• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أنواع الكفر والنفاق مازالت موجودة؛ وهما مع الكبر حيث كان؛ فراقبوا التواضع! .

أنواع الكفر والنفاق مازالت موجودة؛ وهما مع الكبر حيث كان؛ فراقبوا التواضع!


                نواع الكفر والنفاق مازالت موجودة

              وهما مع الكبر حيث كان؛ فراقبوا التواضع!


سبحان الله؛ لم نكن نعلم كيف كفر كفار قريش؛ ولا كيف نافق المنافقون؛ اليوم  الأمور اتضحت جداً؛  طلع الأمر أسهل مما كنا نتخيل؛ طلع كما ترون!
بمعنى؛ اعرض للمكابرين والغوغاء (آية محكمة)؛ بحيث لا يمكنهم إلا القول بها كما هي، بلا تدوير ولا تحوير ولا تفسير؛ ثم اقرأ (قريشاً) وأنت تتقهوى!
لم أكن أظن - أيام الدراسة والصبا - أنني سأرى معنى الكفر والنفاق بأم عيني؛ وبراحة تامة!.. كنت أظن أن هذه المعاني كانت زمان؛ أما اليوم؛ فقد انتهت!
الكفر معنى؛ والنفاق معنى؛ ليس مخصوصاً بأشخاص ولا بأزمان؛ وإنما بنفسيات وقلوب وعقول وأسماع وأبصار؛ لا يمنع تحقق هذه المعاني ألفاظ ودعاوى جاهلة؛ وقد أثبت القرآن الكريم تحقق هذه المعاني في قوم ينطقون الشهادتين ويزعموون أنهم مؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر؛ لا ينخدع الله بالألفاظ.
ومن هذا الباب؛ فالقرآن صالح لكل زمان ومكان؛ القرآن المكي لم يتعطل يوماً؛ فضلاً عن المدني؛ اقرءوه؛ وتفرجوا فقط على هؤلاء الغلاة والغوغاء.
عجب!
هناك حل بسيط جداً؛ وسهل جداً؛ لتتجنب تلك المعاني الكفرية والنفاقية؛ وهو التواضع.. التواضع يشتمل على كل أخلاق المعرفة ويقود إليها؛ تواضعوا تتعلموا؛ ولذلك، أهل الغلاة والغوغاء (متكبرون للغاية)؛ ولا يمكن أن يهدي الله متكبراً ولا متمسخراً ولا ظلوماً ولا جهولاً؛ هؤلاء يستحقون البقاء في الضلالة..
خذ أصغر صغير؛ وأجهل الجهلة من أتباع الغلاة؛ ستجدونه منتفخاً جداً؛ متكبراً؛ مستكثراً عليك بالكثرة؛ محيلاً لك على الرموز العظام
نافراً من اي دليل! وهذا بالضبط ما كان يفعله كفار قريش وغوغائهم؛ أتحدث عن المعنى؛ لا عن التكفير ولا الحقوق؛ فالمنافقون مع كفر الباطن داخلون في المسلمين وحقوقهم؛ الشيطان يقنع أولياءه ، بأنه يكفيهم المنة على الله بأنهم اعترفوا به إلهاً؛ وعلى رسوله بأنهم اعترفوا به نبياً؛ ثم خلاص.. ليتكبروا ويفسدوا بعد!
ليتواضع من يتمنون أنهم موجودون أيام النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله؛ للإيمان به ونصرته؛ قد يكونون كما هو حالهم اليوم؛ منافقون أو سماعون لهم!
بعض الذين يتمنون قد يكونون صادقين ومستعدين للتسليم المطلق (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)؛ لكن الغلاة والغوغاء ليسوا مستعدين. أقول هذا وفق الظاهر؛ والله يعلم الحقائق ومآلات الأمور؛ بل لا نبريء أنفسنا ونشفق من العذاب؛ لكن نعرف أيضاً كيف نتواضع ونتعلم؛ هم سادرون أبداً.
ما كان كفر كفار قريش عبثاً؛ كان تمسكاً بالموروث؛ وما وجدوا عليه الآباء؛ واستكثاراً بالكثرة؛ وحسداً؛ وكبراً؛ وحباً للعلو في الأرض.. عوامل ضاغطة جداً؛ فالذي لا يقاومه الغلاة وغوغائهم؛ لم تقاومه قريش؛ نفس الشيء؛ والإيمان اختبار من الله،  يوجب عليك مقاومة هذا كله؛ وأن ترى الله أكبر من هذا كله؛ كذلك حال النفاق ونفاقهم؛ سماع لليهود؛ ومصالح؛ وتحزب؛ وضعف أمام هذا (التسليم المطلق لرسول الله) بسبب الكبر والحسد؛ وبسبب بغضهم المستضعفين.. الخ
الخلاصة:
لا تظن أن ما اختبر الله به قريشاً والمنافقين ستسلم منه أنت؛ هو اختبار عام؛ والتسليم لا يأتي من متكبر ولا حاسد؛ عالج نفسك تهتد بسهولة؛ المتكبر اليوم؛ لو كان موجوداً أيام النبي؛ قطعاً لن يهتدي؛ سيكفر أو ينافق؛ أتعرفون لماذا؟
لأن الله لا يهدي المتكبرين. سواء خالطوا نبوة أو جاهلية.
ابحث عن الهداية من أسهل طرقها = محاربة الكبر في نفسك؛ مجاهدة نفسك التي بين جنبيك؛ مجاهدتها أول الهداية؛ (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)؛ ما أن تطهر نفسك من الكبر والغرور والتكثر والتعالي حتى تكون من المتهدين..
ثم الهداية مستويات؛ لكن؛ لا يمكن أبداً أن تكون مهتدياً مع تلك الأمراض؛ لو كنتَ أعلم أهل الأرض؛ وأكثرهم  صلاة وصياماً وصدقات؛ ستبقى عند الله  ملعوناً ومن المغضوب عليهم ما دمت متكبراً؛ فالشيطان كان أعلم منك وأعبد!
الشيطان لما لعنه الله وطرده من الجنة؛ لم يكن لقلة علم الشيطان ولا عبادته؛ كان لكبره فقط؛ وكبره قاده للكفر؛ بل والترحيب بجهنم على التسليم.
لا تقل فلان عابد؛ ولا فلان عالم؛ ولا فلان متصدق؛ كل هذا سيكون هباء منثوراً إذا لم يتخلص من الكبر ويجاهد نفسه.
هنا ميزان الله . قريب منك؛ في القلب.
راقبوا الناس في قلوبهم لا في أعمالهم؛ وراقبوا القلب في التواضع؛ وراقبوا التواضع في الاستعداد للمعرفة؛ وراقبوا الاستعداد في التسليم بالحق.


مواضيع أخرى:
لمطالعة "صنائع الله وصنائع الشيطان"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "البيئة الشعبية للحوار بين المذاهب" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "أيها الإسلاميون.. اتركوا الحكم!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ظهر الحق وزهق الباطل" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "الغلاة.. تلك الفئة المثالية.. لتدمير التواصل الإنساني (1)"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "التشبع السياسي والتشبع الإيماني!" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ذكاء الشيطان في استغلال (موضوع الصحابة ) لحرب العقل والإيمان والمعرفة.‏"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1591
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19