثالثة - أيام أحد - وقد كثفت كشف العلاقة بين (بعض المسلمين) وفريق من اليهود، وأن التحذير القرآني لم يجد، فنقل القرآن خلاف ما نقله التاريخ؛ أي نقل أن المسلمين (الصحابة) كانوا يحبون اليهود (هَا أَنْتمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُم}؛ وقد استمر هذا الحلف بين (بعض المسلمين وبعض اليهود) إلى آخر سورة نزلت من القرآن الكريم، مما يدل على ثبوت ذلك الحلف وأنه لم يتزعزع؛ لا من قرآن ولا نبي، وكان النبي حزيناً لهذا الحلف  الخطير، لما يعلم من آثاره على الدين وعلى المشروع الإسلامي كله؛ كما قال تعالى في المائدة {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)} [المائدة: 41].
آية تؤكد بقاء الحلف ولاشتراك في عمل ثقافي معاند لدين الله. طبعاً أهل السير والمغازي لم ينقلوا لنا ما نقله القرآن؛ وإنما ينقلون لنا إطباق المؤمنين على اتباع النبي وطاعته؛ وأن اليهود لا أثر لهم البتة؛ وأن (وضع الحديث) لم يكن في أيام النبي؛ ولا تحريف الكلم عن مواضعه؛ فالأمور تمام! وهذه نتيجة من نتائج ذلك الحلف العريض الذي كشفنا منه فئتين فقط؛ ومن تتبع ذلك الفريق (من اليهود) في القرآن؛ علم يقيناً بأنهم قد اقتطعوا جزءاً كبيراً من المسلمين لصفهم، وأصبح الفريقان يعملان ثقافياً للصد عن سبيل الله، مع حلفاء آخرين سنذكرهم.
المهم؛ أن أصحاب المغازي والسير وجدوا الناس يقولون: لا أثر ولا حلف ولا شيء، وأن المسلمين لم يكونوا يحبون اليهود ولا يلتفتون إليهم أصلاً، وأنه قد تمت لهم مذابح وتم تهجيرهم، ولم يعد لهم أثر على المسلمين وثقافتهم الخ؛ فصدقناهم وتركنا القرآن؛ وبالتالي؛ لم نعد نتصور هذه الآيات حتى ولو تلوناها وحفظناها؛ لا نؤمن بمضامينها مطلقاً، وكأنها تتحدث عن نبي آخر في الزمن الماضي غير نبي الإسلام!
المشكلة الآن في المسلمين الذين هم متحالفون مع قريش (أيام كفرها) ومع اليهود منذ العام الأول الهجري، من هم هؤلاء المسلمون؟ هل هم كثرة أم قلة؟ وهذا يجعلنا ندخل في الفريق الثالث؛ وهم واسطة العقد ، من المسلمين في المدينة، الذين ليسوا من مشركي قريش ولا اليهود؛ من هم هؤلاء؟ كيف تكونوا؟ وما أسباب محبتهم لليهود وإسرارهم بالمودة لقريش أيام كفرها العلني؟ لماذا هذه الفئة غامصة؟ من هم؟ ما ججمهم؟ ما أسباب ضلالهم؟ من هي قبائلهم؟
3-القسم الثالث (من الحلف العريض)، هم مسلمون (بأفواههم فقط)؛ ولكن؛ إذا لم يكونوا من قريش الكافرة ولا من اليهود؛ فممن هم؟ إذا كان هؤلاء المسلمون الذين (يحبون اليهود) والذين (يسرون بالمودة للذين كفروا)؛ فلابد أن يكونوا من المهاجرين القرشيين والأنصار المدنيين؛ وهنا كما يقال مربط الفرس، فهذا الفريق هو الأخطر، لأن اليهود وقريش الكافرة لن يكون لهم أثر على المسلمين، فهم أنسب فريق للصد عن سبيل الله؛ بالطبع الذين مع اليهود وقريش لن يكونوا من اصحاب الهجرة الشرعية ولا من اصحاب النصرة الشرعية، وإنما سيكونوا من الذين هاجروا لدنيا يصيبونها والذين دخلوا في مسمى الأنصار بالاسم، لكن ليست فيهم صفات النصرة الشرعية  التي من أبرزها (محبة من هاجر إليهم) و (الإيثار على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)؛ المهاجرون هجرة شرعية (ابتغاء مرضاة الله) لن يكون فيهم من محب لليهود ولا مسر بالمودة إلى كفار قريش؛ والأنصار نصرة شرعية لن يكون منهم أيضاً محب لليهود ولا مسر بالمودة إلى الكفار؛ تعالوا نتعرف على هذا القسم الثالث من (الحلف العريض)؛ فهو غامص جداً؛ رغم وضوح كشفه القرآن له.
