• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : المتوكل ناصر السنة - الجزء الثالث!؟ .

المتوكل ناصر السنة - الجزء الثالث!؟


لسان حال السلطة : اعطوهم من هذا الدين حتى يشبعوا وينسوكم!!
                المتوكل ناصر السنة - الجزء الثالث!؟


                                    - الجزء الحادي عشر -


المسلمون؛ إذا أرادوا أن يغيرهم الله إلى الأفضل؛ إذا شعروا أنهم بحاجة إلى الله؛ فالحل بسيط! أن يغيروا ما بأنفسهم من أمراض وأحقاد وكبر ...الخ.
الأمم تسلطت المسلمين، ولعل هذا من عقوبة لهم، ليصحصحوا؛ وإلا؛ فكيف ينكرون على من قتل منهم الآلاف وهم يفخرون بأسوأ منه، ممن ممن حرق وقتل أضعافهم؟!

نقد وكشف هذه الشخصيات المحورية؛ كالمتوكل، هو جزء من نصرة الإسلام الأول؛ ونصرة حقوق الإنسان؛ ونصرة السنة الأولى.. والمتوكل العباسي هو من الشخصيات المؤثرة في ثقافة أهل السنة بشكل عام، والسلفية بشكل خاص، وبه يتبين الفرق بين السنة النبوية والسنة السلطانية.. والنقد الذاتي؛ من أهم المحفزات على الاعتدال والعقل والدين؛ أما حصر النقد في الأشاعرة والشيعة والصوفية؛ فهذا لا يزيدنا إلا كبراً وظلماً وعتوا.ً
وكان المتوكل نموذجاً للذم السلفي؛ لولا أنه نصر أحمد؛ ففيه كل شيء مذموم، من الفسق والإبادات والدناءة والفحش والمجازر والبدع وما لا أحب ذكره؛ ونصرته لأحمد كان لهدف سياسي؛ ولم يأت إلا بعد سنوات..
وقد توسع في هذا – أي في أهداف المتوكل  - د. فهمي جدعان؛ في كتابه (المحنة)؛ فلا مزيد عليه.
لم يكن أحمد من جلسائه وندمائه؛ ولا ممن يقبل صلته؛ إنما؛ ندماؤه مجموعة من المخنثين والظلمة والنواصب والمهرجين؛ لم ينقطع عن ذلك من صباه لمقتله..
بمعنى؛ أن أحمد بن حنبل؛ وإن خفي عليه سوء المتوكل؛ إلا أنه لم يكن متهوكاً فيه، وكان يمتنع عن عطاياه، وينهى أبناءه عن العمل له أشد النهي. لكنه خدع العامة بإخراج أحمد من السجن وإرضاء أهل الحديث - والعامة تبع أهل الحديث -  وأرضاهم بمحاربة المعتزلة والشيعة والنصارى؛ فنسوا كل شيء. وهذه طبيعة السلاطين الظلمة من قبله أيضاً؛ فعندما كان الأمين غارقاً في كل سوء - مما أستحي من ذكره - أرضى أهل الحديث بقذفه ابن علية فقط!
وكذلك إبراهيم بن المهدي؛ الثائر على المأمون - وكان عازف عود - لما لم يجد من العامة أنصاراً؛ سجن المعتزلي - ثمامة بن أشرس - فانثالوا عليه ونصروه! وقبل ذلك في بني؛ أمية هشام بن عبد الملك؛ قتل غيلان - وكان رجل حقوق - فنسي علماء الحديث جرائمه؛ ودعوا له على المنابر؛ وفرحوا لقتل خصمهم!
وقبل ذلك خالد القسري - ذلك العسوف الظلوم الساخر من النبوات - لما أراد استرضاء العامة المغفلين؛ ذبح لهم الجعد بن درهم؛ فضموه لعقائد الصالحين.
فالمتوكل لا يختلف عن هؤلاء السلاطين الظلمة؛ الذين يعرفون غفلة أهل الحديث وعامتهم؛ فكلما ازداد السلطان سوءاً؛ ذبح لهم بريئاً! فأحبوه وخلاص!
وفي العصر الحديث؛ نراهم يثنون على صدام حسين؛ ليس لشيء؛ إلا لأنه قتل أبرياء من خصومهم فقط؛ وكانوا يكفرونه بالأمس؛ لأنه بعثي واحتل الكويت.
مزاج.
العامة مزاجيون جداً؛ قد يجعلون الشخص من أفضل عباد الله لأنه مس خصومهم بسوء؛ وقد يجعلونه كافراً زنديقاً لأنه مسهم بسوء أقل!
مزاجات أطفال.
التقييم السليم، أن تضع نفسك موضع القاضي؛ تحقق ما للشخص من محاسن، وما عليه من مساويء؛ ثم تقيس هذا وهذا وفق النصوص الشرعية؛ أو القانون؛ ثم تحكم.
أهل الحديث وأتباعهم؛ ليسوا هكذا في الغالب؛ إنما؛ يخاصمون في المذهب ويعادون فيه؛ لا يهمهم أن يكون الشخص عدواً لله ما دام أنه صديق لهم..
هذا تحكم.
وهذا الخلل في تقييمهم؛ ستراه في نظرتهم لكل من خاصمهم أو عاداهم؛ سواء من سلاطين أو مثقفين أو فقهاء؛ أو حتى مغنين ولاعبين؛ هم مع الخصومة فقط؛ وهذا ما أسميه (عبادة الخصومة)؛ فعبادة الخصومة أن توالي فيها وتعادي فيها؛ وتنسى الله ورسوله والمعاد؛ وتنسى العقل والإنصاف وكل شيء..
هذه عبادة.
لذلك؛ فتكرار القرآن للأمر بـ (عبادة الله وحده لا شريك له) حق؛ لكن لا يظن أحد أنها لهجاء الشيعة والصوفية؛ فهي أمر للجميع؛ وضد كل الآلهة.
وأصحاب الخصومات لهم ميزة أخرى؛ قد يتوهمون أمراً عبادة لغير الله؛ فيظلمون؛ وقد يتدينون بأمر هو عبادة لغير الله؛ فيطمئنون! والجهل داعم للأمرين؛ وعامة أهل الحديث - أيام المتوكل - فرحوا بهدم قبر الحسين لإغاظة الشيعة؛ ولكنهم يعظمون قبر معروف الكرخي؛ ويقولون عنه (الترياق المجرب)!
وأتباعهم اليوم؛ عندما يقولون هذا شرك وهذا توحيد، غالباً هم؛ إما متوهمون وإما متعصبون؛ والسبب؛ أنه ليس هناك نقد ذاتي حتى نعقل ونعتدل ونفهم.
