حسن بن فرحان المالكي / نفاق المثقفين!

نفاق المثقفين!

لماذا بعض الناس يعمى عن الهدى وهو واضح وقريب؟
لأنه إذا وصل إلى مرحلة ما، لا يمكّنه الله من الهداية (ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور).
عندما يطرح مفكرو العرب الموقف من الآخر! وأهمية فهم الآخر وقبوله والتلاقي معه؛ فهم يقصدون الآخر القوي المختلف جذرياً ؛ لا الآخر الأقرب الضعيف!
قد يجتمع مجموعة من المترفين في قاعة أو منتدى؛ ويعطوننا من هذه الأفكار العظيمة في فهم الآخر وقبوله؛ بينما ضحاياهم لم يقوموا من تحت الأنقاض بعد!
أصبحت أكره اللقاءات الفكرية والمؤتمرات العظيمة إذا سمعت بها.. لقاءات تفتقد الصدق والمروءة والضمير؛ همهم الالتقاء مع المستبد الآخر والتذلل له.
ماذا أصاب هذا العالم؟ ماذا أصاب أهل الفكر والرؤى والأدب - إلا ما ندر - مجموعة من المنافقين والكذابين والجهلة؛ يدفنون الأقرب ويطلبون الأبعد!
إذا سمعت من قول : "يجب تحسين خطابنا تجاه الآخر"؛ فانظر من يريد بهذا الآخر؟ إذا أراد الأقوى فهو كذاب مهين متذلل؛ وإذا أراد الأضعف فهو إنسان شريف.. إنما تنصرون بضعفائكم لا بأقويائكم؛ بصدقكم لا بكذبكم؛ بوضوحكم لا بمكركم؛ بتواضعكم لا بتكبركم؛ بمعروفكم للأقربين؛ لا بالتذلل المبذول للأبعدين.
كثير من أهل الفكر والثقافة منافقون؛ أجسام وكلام فقط (إن ترهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم)؛ لا فكر ولا ثقافة بلا ضمير (خشب مسندة)!
إذا فسدت الثقافة فسد كل شيء؛ وكذٓبة المثقفين هم لسان الشيطان المهذب؛ وهم من آخر الذين ينتبهون بأنهم مجرمون؛ وقد لا ينتبهون إلا في حواضن الموت.
المثقفون؛ هذه الأيام؛ لا يهمهم مشرد ولا نادٍّ؛ ولا يأبهون بعاقلٍ ولا جادٍّ؛ همهم الوحيد: ماذا نقول لترمب غداً! وليس ماذا نقول لله غداً.

مواضيع أخرى:
لمطالعة "رد المالكي على السمهوري في موضوع ابن تيمية"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "قراءة حول مشروع حسن المالكي نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ما يريد العقلاء من التعليم؟!"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "ما أدري لماذا لا أصدق د/ عزمي بشارة"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "وقفة توقير للفكر والمفكرين."على هذا اللرابط «««
لمطالعة "هل نستحق جميعاً - سنة وشيعة - مستشفى الأمراض العقلية؟"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "تعقيب فضيلة الشيخ حسن بن فرحان المالكي حول لقاء الاستاذ ابراهيم البليهي"على هذا اللرابط «««