إذاً؛ فالقسم الثالث هم فريق من المسلمين، تستطيع أن تطلق عليهم (المنافقون)؛ وهم خليط من قريش والأنصار قبل إسلام قريش الظاهري؛ بعض الآيات التي تكشف علاقتهم باليهود وكفار قريش:
{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14]
الشياطين المذكورين في هذه الآية هم (الفريق من أهل الكتاب) الذي حذر منه؛ بدلالة الآية الأخرى التي تتحدث عن خلوة أهل الكتاب لبعضهم، فقال:
{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)}[البقرة: 75، 76].
فالمنافقون (يخلون إلى شياطينهم) من أهل الكتاب؛ أما أهل الكتاب (فيخلو بعضهم إلى بعض)! ثم ألا تلاحظون هنا؛ أن الله يذكر أعداداً هائلة من اليهود تظاهروا بأنهم قد أسلموا؟ بينما كتب السيرة والمغازي لا تكاد تذكر إلا عبد الله بن سلام! المكر الكبار؛ تشكل هنا؛ فهناك قسم من اليهود (وهم من قبائل عربية؛ سواء من الأوس والخزرج أو من القبائل المحاورة) قد دخلوا في الإسلام كيداً له! أكثر من آية تذكر أعداداً كبيرة من اليهود تظاهروا بالدخول في الإسلام ، فلماذا كتب التاريخ لا تذكر إلا الواحد والاثنين؟ ألا يدعو هذا للتساؤل؟
التاريخ القرآني يختلف في مفاصل مهمة عن كتب السير؛ إذ ينقل لك الحقائق ويكشف لك زيف كثير من التاريخ والأحداث والأحاديث ...الخ؛ القرآن نور مبين.
ثانياً: هل ذكر لنا التاريخ أن تحويل القبلة قد أنتج انقساماً (فبعض المسلمين ارتد وبعضهم ثبت)؟ كلنا يقول لا، وأن الجميع استجاب طوعاً وتسليماً! اسمع نقل القرآن عن الحادثة: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ}[البقرة:143]
إذاً قسم من المسلمين ارتد! لأن الله أخبر أنه ما جعل القبلة إلا ليلعلم - علماً ظهورياً؛ أما الباطن فهو يعلم - من يتبع الرسول ومن ينقلب على عقبيه؛ فإذا قلنا أنه لم يرتد أحد بسبب تحويل القبلة، فمعنى هذا أن كلام الله عبث؛ الله نفسه يخبر أنه لم يحول القبلة إلا لهذا الغرض (ليعلم من يثبت ومن يرتد على عقبيه)؛ صح وألا لا؟!
إذاً؛ لابد أن يتحقق (هدف الله) من تحويل القبلة؛ ولكن التاريخ سكت عن هذا الانقسام، وأظهر - عبر المرويات - بأن التحويل جرى بسلالة وطاعة فورية؛ وأنه لم يكن الأمر كبيراً كما ذكر الله، بالعكس؛ استجاب المسلمون فوراً !!
أتعلمون لماذا أظهر المسلمون ذلك؟
الجواب: للتغطية على هذه العلاقة بين هذا القسم من المسلمين واليهود، وما أكثر الروايات التي يغطون بها على تشكل (الحلف العريض)؛ اسمعوا الدليل على العلاقة في موضوع القبلة {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} [البقرة: 144]
والسؤال: ما دخل أهل الكتاب في قبلة المسلمين؟ لماذا يخاطبهم الله هنا وكأنهم مقصودون بالقبلة؟
الجواب سهل؛ لأنهم اتخذوا هذا التحويل حجة في الطعن في النبوة، وانقلب بسببهم ذلك الفريق المسلم  الذين (انقلب على عقبيه) بسبب تأثرهم باستنكار ذلك الفريق من أهل الكتاب؛ كما قلنا ، الله لم يشرع تحويل القبلة إلا لحدوث هذا الانقسام بين من يثبت ومن ينقلب، ثم خاطب الله (شياطينهم) من أهل الكتاب باعتبار أنهم قادة الرأي لذلك الفريق الذي انقلب على عقبيه، فالله يرد على القادة (قادة هذا الانقلاب على الأعقاب) .
علاقة تلك الفئة الثالثة (من المسلمين المنافقين) باليهود بدأت أول مفاعيلها من أول سنة هجرية - كما في آيات البقرة - ومن أبرز ذلك موضوع القبلة؛ واستمر ذلك كما سبق إلى آخر سورة نزلت – المائدة - كما سبق؛ والآيات في هذا المعنى (الحلف مع اليهود) كثيرة جداً؛ فما علاقة هؤلاء بكفار قريش أيضاً؟ أعني؛ الفريق الثالث (مسلمون من المهاجرين اسماً والأنصار اسماً)؛ هل كشف الله علاقتهم مع كفار قريش؟ فيصبح الحلف ثلاثياً (يهود- مسلمون - قريش)!
