• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : العرب (4) نسب العدنانيين. - أنمار .

العرب (4) نسب العدنانيين. - أنمار


              العرب (4)  نسب العدنانيين - أنمار


أسماء بنت عميس الخثعمية (تزوجت جعفر بن أبي طالب ثم بعد موته تزوجت أبا بكر، ثم تزوجت علياً ، وهي من الصحابيات السابقات المهاجرات، وهاجرت مع جعفر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وكانت محبة لأهل البيت، وهي التي روت أخباراً في الفتن لم يحتملها إلا حذيفة وأمثاله.


لمطالعة "داعش عربية أصيلة ليست أمريكية ولا إيرانية." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "العرب (1) العرب وأنسابهم." على هذا اللرابط «««
لمطالعة "العرب (2) هل أنسابهم مضبوطة؟؟" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "العرب (3) نسب العدنانيين وفق كتب النسب." على هذا اللرابط «««

استعرضنا في الحلقة السابقة نسب وأخبار بني (إياد) بن نزار، أخو ربيعة ومضر وأنمار، وسنستعرض هذه المرة أنمار، قدمناهما لقلة أخبارهما قياساً بربيعة ومضر؛ فهم أكثر العدنانيين، وأخبارهم كثيرة جداً، ويحتاجون إلى حلقات طويلة، ثم القحطانيين أيضاً، فيهم شعبان عظيمان؛ هما: حمير وكهلان وما سواهما السبئيون، وهناك خلاف في قضاعة؛ هل هو من حمير أم شعب منفرد وحده.
قصة الأخوة الأربعة مع الجرهمي: ويحسن هنا أن نذكر قصة طريفة للأخوة الأربعة مع الأفعى الجرهمي تبين عظمة الفراسة التي كانوا يتمتعون بها ، قال ابن الكلبي فيما نقله البلاذري في أنساب الأشراف(1/ 29) (( اختلف بنو نزار في قسمة ما ترك أبوهم. فشخصوا إلى الأفعى بن الحصين، وهو بنجران. فبيناهم يسيرون إذ رأى مضر كلأ مرعياً..
فقال مضر: لقد رعاه بعير أعور..
قال ربيعة: وهو أيضا أزور..
وقال إياد: وهو أيضا أبتر.
وقال أنمار: وهو أيضا شرود.
فلم يسيروا إلا قليلا حتى لقيهم رجل توضع به راحلته يسأل عن بعير.
فقال مضر: أهو أعور؟ قال: نعم.
قال ربيعة: أهو أزور؟ قال: نعم.
قال إياد. أهو أبتر؟ قال: نعم.
قال أنمار: أهو شرود؟ قال: نعم.
قال: وأنتم والله تعلمون مكان بعيري، فقد وصفتموه صفة المعاين الخبر. فحدثوه الحديث، وقال مضر: رأيته يرعى جانبا ويترك جانبا، فعلمت أنه أعور مال نحو عينه الصحيحة.
وقال ربيعة: رأيت إحدى يديه نابته والأخرى فاسدة الأثر، فعلمت أنه أفسدها بشدة وطئه في إحدى جانبيه.
وقال إياد: عرفت أنه أبتر باجتماع بعره، ولو كان ذيالا لمصع.
وقال أنمار: إنما عرفت أنه شرود لأنه رعى في المكان الملتف نبته ثم جاز إلى مكان أرق نبتا منه وأخبث. فحاكمهم إلى الأفعى.
فقصوا عليه القصة، وحلفوا.
فقال الأفعى للرجل: ليسوا بأصحاب بعيرك، فاطلبه. ثم سألهم عن قصتهم. فقصوها عليه. فقال: أتحتاجون إلي وأنتم في جزالتكم وصحة عقولكم وآرائكم على ما أرى؟ ثم قال: ما أشبه القبة الحمراء من مال أبيكم، فهو لمضر، فصار لمضر ذهب كان لنزار، وحمر إبله.