السكوت عن النقد الذاتي أدى إلى الانتفاخ العقائدي؛ حتى جعل العامة يستحلون دم المخالف وتكفيره ظناً منهم بأنهم على علم عظيم ودين خالص! ولكنك؛ عندما تكشف لهم رموزهم السياسية؛ كالمتوكل والقسري؛ أو رموزهم المذهبية؛ كابن تيمية والحربي؛ فإنهم سيهدؤون ويتعوذون من الشيطان؛ ويعتدلون.
أيضاً؛ العامة التي نشأت عن أهل الحديث؛ يتشربون الكذب بسرعة كبيرة! قد ينشر أحدهم مقطعاً مفربكاً كاذباً، فما هي إلا ساعات حتى يصبح إجماعاً؛ وهذا يؤثر حتى في العقلاء؛ فقد لا يستطيعون مقاومة هذا الإجماع الكاذب؛ فينساقون للعامة؛ وإلا فلينتظروا عنهم كذبة أخرى لتصبح إجماعاً عامياً! والإجماعات (العامية) المبنية على (كذب فردي)؛ كثيرة جداً في ثقافتنا؛ مثل قصة ابن سبأ؛ وتحريق علي لمرتدين؛ وقصة ابن العلقمي؛ وغيرها كثير جداً..
لذلك؛ مهمة العقلاء أن يدرسوا هذه الإجماعات لإعادة ترميم هذا المسلم؛ ولإعادة  آيات القرآن غضة حية؛ مثل: (اتقوا الله) و (وإذا قلتم فاعدلوا) الخ.
ومن تلك الإجماعات الكاذبة؛ أن (المتوكل ناصر السنة)؛ فهذا إجماع كاذب؛ والأدلة على خلافه؛ وإن كان المتوكل قد نصر سنة واحدة؛ فقد هدم الإسلام كله.
العقول الصغيرة تنظر للأشياء الصغيرة؛ أي التفاصيل المذهبية الخصومية الطفولية؛ وفي الوقت نفسه يهدمون بها الإسلام الأعلى؛ ولا يرونه أبداً؛
صفة.
العقول الصغيرة متكبرة؛ لأنها لا تعرف الله؛ والعقول الكبيرة متواضعة، لأنها تعرف عظمة الله؛ وترتب ما يريد هو، وفق ترتيبه هو؛ فتستسلم له.
العقول الصغيرة لا تنظر للأشياء البعيدة (الله/ اليوم الآخر)؛ كلا؛ إنما يهمها ما تراه من قريب.. عايض وعواض ومعيض وسعد ومسعود.. فما قالوه قل.
لابد من مساعدة الناس على سعة الأفق، ومعرفة الله، واستحضار اليوم الآخر، حتى يخشوا يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار؛ يوم ينفع الصادقين صدقهم.. ومن ذلك؛ تشكيكهم في السلف الطالح؛ كالمتوكل وأمثاله؛ وأن توضح لهم سيرته السيئة؛ فالجهل مشكلة لك في الدارين؛ والعلم نور لك في الدنيا والآخرة.
ولذلك؛ كل من يحب المتوكل؛ لابد وأن يكون أحمق متجرءاً على الدماء البريئة؛ وكل من يبرأ منه؛ لابد أن يكون عاقلاً معتدلاً؛ لا يحب سفك دم أي بريء.
أثر حب الظالمين على النفس البشرية معقد جداً؛ تظن أنه لا يضرك؟!
بلى! حب الظالم يلحقك في عقلك وسلوكك؛ لذلك؛ نهى الله عن الركون للذين ظلموا .. وإلا؛ لماذا قال الله (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)؟ لأن الركون يحوزك لجهته، فتشاركه؛ ولو في خبث القلوب، فيحرمك من القلب السليم.
سأختم ببعض فعلات المتوكل  العظيمة في الإبادات والمظالم؛ وأهمها؛ إحراقه لمدينة تفليس (عاصمة جورجيا اليوم)؛ وإحراق خمسين ألف إنسان.
أهذه سنة؟
ففي الطبري وغيره؛ تفصيل في ذلك؛ واختصرها صاحب تجارب الأمم وتعاقب الهمم (4/ 300) فقال: وفيها - أي سنة 238هـ - ظفر بغا الكبير بإسحاق ابن إسماعيل؛ مولى بنى أميّة بتفليس... فلمّا قصدها بغا؛ أمر النفاطين فضربوها بالنار .. واحترق فى المدينة نحو خمسين ألف إنسان)) ا هـ مختصراً
هذه واحدة من موبقات (ناصر السنة)!
والله لو كان هؤلاء المحروقون من الوحوش لكان إسرافاً وجرماً؛ فنعوذ بالله من قسوة القلوب.
الغضب السلفي العارم على المأمون والمعتصم والواثق؛ كان منحصراً في (محنة أهل الحديث)؛ وهذا ظلم بلا شك، إلا أنه لا يوازي ما فعله المتوكل. ولم اشأ استيفاء مظالم المتوكل، فهي كثيرة جداً، حتى من رباه ورشحه للخلافة وشاركه في مظالمه جرده من أمواله واغتصب ابنته؛ ما أبقى أحداً.
احذروا من أي شخصية ظالمة يعظمها الغلاة؛ غالباً يحبونها لأنها تروي لهم غليلهم المريض؛ في الحقد والانتقام والتعذيب؛ لا يحبونها لدين ولا دنيا؛ ودراسة نفسيات المتلذذين بالقتل والمتفننين في التعذيب والمستمتعين بالجرائم؛ من مهمات علماء النفس والتربية، يجب أن يفتحوا الدراسات فيها.
المسلمون؛ إذا أرادوا أن يغيرهم الله إلى الأفضل؛ إذا شعروا أنهم بحاجة إلى الله؛ فالحل بسيط! أن يغيروا ما بأنفسهم من أمراض وأحقاد وكبر ...الخ.
الأمم تسلطت المسلمين، ولعل هذا من عقوبة لهم، ليصحصحوا؛ وإلا؛ فكيف ينكرون على من قتل منهم الآلاف وهم يفخرون بأسوأ منه، ممن ممن حرق وقتل أضعافهم؟!
المسلمون لا يجدون من ينبههم على هذا؛ أعني؛ لا يجدون من يقول لهم: هو عند أنفسكم. غيروا ما بأنفسكم. اعبدوا ربكم وتخلوا عن عبادة المتوكل وأمثاله.
لم يمهل الله أصحاب أحد؛ بل؛ أنزل فيهم (قل هو من عند أنفسكم)؛ وجراحكم لم تندمل بعد؛ وشهداؤهم لم يدفنوا.
التصحيح السريع ضرورة؛ لا تؤجلوه فتندموا.