نقول نعم؛ ذلك الفريق المسلم ذكر الله حلفه مع كفار قريش في آيات كثيرة جداً، سأذكر بعضها وستكون عليكم غريبة، وكأنكم تقرؤونها لأول مرة ، بسبب هجرنا تدبر كتاب الله وإقبالنا على كتب السير والمغازي التي كانت نتيجة للرأي العام الذي كان قد كون في زمنهم، ذلك الرأي الذي تجاهل نقل القرآن؛ وأقبل على نقولات من الناس الذين وقعوا ضحية ذلك الإخفاء القسري لدلالات ما نقله القرآن، من تسجيل دقيق - سنة بعد سنة - لمسيرة هذا الحلف وتشكلاته..
من الآيات التي تؤكد العلاقة السرية بين ذلك الفريق المسلم مع كفار قريش:
1- قوله تعالى  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1)} [الممتحنة: 1]
هذه آية صريحة بأن ذلك الفريق المسلم كان (يسر بالمودة إلى الذين كفروا) الذين هجروهم من مكة؛ أي قريش؛ بل هذه الآية خاصة في  (القسم القرشي المهاجري اسماً) كما ترون من دلالات الألفاظ (يخرجون الرسول وإياكم)، إنما أخرجوا المهاجرين لا الأنصار!
أيضاً من الدلائل على أن هذه الآيات في القسم المسلم القرشي - المنافق منهم - الآيات اللاحقة؛ مثل {لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)} [الممتحنة: 3]؛ فهم أرحام وقرابة ..الخ! والآيات في هذا المعنى كثيرة؛ مثل:
{أَلَمْ تَرَ إِلى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ}
وقوله { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا } [النساء: 138، 139]
فهم يسرون بالمودة لكفار قريش؛ ويبتغون عندهم العزة.. وهكذا.
هذه التحالفات لا تنقلها كتب المغازي والسير، وإن نقلت جعلت الأمر في شخص أو اثنين؛ وغالباً يكونون من الأبرياء!
حتى لا نطيل؛ ذكرنا ثلاث فئات الآن من ذلك (الحلف العريض) الذي نزلت لفضحه سورة التوبة ، حتى قيل (كادت ألا تبقي أحداً)! وبقي فئات سنتحدث عنها في الجزء الثاني؛ كالأعراب - وأكثرم منافقون والقليل منهم مؤمنون بصدق - وهم قبائل كبيرة حول المدينة؛ وأيضاً الغساسنة كدولة؛ يستظهرون بها؛ ثم سنذكر دلائل ذلك الحلف؛ وهل أطاع المسلمون النبي في حرب هؤلاء أم أن القرآن قد سجل تخاذل أكثر المسلمين عن ذلك، وما أثر ذلك الحلف بعد ذلك في التغطية على (الفريق الكتابي اليهودي الحليف) الذي أمر الله بقتاله حتى يعطي الجزية وهو صاغر، وهل نفذ المسلمون ذلك أم لا؟
قصة طويلة متعبة؛ ثم بعد ذلك سنبين كيف أن ذلك الحلف استثمر هذه النصوص الخاصة في فئات (والأدلة على خصوصها قرآنية)؛ وكيف عمموها ذلك حتى يتم نسيان الحلف وما؛ وما ورد فيه بخصوصه، وكيف مكروا وجعلوا تلك النصوص الخاصة بالحلف المتآمر المعتدي في كل من خالفهم ممن لم يردهم الله؛ موضوع طويل.
نلتقي لاحقاً.


يتبع..
لمطالعة "آية الجزية ... والمعنى الذي غاب عن التنويريين والمقلدين معاً! - ألجزء الثاني -" على هذا اللرابط «««

مواضيع أخرى:

لمطالعة "ما كتبه الرومان عن تاريخ العرب والمسلمين... هل هم أصدق أم نحن؟!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الأوّل}" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "في ذكرى المولد النبوي: - معلومات مجهولة -" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "عالمية القرآن - الجزء الاول" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "المسلمون يضيعون غايات الإسلام!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "مأساة الباحث الصادق مع أعداء النبي!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بداية الانحراف عن الإسلام الأول - متى كان؟! {ألجزء الأوّل}"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سر حذيفة بن اليمان - الجزء الأوّل" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الزيف كان كبيراً في المسلسل الأخير( الحسن والحسين )" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لن يصلح هذه الأُمة ما أفسد أولها !"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "معنى الروافض." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "سن عائشة بين المحققين والمقلدين!"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1689
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28