• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : منهج ثالث في مراجعة التراث! -الجزء الثاني- .

منهج ثالث في مراجعة التراث! -الجزء الثاني-


                  منهج ثالث في مراجعة التراث!

                            -الجزء الثاني-

لمطالعة "منهج ثالث في مراجعة التراث! -الجزء الأوّل-"على هذا اللرابط «««

- من كتب التراث؟
- ناس، بشر، أشخاص.
- ما طبيعته؟
- هذه النفس البشرية؛ هل تعرفها؟ كمالاتها ، نواقصها؟
هذه النفس البشرية متنوعة، بعضها طيب وبعضها خبيث؛ والطيب مراتب، والخبيث مراتب؛ وقد يطلق على الاثنين مسمى (الإيمان)؛ فما المعيار؟ وكيف نعرف؟

بمعنى؛ هل يمكن أن يكتب التراث أنفس خبيثة؟ أو مقلدة لخبيثة؟ أو واقعة تحت ضغط أنفس خبيثة؟ وما الخبث؟ ولماذا عبر القرآن هكذا؟ وما حقيقته؟
إذا كنت أنت طيباً، صادقاً، فهل تتصور وجود الكاذب الخبيث؟ فهل تظن أن الناس مثلك؟ هل تؤمن ببعض أوصاف هذا الإنسان في القرآن؟ والأمم؛ والسلف؟
لم أكن قديماً أتصور هذا (الإنسان ) الموجود في هذه الآية؛ تدبروا جيداً:
{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ منْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[البقرة: 75]
معقول؟ لهذا الحد؟ هذا نوع من أنواع النفس الإنسانية (من النوع الخبيث جداً)؛ يسمعون كلام الله؛ ثم يحرفونه؛ من بعد ماذا؟ (من بعد ما عقلوه)؛ (وهم يعلمون)..
افهم إذاً.
أنت مقصر في فهم (الأنفس الخبيثة)؛ تهمل فهمها؛ ومتشبع من أمرين؛ إما من (مدح الأنفس الطيبة)؛ أو التي قيل لك (أنها طيبة)؛ وقد تكون من الخبيث.
استبانة (سبيل المجرمين) أنت مقصر فيه؛ لذلك؛ لا ترى أن هناك (سبيل مجرمين) أي مذهب وطريق للمجرمين؛ طريق ثقافي أولاً؛ ثم سلوكي؛ القرآن يكرر هذا.
أقول للطيبين؛ بلاؤكم أتى من الطمأنينة بأن الناس مثلكم؛ لا تكذبون ولا تردون الحق وتظنون أن الناس مثلكم؛ كلا؛ هناك أنفس خبيثة أوضحها لك الله؛ هناك أنفس خبيثة (هل هي كثرة أو قلة سيأتي)، مستعدون للكذب والتحريف والإخفاء وتشكيل ثقافتك ونفسيتك لتكون من أولياء الشيطان بإخلاص متدين؛ ليس المشكلة أنك خبيث؛ إنما المشكلة إذا وقعت ضحية لثقافة خبيثة من أنفس خبيثة تنتج الدمار لعقلك وقلبك وعملك؛ ثقافة شيطانية ماكرة مزخرفة خليطة؛ مشكلتك أيها الطيب أنك لم تأخذ تحذير الله على محمل الجد؛ لم تتخذ المنافقين أعداء ً ولا الفريق الضال من أهل الكتاب؛ ولا الشيطان قبل ذلك وبعده؛ مشكلتك أيها الطيب هو الطيبة الزائدة التي أدخلتك في (شبكة الشيطان المزخرفة المزينة)؛ ثم لم تستطع أن تخرج منها إلا بمشروعه؛ لم تنتبه؛ لم تحذر؛ أنت أيها الطيب صدقت الكذب على الله وعلى رسوله؛ وصدقت المجرمين (ثقافياً)؛ فالإجرام في القرآن -أغلبه يتعلق بالثقافة- ثم أصبحت مجرماً جميلاً !