مواضيع اخرى :
لمطالعة "لسان حال السلطة : اعطوهم من هذا الدين حتى يشبعوا وينسوكم!! - الجزء الاول -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لسان حال السلطة : اعطوهم من هذا الدين حتى يشبعوا وينسوكم!! - الجزء الثاني -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لسان حال السلطة : اعطوهم من هذا الدين حتى يشبعوا وينسوكم!! - الجزء الثالث -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لسان حال السلطة : اعطوهم من هذا الدين حتى يشبعوا وينسوكم!! - الجزء الرابع -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لسان حال السلطة : اعطوهم من هذا الدين حتى يشبعوا وينسوكم!! - الجزء الخامس -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لسان حال السلطة : اعطوهم من هذا الدين حتى يشبعوا وينسوكم!! - الجزء السادس -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لسان حال السلطة : اعطوهم من هذا الدين حتى يشبعوا وينسوكم!! - الجزء السابع -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "لسان حال السلطة : اعطوهم من هذا الدين حتى يشبعوا وينسوكم!! - الجزء الثامن -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "(المتوكل ناصر السنة - الجزء الأول!) لسان حال السلطة : اعطوهم من هذا الدين حتى يشبعوا وينسوكم!! - الجزء التاسع -"على هذا اللرابط «««
لمطالعة "(المتوكل ناصر السنة - الجزء الثاني؟!) لسان حال السلطة : اعطوهم من هذا الدين حتى يشبعوا وينسوكم!! - الجزء العاشر -"على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1534
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 10 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29