• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : المستقلة والهاشمي..... قصة الأموال والتطرف والطائفية ! - الحلقة الثانية .

المستقلة والهاشمي..... قصة الأموال والتطرف والطائفية ! - الحلقة الثانية


      المستقلة والهاشمي..... قصة الأموال والتطرف والطائفية !
                            - الحلقة الثانية -


وعلى نمط المستقلة تجرأت إحدى ربيباتها مرة؛ وهي قناة وصال؛ تجرأت وصال في عمل مناظرة بيني وبين د إبراهيم الفارس، تلك المناظرة الفضيحة التي مازالت تدك في الغلو السلفي ألى اليوم؛ وجعلتهم في حجمهم الطبيعي؛ فلم يروا بداً من الطرد لي .. وهذا زاد من سقوطهم مهنياً وأخلاقياً وإعلامياً وفكرياً..!


لمطالعة "تعقيب وحوار الشيخ حسن بن فرحان المالكي على د. محمد الهاشمي الحامدي" على هذا اللرابط «««
لمطالعة "المستقلة والهاشمي..... قصة الأموال والتطرف والطائفية ! - الحلقة الأولى -" على هذا اللرابط «««

كنت من المعجبين بالدكتور محمد الهاشمي أيام الشباب، أي قبل عشرين سنة تقريباً - أيام كنت سرورياً - بعد إصداره صحيفة تسمى (المستقلة)؛ وكان مهتماً بأخبار السودان واليمن يومئذ فقط، وكنت يومها كسائر السرورية، نقف مع عمر البشير ضد جنوب السودان ولا نعلم عن مآسيهم، ومع حزب الإصلاح وعلي عبد الله صالح ضد الجنوب أيضاً، ولا نعرف مظلوميتهم.. الخ
ثم استطاع الحامدي بث قناة تحمل اسم الصحيفة (المستقلة) من لندن، وبدأت متابعة هذه القناة ، وكنا نراها - مع قناة الجزيرة - متنفساً سياسياً وثقافياً قياساً بالواقع الإعلامي العربي، ومن ذلك واقعنا السعودي، وكان واقعاً مزرياً في الإعلام وكتم الحريات، ومازال كثير منه، لكن جرت نقلات نوعية مع الوقت، وخاصة في قنوات روتانا ... - ولعلها من أسباب هبته الأخيرة - وسأتوسع في هذا لاحقاً.
المهم
كانت أول متابعاتي القوية لقناة المستقلة مع أحداث أيلول 2003 م، واستضاف خبراء تربية من السعودية حول مناهج التعليم، أذكر أحدهما كان محمد الصالح العبيد، وشاركت يومها باسم مستعار (وهو المرة الأولى والأخيرة أشارك باسم مستعار)! ونبهت على الغلو والتطرف في مناهجنا التعليمية التي كان ضيوف الهاشمي يعطون صورة وردية عن مناهج التعليم عندنا بأنها من أفضل مناهج التعليم في العالم - رغم أنها كانت يومئذ في غاية التطرف –
ثم عمل ما يسمى (الحوار الصريح بعد التراويح)؛ وكانت حلقات الموسم الأول جيدة بسبب حياديته، ولكنه في المواسم اللاحقة، وقف مع السلفية والوهابية بذكاء، وجعلها حكاماً على رقاب الناس وعلى القرآن و على محمد وعلى أهل البيت وعلى أهل بدر .. وأصحاب الفكر الحر، وكل الناس..
وسلط الهاشمي على المذاهب والتيارات الأخرى مجموعة من غلاة السلفية من مدرسة واحدة من مدارس السلفية – وهي مدرسة ابن يتمية؛ وهي أكثر السلفيات مخادعة وبساطة وتطرفاً واستباحة للدماء - فأخذ الهاشمي يحاكم بهم الجميع ولا يحاكمهم أحد، يقاطعون ويغالطون، ويكشفون ويتسرون، وكان ضعيفاً معهم جداً؛ فلا يوقف لهم سباً ولا شتماً ولا تبديعاً ولا تحريضاً ولا كذباً..الخ
