• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : أوهام في قصة الحسين! .

أوهام في قصة الحسين!


                  أوهام في قصة الحسين!


                        هل الشيعة غدروا بالحسين؟!



يحاول الفرع الأموي من السنة - من ذلك اليوم -  أن يلغي الفرع العلوي من السنة؛ ودليلهم الكثرة؛ بينما؛ يحاول الفرع السني العلوي البقاء بالدليل؛ ورغم أن رموز الفرع العلوي من أهل السنة كبار، كالنسائي والحاكم وابن عبد البر وعبيد الله بن موسى الخ؛ إلا أن الفرع الأموي له كثرة وثرثرة؛ وعلامة الفرع العلوي من السنة أنه يحب أهل البيت؛ ولا تهمه الصوارف ؛ بينما؛ الفرع الأموي من السنة شغله الدفاع عن بني أمية وذم خرفات الشيعة.

أوهام في قصة الحسين!
الأول: أن الشيعة كاتبوه ثم قتلوه؛ وهذا وهم؛ كاتبه فريقان، فريق خذل ثم تاب؛ وهؤلاء شيعة؛ فريق كاتبه ثم قاتله؛ وهؤلاء نواصب.
الفريق الأول من شيعة الحسين الذين خذلوه ثم تابوا؛ رموزهم:
1- سليمان بن صرد الخزاعي.
2- المسيب بن نجبة الفزاري.
3- رفاعة بن شداد البجلي.
4- حبيب بن مظاهر الأسدي - هذا من المكاتبين والشهداء أيضاً؛ لم يخذل.
لكن؛ أقصد هؤلاء رموز الفريق الأول؛ وهم صادقون؛ ولكن؛ جرت ظروف سيأتي ذكرها.
رموز الفرقة الثانية التي كاتبت الحسين وهي مع بني أمية؛ وإنما كاتبوه استدراجاً؛ ورموزهم:
1- حجار بن أبجر العجلي.
2- عمرو بن الحجاج الزبيدي.
3- يزيد بن الحارث بن رويم الشيباني.
4- شبث بن ربعي التميمي.
5- عزرة بن قيس الأحمسي.
6- محمد بن عمير التيميم.
هؤلاء رموز الفرقة الثانية.
بمعنى؛ أن الناس يظنون أن أهل الكوفة فرقة واحدة؛ كاتبوا الحسين وقاتلوه وقتلوه..
كلا. كان المكاتبون فرقتين لا لقاء بينهما؛ كل واحدة منهما له هدفه. الفرقة الثانية نواصب ، فقد كانوا ضد أصحاب علي من قبل؛ وهم من رموز الشهود على حجر بن عدي؛ ولذلك قال نافع بن هلال (ما كاتبوه إلا ليكون كسباً)؛ ونص لفظ نافع بن هلال - أحد من خرج إلى الحسين - (وما كتبوا إليك إلا ليجعلوك سوقاً وكسباً)؛ أي؛ ما كتبوا إليه إلا ليكسبوا بقتله عند السلطة.
إذاً؛ فالوهم ألأول أن الذين كاتوبا الحسين (هم من شيعته وهم من قتله)! هذا وهم كبير؛ الذين جمعوا بين الأمرين (المكاتبة والمقاتلة) كانوا نواصب.
نعم؛ الفئة الثانية - فئة الصحابي الكبير سليمان بن صرد الخزاعي - كاتبت  الحسين وخذلته؛ لكنها لم تشترك في قتاله، ثم ندمت على خذلانها وثارت؛ وأنا استغرب قلة من يصحح هذه المعلومات من الشيعة؛ أما السنة؛ فجهلهم بهذا مفهوم؛ لكن جهل الشيعة بهذا غير مفهوم؛ وهذا التصحيح أولى بالمنابر.
الفرقة الثالثة من الشيعة - لكن لا يدخلون في الفئتين السابقتين؛ باستثناء أفراد - هم صحبوا الحسين من مكة وثبتوا معه ورفضوا التخلي عن نصرته.
إذاً؛ هناك فرقة من النواصب تم إدخالها في مسمى (الشيعة) خطأً؛ وهم زعماء القبائل الذين كاتبوا الحسين؛ وهم في الأصل مع بني أمية؛ يريدون الدنيا؛ وبعض التابعين خذّلوا عن الحسين؛ وكان فيهم نصب؛ كشريح القاضي وعبد الملك بن عمير؛  ثم الشعبي وأبو إسحاق السبيعي والأسود بن يزيد الخ
فالكوفة لم تكن متشيعة كما هو مشهور؛ كان أكثرها مع السلطة الأموية؛ لأنها تغدق لهم العطاء وتعاقبهم أيضاً؛ فاجتمع الخوف والطمع.
الكوفة أفسدها ولاة عثمان من قبل؛ كالوليد بن عقبة وسعيد بن العاص؛ بل؛ حتى أبو موسى الأشعري خذل عن الإمام علي؛ حتى أرسل له عمار بن ياسر فوبخه.
فالكوفة ثلثاها مع السلطة الأموية تقريباً؛ تم اشتراء ولاءاتهم من أيام الوليد وسعيد؛ وكان ولاة الكوفة محل سخط صالحي أهل الكوفة؛ وهم قلة.
الخلاصة:
أن الذين كاتبوا الحسين ثم خرجوا لقتاله هم نواصب وليسوا شيعة؛ نعرف تاريخهم من أيام الوليد بن عقبة وسعيد بن العاص والمغيرة وزياد.
بقي أن نعتذر عن الفريق الآخر الصالح من شيعة الكوفة؛ وهم فريق سيلمان بن صرد الخزاعي - كان صحابياً رضوانياً؛ ويعد شيخ الصحابة بالعراق - هؤلاء نعم كاتبوا؛ لكن؛ وصول ابن زياد للكوفة وسده الطرق إلى كربلاء وأخذه الناس بالشدة؛ ثم تطمينه لهم بأن ليس على الحسين ضرر؛ كل هذا ثبطهم..