الإجرام الجميل؛ المزين بالآيات والأحاديث والمواعظ؛ هو ما يريده الشيطان تماماً؛ لا يريدك بلا هذا؛ الشيطان يريدك مجرماً جميلاً فاعلاً مؤثراً؛ أول ما يجب عليك أيها الطيب ألا تنخدع للشياطين والمجرمين وأهل المكر والخديعة؛ قد أضلوا أمماً قبلك وطيبين قبلك؛ حاول ألا تقع فريسة؛ جدد نفسك؛ القرآن حذر من أتباع المجرمين وشياطين الإنس والجن؛ الرسول صلوات الله عليه وآله حذر من (الأئمة المضلين)؛ ويوم القيامة يدعى كل أناس بإمامهم؛ بمعنى؛ لا تغتر بمن قد مضوا؛ لا تغتر بكثرة من كان على رأيك؛ قد يكونون من الذين وقعوا تحت تأثير (أئمة مضلين)؛ لهم قوة وقدرةعلى الإضلال والتلبيس؛ ما الذي يدريني ويدريك أننا مهتدون؟ لماذا لا نكون ضالين ونظن أننا مهتدون؟ ليس الحسبان علماً؛ شك وراجع واختبر معلوماتك واستعن بالله واسأله؛ سبقك (في الماضي) من كل الأوصاف التي وصفها الله؛ سبقك طيب، وسبقك كثير خبيث أيضاً؛ لا يستوون (ولو أعجبك كثرة الخبيث)؛ انتبه؛ لا تعجبك الكثرة.
لا تقل السلف والقرون الأولى وفلان وفلان؛ ابحث عما قاله الله من المحكمات وأجل المشتبهات؛ انظر السنة الجامعة التي عليها نور القرآن؛ انصب؛ اتعب؛ هذه النفس الإنسانية -التي بين جنبيك- خطيرة؛ افهمها؛ لا تهمل فحصها؛ يجب أن تأطرها على المراجعة بعقل وخشوع؛ لا بعصبية وخصومة وبغضاء وحماقة؛ لا تقل بأن فلاناً وفلاناً كانوا أئمة في قول الحق والصدع به؛ لا تقل أن العوامل الضاغطة لن تؤثر عليهم؛ هم يعترفون أحياناً بخلاف ما تظنه فيهم..
عندما يُفنى أهل البيت وأهل بدر؛ هل سيأتي من يقوم بعلمهم وعلومهم؟ عندما يُفنى أهل الرضوان؛ ألا يتخذ الناس بعدهم رؤساء جهالاً -على تفصيل-؟
أقصد؛ على تفصيبل في معنى  وحقيقة أهل بدر والرضوان؛ فبعضهم قد تضلك الثقافة بأنه منهم وليس منهم؛ أو أنه قام بشروطهم ولم يفعل؛ كلامنا على الجملة؛ يكفيك على وجه الجملة أن القلة الصالحة أفناها القرن الأول؛ فهم بين قتيل تسفي عليه الريح؛ وملعون فوق منابر  المساجد؛ ومشرد مطارد ساخ فقهه علمه؛ هذا أول الأثر الظاهر الذي يجب أن تهتم به لتعرف أنه لن يقتلهم ويلعنهم من يحيي سنتهم؛ أو يرفع من صالح منهجهم؛ لن يفنيهم إلا أضدادهم..
هؤلاء الأضداد سنشرون ثقافة مضادة مزخرفة؛ تحيي التفاصيل وتميت أصول الديانة؛ وتخفي وتُظهر؛ وتزيد و وتبتر؛ وتفتري مع مزج ببعض الصدق خديعة ومكراً.

لمطالعة "منهج ثالث في مراجعة التراث! -الجزء الثالث-"على هذا اللرابط «««

مواضيع أخرى:
لمطالعة "متفرقات في العقيدة والقرآن والقراءات!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الأوّل -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الثاني-" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الثالث-" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لماذا الاهتمام بالتاريخ؟! -الجزء الرابع-" على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1627
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28