مدللون للآخر.. وهو بينهم تابع لا متبوع؛ مأمور ذليل لا آمر كريم.. وإذا قصروا قاطع هو، مكرراً جهلاً يراه علماً، ولا نعرف هل هو جاهل فعلاً أم أن اسئلته واستشكالاته نابعة من ثقافته فعلاً..
على كل حال: أرهقوا الجميع وأبغضهم الجميع، لعدم وجود حيادية وإنصاف؛ فقد كان الحوار موجهاً توجيهاً واضحاً، والهاشمي في الأخير هو الحاكم والقاضي والمقرر – هكذا يرى المشاهد البسيط .
فزار الرياض في تلك الأيام؛ واحتفى به الجميع، كل له هدفه في هذا الاحتفاء، لأن تجربة المستقلة الحوارية كانت جديدة ، والجميع متشوق لفتح نافذة تعوض الاحتباس الفكري ..
انتعاش السلفية !
ولكن السلفية كان احتفالها به أكبر منا - نحن القلة المستضعفين - فقد كانت السلفية في يأس في الداخل – بعد أحداث سبتمبر - وباتت عاجزة عن تقديم الإجابات، وكانت تتجنب الحوار معنا رغم استضعافنا، كانت في ورطة، فإذا بها تجد المتنفس (المستقلة) والقاضي العادل جداً! (الهاشمي) الذي ينصبها حكماً على كل ثقافات العالم أجمع!
لقد انتعشت من جديد! كشفها الهاشمي لنفسها. كشف لها بأن بإمكانها تبديع وتكفير كل المسلمين بعيداً عن مناقشتها.
تلك الأيام في الرياض، تفضل الهاشمي مشكوراً بقبول دعوتي، وزارني في بيتي مع مجموعة من الفضلاء، وحدثناه عن أهمية التوازن، وألا تشعر طائفة أنها بريئة من التطرف ـ وان يعمل كل مذهب أو تيار على إصلاح نفسه وعلى توظيف المشتركات والخ وأن هذا هو صالح الإسلام والمسلمين..
الرجل يبدي استجابة؛ وطمعنا أن يكون على يديه فتح لهذه الأمة، ولكن ما أن يصل إلى لندن، ويعتلي المنبر(المستقل) حتى ينسى كل نصيحة ويعود لعادته القديمة، فنضطر للتواصل معه وشرح ما كنا نظن أنه قد فاته.. ولكن لا فائدة.. هو يضرب هذا بهذا، من تيار واحد، حتى يضعفهما، ولكنه لا يضرب سلفياً بسلفي، وإنما يضرب الجميع بالسلفية – عرعور السوري وأبي المنتصر البلوشي الإيراني وأمثالهم - ويظهر لي أن ميل الهاشمي لعرعور والبلوشي وأمثالهما ليس للمال فقط، وإنما لتقارب فكري حقيقي بينهم، فالشبيه يأنس لشبيهه..
المهم / ضرب بهؤلاء كل من يخالف السلفية، ضرب بهم الصوفية والزيدية والشيعة الإمامية والعلمانية والتاريخ وسيول جدة والتعليم وحسن السقاف وحسن المالكي وتركي الحمد والسنة والشيعة والصوفية ..الخ؛ إلا اليهود والنصارى فقط ـ فقد حماهم من هؤلاء.
كأن الهاشمي يظن أن مكره وخداعه ومقاطعاته ومؤامراته لن يكشفها الأذكياء – متوسطي الذكاء مثلنا فما فوق - والمشكلة أن الغلاة لا يشبعون، ففتح لهم حلقات في المستقلة للقضاء على البقية الباقية مما علق في أذهان الجمهور من حجج قفزت أثناء الحوار هنا أو هناك.
وأخيراً؛ نجح الهاشمي، لقد أنشأ جيلاً (حامدياً) محتقناً، لا يرى إلا السلفية والوهابية، ويكره الآخر، ويكفره، ويرى استباحة دمه حماية لهذا الفهم الذي نصره الهاشمي بذكائه وغبائه معاًُ. عندئذ بدأ الجميع يرفض وينحسب.
