• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : التعليق على مقطع السلفي مع شيعة العراق. .

التعليق على مقطع السلفي مع شيعة العراق.


          التعليق على مقطع السلفي مع شيعة العراق.

طلب مني بعضهم أن أبدي رأيي في مقطع لشخص يظهر أنه سلفي يتحاور مع عامة من الشيعة عند المسجد الحرام؛ وأول ملحوظة لي: أنني لا أحب أن نشغل ضيوف الرحمن بحوارات مذهبية؛ وخاصة العامة منهم؛ مع دعوتنا للحوار بين العلماء من كل المذاهب؛ فالحوار ضرورة..
بمعنى؛ أن عامة المسلمين عندما يحجون أو يعتمرون؛ فلا تهمهم خصومات أهل المذاهب؛ وقد لا يعرفونها؛ وإنما يريدون إداء فريضة الحج والعمرة فحسب.
ثانياً: ليس من المناسب أن يتحاور طالب علم مع عامة؛ فإذا كان صادقاً؛ فليتحاور مع طلبة علم آخرين؛ أما الاستقواء على العامة  فقبيح ولا يليق.
ثالثاً: الخطأ الجوهري عند ذلك الأخ أنه لم يَغُص - من الغوص - في حجج الطرف الآخر، ولم تكن حجته في تأبيد (المعية) علمية، إنما هو استنتاج مذهبي. بمعنى؛ أن المعية لا تستوجب التأبيد؛ فالله يكون معك اليوم إذا فعلت خيراً؛ ولا يكون معك غداً إذا فعلت شراً؛ هذا أمر بدهي؛ لا أدري كيف فات على الأخ..
بمعنى آخر أيضاً؛ أن الله (مع موسى عليه السلام وأصحابه) عندما شق لهم البحر؛ فهل تستوجب هذه المعية التأبيد عندما عبدوا العجل أو أضلهم السامري؟
وبمعنى قرآني؛  فالله عندما قال: {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 19]؛ فهل لو ارتد بعض هؤلاء (المؤمنين) سيكون الله معه أيضاً؟
لا أدري كيف استنتج الأخ الكريم (تأبيد المعية)؛ حتى لو تغير الحال!
أنا هنا أنقل حجة علماء الشيعة، الذين يقولون: نعم، لكنه كفر؛ كيف تجيبهم؟
أعني؛ أنا هنا أحاول أن أفهمه عندما قال بتأبيد المعية؛ فكلامه ينقضه القرآن في مواضع كثيرة؛ فالله مع المؤمنين كما ذكر الله؛ ولكن إذا ارتد بعضهم؟!
مثلاً: قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا  ...} [النساء: 137]؛ هل سيكون الله معهم في كل حال؟؟
إذاً؛ فالتعالي على العامة بدليل أو اثنين لم يفهمهما المتعالي؛ مع الجهل بعشرات الأدلة  المضادة – لفهمه؛ لا للآيات التي ذكرها - جهل وغرور .
تواضعوا؛  كثير من العبارات المحفوظة هي عاطفية فقط؛ مثل: (من كان الله معه لن يفارقه؛ من رضي الله عنه لم يسخط أبداً)؛ من قال لكم هذا؟؟ ألا تقرءون القرآن؟ قد ذكر الله (المؤمنين) وأنه معهم وراضٍ عنهم؛ ولكن ذكر أيضاً أن بعض المؤمنين قد يكفرون بعد إيمانهم؛ فهل يستمر الرضا والمعية؟
كلا؛ أمر بدهي جداً؛ بل ذكر الله أبلغ من الرضا والمعية؛ فقال{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا } [الأعراف:175]؛ هذا أبلغ.
رجاء؛ لا تغتروا بثقافة العامة؛ فهي ثقافة عاطفية خطيرة، تنشر الجهل لا العلم؛ والعصبية لا الاعتدال؛ والعداوة لا المحبة.. القواعد الساذجة ضارة جداً؛  ثم؛ كما قلت؛ أنا مع الحوار الصادق وبين أهل العلم؛ أما أن ((تتكبتن)) على العامة وتحقق معهم وتتعالم عليهم؛ فهذا ليس من المروءة ولا العلم.
أكثر ما أستاء له أمران: عندما (يتكبتن) طويلب علم على عامي؛ أو يجتمع مجمعة على واحد؛ هذا أراه من اللؤم والجهل وقلة الأدب في الحوار.
نعم، واجب طلبة العلم مع العامة هو تذكيرهم بغير الخصومات؛ تذكيرهم بالمشتركات، من تقوى الله وخشيته والصدق وحسن القول والعمل وإكرام اليتيم الخ؛ لتكن دعوة المسلمين هي دعوة الإسلام الأول؛ دعوة معاني وواجبات أخلاقية وعبادية؛ بلا أسماء شخصيات؛ الامتحان بالأشخاص بدعة؛ لم يفعله النبي..
اقرءوا دعوة النبي في العرض على القبائل؛ ودعوة جعفر بن أبي طالب للنجاشي؛ ودعوة مصعب بن عمير للأنصار؛ هل تجدون فيها امتحان بشخصيات؟
كلا. هذه بدعة.
إلى كل أصحاب المذاهب؛ وزعوا فقط القرآن الكريم؛ وادعو لتدبره وتنفيذه؛ وفيه الكفاية (أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب).
احذروا، لا تقولوا : لا.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1656
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 03 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28