• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : مازلنا في مرحلة (الفاء) فلا تستعجلوا! ألجزء ألثالث .

مازلنا في مرحلة (الفاء) فلا تستعجلوا! ألجزء ألثالث


          مازلنا في مرحلة (الفاء) فلا تستعجلوا!

                                              ألجزء ألثالث


لمطالعة "مازلنا في مرحلة (الفاء) فلا تستعجلوا! ألجزء ألأوّل"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "مازلنا في مرحلة (الفاء) فلا تستعجلوا! ألجزء ألثاني"على هذا اللرابط «««
ربما من خداع الشيطان أن سبب تخلف المسلمين وتنازعهم وفشلهم وذهاب ريحهم! يعود لمراحل متأخرة، حتى نهمل الجذور؛ بمعنى؛ أنه قد يقنعنا أن السبب سقوط الخلافة عند أنصار الخلافة؛ أو ظهور (أهل البدع) عند أنصار العقيدة؛ أو بنو أمية عند أنصار الحديث.. الخ.. لاحظوا أن هذه المقولات - مع وجاهة بعضها - تسقط الشيطان وأولياءه من الحساب؛ أي؛ لا دخل له في هذا الفساد كله، من جهل وقتل وكذب ودمار لبني آدم؛ بينما نجد القرآن الكريم يجعل الشيطان هو أصل الفساد؛ ثم أولياءه من منافقين وظالمين ومفسدين الخ؛ وأن كل هؤلاء يعبدون الشيطان = بالمعنى القرآني؛ ألم يقل الله لكل من دخل جهنم (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)؟ ونحن لا ندرك هذا لأننا عرّفنا العبادة بأنها صلاة وسجود وركوع؛ بينما العبادة تسليم وطاعة وخضوع؛ فنحن نخضع للشيطان في مشروعه الخماسي المشهور. ولذلك؛ قد يقول البعض، ومتى كان الظالمون والكاذبون والمفسدون يعبدون الشيطان؟ ما رأيناهم يصلون لهم لا يسجدون ولا يركعون؛ صح النوم؛ صحح التعريف؛ كررنا أنه لابد من (تحرير الألفاظ) قرآنياً؛ ومنها تعريف (العبادة)؛ تعريف العبادة شعبوياً وروائياً أغلبه مما (ألقاه الشيطان) مكراً وتلبيساً؛ والشيطان لا يأتي الناس علناً جهاراً، لكن يأتيهم عن طريق أوليائه؛ وخاصة الذين الذين (يحسبون أنهم مهتدون)؛ فهم أكثر مصداقية وتأثيراً وإضلالاً! لذلك؛ إن شعرت بالحذر من إضلال الفقيه والخطيب والمطوع أكثر من حذرك من إضلال الفنان والمعلق الرياضي لك؛ هنا تكون قد فهمت الشيطان وحاصرته أكثر.
نحن ما زلنا في مرحلة (نسخ ما ألقاه الشيطان)؛ فاصبروا على الآيات واسمعوها وتدبروها؛ فهي تجعل أصل الضلالة في أهل العلم؛ لا أهل الفن والرياضة؛ والواقع يشهد، فليست حروب المسلمين بسبب أم كلثوم ولا وديع الصافي؛ وإنما بسبب فلان وفلان وأمثالهم من الفقهاء وأصحاب العقائد المذهبية الدموية؛ وهؤلاء الفقهاء لم ينتجهم زرياب ولا طويس؛ وإنما أنتجهم فلان وفلان من فقهاء أمثالهم نصرهم الخلفاء والسلاطين وبثوا ثقافتهم وقمعوا مخالفيهم. وهؤلاء السلاطين كانوا نتيجة ثقافة نفاقية من أهل العلم الذين اختلفوا {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}.
هنا البداية.
أي؛ أن جذر (الفساد والإفساد) في (بغي العلم)؛ فهو الذي أنتج السلطات الظالمة، التي قمعت النور الذي لا تفهمه، وأبقت على الظلام المفهوم! فالخير من العلم = معلومات صحيحة صادقة؛ والشر من العلم = معلومات مزينة مزخرفة كاذبة؛ العلم به تسمو وبه تدنو؛ وعلى هذا؛ فالعلم الصادق هو الحل.
والسؤال؛ هل اكتشفنا - حتى الان - ما ألقاه الشيطان وزخرفه وزينه؟ هل كان الشيطان أبعد في الرؤية الاستراتيجية منا؟ بحيث يلقي أموراً تفسد لاحقاً؟؟ بمعنى، هل أقنعنا مثلاً بالهروب إلى الأمام، وأقنعنا باستعباد الشعوب، لنشعر – لحظياً - بأن هذا هو الدين ، ولم ندرك استراتيجيته المضادة؟
مثال ثانٍ: هل استطاع باستراتيجيته أن يقنعنا بقمع الحرية (والآاراء التي لا نفهمها أو الاختراعات التي لا نرى فيها فائدة) ليقلبها علينا لاحقاً؟ هل يفكر الشيطان مثلنا بالفرح بالأمور القريبة، أو أنه يخطط على البعيد؟ مثلاً؛ ألم نكفر ابن سينا وجابر بن حيان وابن رشد وننفيهم من حياتنا؟ ألم نقمع التنوع والتفكير، ونشرعن – عقائدياً - للقضاء على المعتزلة والشيعة والفلاسفة وأهل المنطق، ألم يقنعنا بأن هذه (الأنواع) لا خير فيها؟