وقال: ما أشبه الخباء الأسود والفرس الأدهم لربيعة. فصار له جميع إبله السود، ومعزى غنمه، وعبدان أسودان كانا له.
وقال: ما أشبه الجارية الشمطاء فهو لإياد. فصار له بلق خيله وغنمه.
وقضى لأنمار بفضته وحميره، وبيض ضأنه. فرضوا بحكمه..))
هذه القصة مشهورة إلى اليوم يتناقلها العامة.. للدلالة على قوة فراسة الأخوة.
أنمار بن نزار:
إنمار هو : أنمار بن نزار بن معد بن عدنان - كما يقول أهل النسب - وقد سبق أن ذكرنا أن هذه الأنساب القديمة هي أشبه بالنسب من جد إلى جد، من كونها نسب من ابن إلى أب.
ومنهم من يجعله قحطانياً (أنمار بن عمرو بن أراش من كهلان)؛ لكن الأقرب أن ألأسماء تتشابه.. فهناك إياد في اليمن أيضاً، ولعل ما سمينهاه (الدخول)؛ أي دخول القبائل بعضها في بعض؛ هو سبب الاضطراب في نسبة هذه القبيلة لهذا الشعب أو ذاك؛ (والشعب أكبر من القبيلة، مضر شعب، حمير شعب، الأزد شعب، قضاعة شعب ..الخ)
كانت مواطن (أنمار) في تهامة الحجاز؛ ثم تحولوا إلى عسير، وقيل منهم خثعم وبجيلة ؛ (وبجيلة هي امرأة أنمار ولكن اختلف فيه؛ هل هو العدناني أم الكهلاني)..
وبجيلة وباهلة أختان، وانتسبت إليهما قبيلتان مشهورتان؛ وهذه أعدها من تكريم الجاهليين للمرأة؛ فلا يستعيبون من الانتساب إليها.
الاختلاف في أنمار:
وأنمار مختلف فيها؛ بين من يقول عدنانية ومن يقول قحطانية كهلانية، ولكن؛ لعل الأرجح ما ذكره الزبيري في نسب قريش قال:
((وأما أنمار بن نزار، فمنهم: بجيلة، انتسبوا إلى اليمن، إلا من كان منهم بالشأم والمغرب؛ فإنهم على نسبهم إلى أنمار بن نزار))؛ فلعل هذا يحل الخلاف، كما قدمنا بأن الأحلاف كثيرة في العرب، ولا يهتمون بالنسب أكثر من الحلف، وقال الزبيري أيضاً (وهم بالسراة على أنسابهم إلى أنمار بن نزار. وإذا كانت بين اليمن فيما هنالك وبين مضر حرب، كانت خثعم مع اليمن على مضر) أي؛ للحلف وليس للنسب؛ وهذا ما أوقع الوهم، فلذلك؛ قد تدخل بعض القبائل في بعض بالحلف، وأيد ذلك البلاذري بقول نقله؛ ولكنه ذكر سبباً آخر؛ أن أنماراً غاصب إخوته فحالف الأزد ، قال البلاذري في أنساب الأشراف (1/ 23) : ((وقال بعض الرواة: بل غاصب إخوته وانتفى منهم، وأتى اليمن فحالف الأزد وانتسب إلى أراش بن عمرو بن الغوث، أخي الأزد بْن الغوث بْن نبت بْن مَالِك بْن زيد بْن كهلان، وتزوج بجيلة بنت صعب ابن سعد العشيرة...الخ).
وشكك في ذلك ابن حزم بقوله في جمهرة أنساب العرب: ((إلا أن الصحيح المحض الذي لا شك فيه، أن قبائل مضر، وقبائل ربيعة ابنى نزار، ومن تناسل من إياد ومن عك، فإنهم صرحاء ولد إسماعيل عليه السلام، ولا يصح ذلك لغيرهم البتة)).
ولا خلاف عندهم أن أنمار ابن نزار، إلا أن الخلاف في ولده كخثعم وبجيلة؛ هل هم أزديون كهلانيون أم عدنانيون، وذلك بسبب حلفهم في اليمن فيما نرى حتى الآن.
