• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : نواصب الفلاسفة! - المرزوقي نموذجاً - .

نواصب الفلاسفة! - المرزوقي نموذجاً -


                      نواصب الفلاسفة!
                    - المرزوقي نموذجاً -


افهموا أمراً واحداً؛ أن الشيطان لا يترك حقلاً من حقول المعرفة إلا وله فيها رموز وإنتاجات؛ في العقائد والفقه والفلسفة والاجتماع وعلم النفس والتواريخ والتفاسير ..الخ؛ بل لعل أكثر انتاج المسلمين مشوبة بهذه الثقافة النفاقية، إن لم يكن ذلك الأكثر هو (الثقافة النفاقية بعينها)!

الدكتور أبو يعرب المرزوقي فليلسوف تونسي، - من حزب النضهة الإخواني - يبرر لأردوغان تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني حتى لو لم يتحقق رفع الحصار عن غزة، بحجة أن أردوغان يمشي على خطى معاوية بن أبي سفيان، الذي تصالح مع الروم ودفع لهم الأموال ليقضي على رأسي الفتنة علي بن أبي طالب! لكنه عبر بتعبير عام مخادع قائلاً (ليقضي على الفتن الداخلية)!!
والمرزوقي أيضاً يرى أن ابن تيمية أكثر الفقهاء انفتاحاًً - رغم أن فتاوى يلزم منها وجوب قتل كل المسلمين إلا فرقة أبي يعلى من الحنابلة -
هذا نموذج للفلاسفة النواصب الذين يتبجحون بالتجديد الديني والعمل على رفع (وعي الأمة)
و(نهضتها) و(تقدمها) ويتباكى على ( تخلفها). و(سذاجتها) و (هجرها للعلم والبحث) ..الخ..
لذلك؛ نجد المرزوقي من أشد لناس عداوة للمفكرين الذين عندهم نقد لهذا البلاء القديم؛ كالأستاذ البليهي وعدنان إبراهيم (وهما من أكثر المفكرين العرب كشفاً لبدايات الخلل الأولى؛ على عكس ابن تيمية الذي كان أبلغ من غطى على مواطن الخلل الأولى).
افهموا أمراً واحداً؛ أن الشيطان لا يترك حقلاً من حقول المعرفة إلا وله فيها رموز وإنتاجات؛ في العقائد والفقه والفلسفة والاجتماع وعلم النفس والتواريخ والتفاسير ..الخ؛ بل لعل أكثر انتاج المسلمين مشوبة بهذه الثقافة النفاقية، إن لم يكن ذلك الأكثر هو (الثقافة النفاقية بعينها).
ليس عند الشيطان والمنافقين باطل خالص، كلا، إنما (لبس الحق بالباطل)؛ فهي الثقافة الفعالة للشيطان والنفاق. الباطل الصريح لا ينطلي على أحد..
يقول الإمام علي بن أبي طالب - تلميذ محمد الأول - الذي يغتبط المرزوقي بمحاربة معاوية له: (إنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ اَلْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ وَ أَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ اَللَّهِ وَيَتَوَلَّى عَلَيْهَا رِجَالٌ رِجَالاً عَلَى غَيْرِ دِينِ اَللَّهِ فَلَوْ أَنَّ اَلْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ اَلْحَقِّ لَمْ يَخْفَ عَلَى اَلْمُرْتَادِينَ وَ لَوْ أَنَّ اَلْحَقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ اَلْبَاطِلِ اِنْقَطَعَتْ عَنْهُ أَلْسُنُ اَلْمُعَانِدِينَ وَلَكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَمِنْ هَذَا ضِغْثٌ فَيُمْزَجَانِ فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي اَلشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ وَ يَنْجُو اَلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اَللَّهِ اَلْحُسْنَى).
تأملوا كلمات الإمام علي جيداً؛ أعيدوا قراءتها وانظروا مدى التصاقها بثقافة القرآن الكريم؛ من تزيين الشيطان للأعمال ولبس الحق بالباطل..
فالضغثان هنا، وقع فيهما كثير من المتدينين والفقهاء والعقائديين والمؤرخين؛ وقليل من الفلاسفة؛ كالمرزوقي. فالشيطان أنتج الثقافة النفاقية من خليط؛ والثقافة النفاقية أنتجت السلطات الظالمة من خليط؛ ومن تلك السلطات الظالمة الباغية الداعية إلى النار سلطة معاوية التي يتمثلها المرزوقي في الاعتذار عن أردوغان في تطبيعه مع العدو الصهيوني.. ولا يلتفت لحديث صحيح في ذمها ولا إجماع أهل بدر على حربها ولا نتائج واقعها من سفك للدماء و نهب للأموال وهدم للكعبة واستباحة للمدينة؛ ولا تخريب ثقافي سيبقي ينخر في الأمة إلى يوم يبعثون - مدة بقاء الشيطان تماماً - ..
كل هذه المفاسد لا تهم عند فلاسفة النواصب. فالمرزوقي يرى تلك السلطات - التي فيها كل أنواع الفساد - هي نموذج؛ سواء لاردوغان الآن، أو للإخوان وسائر الإسلاميين مستقبلاً - .. بل يدعو إليها صراحة، بلا حياء من قرآن ذم الظلم؛ ولا من نبي حذر من الفئة الباغية؛ ولا من ولي ولا بدري ولا رضواني ولا عقل ولا ضمير.,,
المهم هو ( الدنيا).
نعم؛ المهم عند المرزوقي هذه الدنيا وبس! حتى لو كان المستقبل جهنم وبئس المصير...
هذا التضخم (المادي) في قلوب فلاسفة النواصب، يفقدهم النظر لمآلات الأمور، وأن هناك شيء اسمه المعاد = بما فيه من الحساب والجنة والنار.. والخلود..
نواصب الفلاسفة ممتلئون بمعاوية وبني أمية ومن يشبههم .. لذلك؛ فهم دنيويون جداً، لا يعرفون سنن الابتلاء ولا ما جرى للأنبياء من قتل وتشريد وبلاء؛ ولا يرون للمعاد محلاً من تذكر واستعداد؛ ولا يرون قرآناً ولا نبوة إلا اعترافاً عابراً..
دنيا وبس!
المهم الوصول إلى السلطة بأي ثمن..
معاوية وصل.. اردوغان وصل.. والجمل وصل.. وبس..
ومن أحب النفاق القديم ، من الطبيعي أن يعجب بأبرز فقهاء العداوة والبغضاء، وأنه أكثر الفقهاء انفتاحاً وتحرراً وإيماناً بالإرادة الإنسانية ..الخ؛ ما قاله في الثناء على هؤلاء.
عودوا لما حذركم الله منه؛ افهموا تحذير الله تماماً.. افهموا أن (الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً)؛ وافهموا أن المنافقين (هم العدو فاحذرهم)؛ من هنا ابدؤوا؛ ومن هنا احذروا... فمن هذه المنابع، تعرفون من ينتج لنا هذه الآراء (العظيمة)! في كل مجال من مجالات المعرفة، حتى حقل (الفلسفة البريئة) لن يتركها الشيطان خالية.. فهي في دائرة امتداداته الثقافية؛ وكبره القديم؛ وتزيينه القبائح؛ وجفافه الضميري؛ وحسده القاتل..

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1431
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19