وقد استعملت السلطة الأموية علماء السنة الأوائل - الفرع الأموي - كشريح القاضي؛ في تثبيط الناس عن الحسين؛ وأن هذه فتنة؛ والقاعد خير من القائم؛ وأهل السنة يومئذ قسمان:
قسم خضع للسلطة الأموية الناصبية - سنة فرع أموي - وقسم كانوا مع بيعة الحسين؛ سنة فرع علوي؛ والفريقان إلى اليوم في حرب.
والفرع الأموي من أهل السنة كان الأغلب يومئذ - لظروف سياسية ومصلحية - وهو غالب اليوم؛ واستمر بقاء الفرع العلوي من السنة بالحب والبرهان.
يحاول الفرع الأموي من السنة - من ذلك اليوم -  أن يلغي الفرع العلوي من السنة؛ ودليلهم الكثرة؛ بينما؛ يحاول الفرع السني العلوي البقاء بالدليل؛ ورغم أن رموز الفرع العلوي من أهل السنة كبار، كالنسائي والحاكم وابن عبد البر وعبيد الله بن موسى الخ؛ إلا أن الفرع الأموي له كثرة وثرثرة؛ وعلامة الفرع العلوي من السنة أنه يحب أهل البيت؛ ولا تهمه الصوارف ؛ بينما؛ الفرع الأموي من السنة شغله الدفاع عن بني أمية وذم خرفات الشيعة.
الفرع العلوي من أهل السنة في موقف صعب جداً؛ محبة وبرهان؛ إلا أن الفرع الأموي مرتاح جداً؛ يكفر ويبغض ويقول ما شاء، فالكثرة لا تحاسب الكثرة.
الفرع العلوي من أهل السنة لم ينتج قاتلاً ولا مبغضاً ولا غوغائياً؛ لكن؛ الفرع الأموي من أهل السنة لحقته أمراض بني أمية وأنتج الدواعش والهبل.
ضرورة بقاء السنة العلوية الذين يفضلون علياً والحسين على معاوية ويزيد أمر ضروري لبقاء السنة نفسها؛ فإنه بلا علي والحسين لا وجود لأهل السنة؛ سنة بلا علي ولا الحسين يعني سنة بلا آل محمد. وسنة بلا قرآن ولا متواتر ولا عقل ولا سلم ولا عدالة ولا أخلاق..
حب آل محمد سر بقاء هذه كلها.
لذلك؛ وصيتي لأهل السنة - الفرع العلوي - ألا يغتروا بمن غلا من الشيعة؛ ولا من جفا من السنة؛ أن يعرفوا أنهم في ابتلاء وتمحيص لا يجده سنة ولا شيعة؛ والتمحيص سنة إلهية ليميز الله بها الصادق من الكاذب؛ من رضوا بالحياة الدنيا ومن يرجو لقاء الله؛ فليحافظوا على دينهم وعقولهم واتزانهم.
لا يظن غلاة الشيعة أنهم متبعون لأهل البيت؛ ولا غلاة السنة.
ما أدري ماذا أقول؛ فالكلام طويل؛ لكن؛ لا أجد أهل البيت وثقافتهم عند هؤلاء ولا هؤلاء.. المشكلة كثرة الجهل عندنا وعند الشيعة؛ العقلاء الباحثون ينقصون مع الظروف الحامية؛ ضاع القرآن ومحمد وآل محمد وسط جهالات الناس واصطفافاتهم.
الخرفات المحيطة لا تمنع من شرعية الأصل؛ مثلاً:
هناك خرافات حول النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله؛ فهل هذا ينفي وجود شرعية حب النبي؟
مثال آخر: هناك خرافات مسيحية حول عيسى عليه السلام؛ هل هذا يبرر الانشغال بخرافات النصارى وترك حب عيسى عليه السلام ومعرفة سيرته وهديه؟؟
مثال ثالث: هناك ممارسات خاطئة عند رمي الجمرات أو ععند الكعبة؛ فهل هذا يدعوا للانشغال بالسخرية من المسلمين كلهم والسخرية من الكعبة والجمرات؟
بعض الناس لا يتوازنون؛ ويزين لهم الشيطان سوء أعمالهم بالانشغال بممارسات الناس عن استلهام العبر والدروس والوعي بالتاريخ؛ وكيف سار ؟وأين أوصلنا؟
بعض الناس يفضلون المعالجات الهمجية؛ ينسفون الأصل لوجود خلل في الممارسات؛ كمن يكتشف أن السرقة تتم باليد فيقطع أيدي الناس حتى تنقطع السرقة!
أيضاً من الفوائد؛ أن كل الرموز الذين ذكرناهم؛ سواء من نصر الحسين أو من خذله أو من قاتله؛ عرب؛ كل الأعراق فيهم جميع الأطياف.
لا داعي للجاهليات؛ العرب كانوا القادة في الخير والشر؛ وخاصة في القرون الأولى؛ ففي جميع الأعراق ( فرس/ ترك/ بربر/ أكراد ...) المقبل على الحق والمعرض عنه.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1517
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 10 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16