ولذلك؛ سنذكر نسبهم هنا في العدنانيين - دون جزم؛ وإنما ترجيح وفق المشهور - وعلى هذا أيضاً فسنجد فيهم أعلاماً مشهورين بسبب خثعم وبجيلة وغيرهم ممن يترجح أنهم يعودون إليهم نسباً؛ وإن فارقوهم حلفاً، .. ولذلك؛ عاد ابن حزم فقال ((وقد قيل: إن أنماراً هذا، هو أنمار بن نزار بن معد بن عدنان؛ والله أعلم))؛ وذكر من قبائل أنمار؛ خثعم وبجيلة (وهي بطون كثيرة، أو أحلاف، منهم بنو شهر وبللسمر وبللحمر .. بعضهم دخل في الأزد وبعضهم بقي نزارياً ، بحسب المنطقة، وفق من يرجح أنهم عدنانيون).
ومن أعلام قبيلة أنمار وفروعها:
- وأشهر فروعها عند من يرى نزاريتها/ خثعم وبجيلة وفروعهما -
1 - جرير بن عبد الله البجلي المالكي: وهو من جمع بجيلة بعد تفرقها في العرب، و له صحبة عامة قليلة، وأخبار في الفتوح، وهو الذي أرسله الإمام علي إلى معاوية لحب أهل الشام له، ثم خذل علياً وهرب معتزلاً في قرقيساء، ولم يكن مرضياً عنه عند الإمام علي وأهل بدر.
2 - زهير بن القين القسري ثم البجلي: كان عثمانياً، لكنه التقى بالإمام الحسين في طريقه إلى العراق؛ وكلمه فاتبعه واستشهد معه بكربلاء.
3- ومنهم أبو حبة العرني؛ له صحبة يسيرة، وهو ممن شهد الغدير وهو ما زال كافراً ثم أسلم وحدث به، وشهد مع علي حروبه، وهو الذي روى أنه شهد مع الإمام علي ثمانون بدرياً؛ فاستنكر ذلك الذهبي، وقد رددت على الذهبي بذكر الشواهد وسرد أسمائهم في بحثي عن (أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من أهل بدر والرضوان).
4- شق الكاهن القسري: وكان عجباً، قيل أنه نصف رجل، كان له رجل واحدة ويد واحدة وعين واحدة، ويحكم بين الناس، وعاصر سطيح الكاهن أيضاً، ومات في أيام النبوة.
5- ومن ولد شق الكاهن، الأمير الظلوم الفاسق، خالد القسري أمير العراقين صاحب الجعد بن درهم.
6- منهم، أسد بن عمرو البجلي، الذي ولي قضاء واسط أيام المنصور؛ فاستقبل القبلة نحو الكعبة؛ فضج العامة النواصب في واسط واتهموه بالتشيع (لأن الحجاج كان قد حول قبلة مسجد واسطة إلى الشام بدلاً من مكة - وفق خطة بني أمية في المساجد الجديدة - ولكن شهد له الفقهاء بأنه من أهل السنة؛ فكف عنه العامة، وهو من فقهاء الأحناف وقضاتهم ، والقصة ذكرها الخطيب بسنده (تاريخ بغداد (7/ 470) بسنده ..: ((كان أسد بن عمرو على قضاء واسط، فقال: رأيت قبلة واسط ردية جدا، وتبين ذاك لي فتحرفت فيها، فقال قوم من أهل واسط: هذا رافضي، فقيل لهم: ويلكم هذا من أصحاب أبي حنيفة، كيف يكون رافضيا؟ )!.
واضح أنه لم يكن يستقبل القبلة تلك ألأيام؛ وخاصة في واسط؛ إلا الشيعة!
7- ومنهم طارق بن شهاب الأحمسي البجلي، صاحب علي، من رواة الجماعة.