أشياء كثيرة عملها الشيطان استراتيجياً عبر (العلم الباغي الظالم) الذي أوجد السلطات الظالمة التي نصرته وأبقته وقمعت ما خالفه؛ ثم النتيجة؟ النتيجة أن قليلاً مما تبقى من هذا التنوع أسهم في قيام الحضارة الأوربية، التي انتجت ما ترون، ثم عدنا خاضعين إليها، متفاخرين بمن قمعناهم!
هل تصدقون الآن أن الشيطان أكثر ذكاء منا؛ وأبعد استراتيجية؛ وأعلم بما يصلح  ويفسد الدنيا والدين؛ ألم ننخدع؟ لماذا يا ترى؟ لأننا هجرنا القرآن.
القرآن مثلاً؛ يخبرنا بأعداء مبكرين جداً، وشرح ثقافتهم وعداوتهم وكذبهم تزيينهم وتلبيسهم ..الخ؛ كل هذا لم نأبه به لأنه لم يقله ابن تيمية. ابن تيمية إنما قال أعداؤنا الشيعة والمعتزلة والصوفية؛ وأن ظهورهم كان متأخراً؛ وكانت القرون الأولى على الهدى؛ والمنافقون انتهوا..الخ؛ وقبل ابن تيمية انشغل فقهاء سابقون بقمع التنوع؛ وبالتالي قمع الحرية التي بها أنتجت أوروبا ما أنتجت من أفكار خلاقة أنتجت بدورها هذه الحضارة.
المشكلة في المسلمين عامة أنهم لم يبدءوا من حيث بدأ الله؛ كأنهم لم يصدقوا القرآن في تحديده بدايات الانحراف؛ وبالتالي؛ من أهمل الله أهمله. الشيطان (ألقى في أمنية النبي ما ألقى)؛ وسينسخ الله ما ألقاه الشيطان كما وعد؛ لكنه لن ينسخ بغيرنا؛ (إن الله لا يغيروا ما بقوم .. الآية)؛ لم يقل الله حتى يغيروا (ما بهم)؛ أو (حتى يغيروا أوضاعهم)؛ كلا قال (حتى يغيروا ما بأنفسهم)..
البلاء في الأنفس، من كبر وعصبية وغرور وبغضاء..الخ؛ إذا غيرنا ( ما بنفوسنا) من كبر وغرور؛ بل وحب للظالمين من فقهاء وسلاطين.. عندئذ نستطيع أن نتعرف على جذور البلاء، وهي غير الجذور التي قالوها؛ لا نستطيع إجبار الله على القول بما قاله الفقهاء والخطباء والدعاة الظالمين؛ أو على الأقل؛ الذين هم نتيجة (سلطات ظالمة) أنتجها (العلم الباغي)؛ لابد من الخضوع لله؛ والاستسلام له؛ وعبادته وحده لا شريك له؛ لا يجوز أن نتعبد بغير ما قاله وحدده وبينه وأوضحه وفصله؛ ثم ما يسير في هذا المضمار؛ لا يجوز أن تقفز على (جذور البلاء) التي أوضحها في كتابه، انتصاراً لجذور ثانوية أو مظنونة قال بها هذا الفقيه أو ذاك؛ لا سيما وأن.. ماذا؟ لا سيما وأننا قد نكتشف (إذا بدأنا مما بدأ الله به) أن هؤلاء الفقهاء من جذور البلاء لا من أدوية الخلاص!
ما الذي أدرانا؟
لابد من تأصيل قرآني؛ على الأقل ؛ لا يجوز أن نستبق بذم فلان ولا تبرئته؛ ولا أنه يحمل المرض أو العافية؛ حتى نعرف المرض والعافية من كتاب الله أولاً؛ ثم ننظر ونحكم؛ لن نتخلص من هذا المصاب حتى ندخل الباب سجداً ونقول حطة ونتضرع إلى الله؛ التضرع إلى الله بالعودة إليه عملياً؛ فالله لا تخدعه الألفاظ والدعاوى..
اسمعوا هذه الآيات؛ فهي من سنن الله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ)؛ لماذا؟ الجواب : (لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)؛ فهل فعلوا؟ كلا؛ (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا)؛ ولماذا لا يفعلون؟
اسمعوا؛ (وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)} [الأنعام]
هذا هو؛ قسوة القلوب وتزيين الشيطان! قسوة القلوب تجعلنا نتمسك بعنف بما ألفناه وتعبدنا به ولو كان باطلاً؛ قسوة القلوب مرض الأولين والآخرين؛ (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم)؟


مواضيع أخرى:
لمطالعة "ما كتبه الرومان عن تاريخ العرب والمسلمين... هل هم أصدق أم نحن؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الرد على أحاديث الأقباط" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "علم الحديث - التوثيق.. بين الاهواء والسياسه (ألجزء ألتاسع)" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لغلاة السلفية: كلا؛ لم يرتكب النبي مفسدة!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "بلاؤنا في ماذا؟"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "علم الحديث - أمانة أهل الحديث ... في الميزان!(ألجزء السادس)" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "علم الحديث - أبو هريرة وألأثر السياسي (الجزء الرابع)‏"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1597
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19