8- ومنهم الفارس القائد رفاعة بن شداد البجلي الفتياني أحد الرؤساء في عين الوردة ( 65هـ) وقاتل مع المختار وضده ثم عاد إليه فيما بعد.
9- ومنهم قيس بن أبي حازم الأحمسي المحدث المشهور، كان مع عائشة يوم الجمل ومع علي يوم صفين، وكان عثمانياً، وهو راوي حديث الحوأب، من رجال الجماعة.
10 - ومنهم راويته إساعيل بن أبي خالد الأحمسي الكوفي، من رجال الجماعة، وكان عثمانياً أيضاً.
11- ومنهم عمار بن معاوية الدهني وأبوه = محدثان من رجال السنن، ودهن من أحمس.
12- ومنهم شبل بن معبد أحد الشهود على المغيرة بن شعبة.
13- ومنهم أم خارجة المضروب بها المثل في سرعة الزواج وكثرة الأولاد، قال ابن حزم ( جمهرة أنساب العرب لابن حزم (1/ 389) : ((وأمّ خارجة عمرة بنت سعد بن عبد الله ابن [قداد «4» ] بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار، التي يقال فيها: «أسرع من نكاح أم خارجة»
تزوجها رجل من إياد؛ ثم تزوجها بعده بكر بن يشكر بن عدوان؛ فولدت له خارجة، وهو بطن؛ ثم تزوجها عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء؛ فولدت له سعداً، أبا المصطلق والحيا (صارت قبائل فيما بعد)؛ ثم خلف عليها بكر بن عبد مناة بن كنانة؛ فولدت له ليث وعريج والدّئل (قبائل)؛ ثم خلف عليها مالك بن عمرو بن دودان بن أسد بن خزيمة؛ فولدت له غاضرة وعمرا (بطون)؛ ثم خلف عليها جشم بن مالك بن كعب بن القين بن جسر «7» ؛ فولدت له عرانية؛ ثم خلف عليها عامر بن عمرو البهراني؛ فولدت له خمسة رجال؛ ثم تزوجها عمرو بن تميم بن مر: فولدت له أسيّدا، والهجيم، والعنبر (بطون كبيرة)..
.. وكانت بجيلة قد وقع لها حرب شديد مع كلب بن وبرة في موضع يعرف بالفجار؛ فافترقت بجيلة يومئذ في أحياء العرب) اهـ كلام ابن حزم؛ وهو عجيب، وقد قالها غيره..
والمهم؛ أن أخوة بجيلة من الأم كثير جداً في القبائل.
- ومن أعلامهم أيضاً
14- أسماء بنت عميس الخثعمية (تزوجت جعفر بن أبي طالب ثم بعد موته تزوجت أبا بكر، ثم تزوجت علياً ، وهي من الصحابيات السابقات المهاجرات، وهاجرت مع جعفر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وكانت محبة لأهل البيت، وهي التي روت أخباراً في الفتن لم يحتملها إلا حذيفة وأمثاله، وكاد أهل الحديث أن يضعفوها لهذا الأمر، لذلك؛ هي في طبعات لسان الميزان القديمة، ولكن بلا ذكر للسبب، والكتاب مخصص في الضعفاء!) ولها أولاد؛ منهم عبد الله بن جعفر ومحمد بن أبي بكر والي علي على مصر، وهي أخت أم المؤمنين ميمونة لأمها، ولها أخت شقيقة هي سلمى بنت عميس امرأة حمزة بن عبد المطلب..
15- كريم بن عفيف الخثعمي؛ أحد أصحاب حجر بن عدي؛ واستشهد معه بمرج عذراء.
16- جندب بن عبد الله البجلي؛ من الأخيار.
والكلام في بطون أنمار وأعلامهم أكثير جداً، خاصة إذا صح أن من قبائلهم خثعم وبجيلة؛ فأعلامهم كثير، ويكفي أن رواة الحديث منهم في الكتب الستة نحو 200 من أهل الحديث والرواية، فكيف بغيرهم ، لذلك نتوقف هنا.

يتبع.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1452
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29