انسحب تركي الحمد وزيد الفضيل وحسن المالكي والسقاف و..الخ؛ وبقيت معه الشلة السلفية الحامدية العرعورية البلوشية؛ فهي الحاكمة على كل فسلفات العالم، لا ينازعها منازع، ولا يضاهيها أحد.. فآتت ثمارها سريعاً، وانفتحت الشهية السلفية؛ فأنشأؤوا القنوات المماثلة؛ ونشروا وحرضوا على استهداف الناس؛ حتى المستفيات – وتم تطبيق ما أرادوه في مستشفى العرضي بصنعاء مثلاً -
كل قنوات التطرف – من سنة أو شيعة - هي ربيبة الحوارات الحامدية ، ولكن القنوات السلفية أكثر أخذاً وألصق منهجاً وتشبه المستقلة في منهجها، وبها تأست، ومنها أخذت الروح، وخاصة سوء الفهم أو إساءته والمقاطعات والغوغائية ..الخ؛ فلا يحاسبها أحد ؛ ولا تسمح لأحد قوي بحوار ولا مناظرة ولا شيء، هي من تختار الضعفاء من صوفية وشيعة وتعمل فيهم العبر والدروس ... ليكونوا عبرة لمن اعتبر!
أما الأقوياء؛ فلا مكان لهم؛ لا عند مستقلة الحامدي ولا ربائها؛ وإلى اليوم.
نعم؛ إذا اضطر الهاشمي لاستقدم أحد ألأقوياء؛ كالسقاف؛ فهناك ألف طريقة وطريقة لأهمال استشكالاته وتتهويهه ومقاطعاته والتنسيق مع المداخلين المهاجمين له ..الخ؛ حتى تضيع الفكرة وتبطل الحجة وينسى العامة .
وعلى نمط المستقلة تجرأت إحدى ربيباتها مرة؛ وهي قناة وصال؛ تجرأت وصال في عمل مناظرة بيني وبين د إبراهيم الفارس، تلك المناظرة الفضيحة التي مازالت تدك في الغلو السلفي ألى اليوم؛ وجعلتهم في حجمهم الطبيعي؛ فلم يروا بداً من الطرد لي .. وهذا زاد من سقوطهم مهنياً وأخلاقياً وإعلامياً وفكرياً..
كانت مناظرة وصال في اليومين الأولين أفضل ألف مرة من مناظرات الهاشمي وحواراته التي لم تكن تتيح لثقافة القرآن بالعلو ولا لثقافة السلفية بالنزول .. فقط كانت تجلد في الشيعة والصوفية، بعكس وصال؛ فقد أتاحت لي عرض ثقافة القرآن في اليومين الأولين؛ لكنها لم تطق إكمال المناظرة..
المهم؛ بقي الهاشمي ومستقلته مع السلفية فقط؛ وهجرها الجميع؛ إلا في مرات قليلة؛ قد يحضر من لا يمثل الأطراف الأخرى... فيعبثون به قليلاً حتى يخرج عن طوره ويقولون ما يستطيعون به الاحتجاج عليه وعلى مذهبه وعلى الدنيا كلها...
هذه هي طريقة الهاشمي، طريقة مكشوفة جداً ، والنية في الإنصاف واضح أنها منعدمة؛ فلذلك؛ لم يخرج لنا الهاشمي ومستقلته إلا هؤلاء الذين يكفرونه اليوم ويهددون بقتله، هم ثمار غرسه وسابق أنسه ومواطن تلبيسه؛ فهنيئاً له بهم.
ويعلم الله كم نصحنا وشرحنا واتصلنا وقلنا له، يا أخي الكريم، الحوار كذا ، والانصاف كذا ، والموضوعات كذا .. الخ؛ لكنه يسمع عند المهاتفة ويعرض عن ذلك وقت المكاشفة.
الرجل يظهر لي أنه خليط من غباء وخداع وآمال وأموال... كلها الآن تبخرت .. والله لا يصلح عمل المفسدين، والرجل غير جاد ولا يفهم أبداً، يتظاهر بفهمك نعم، وتطمئن، لكنه لا يفهمك..
الرجل ضعيف أمام المال وحب العلو في الأرض وثقافة ابن تيمية المفعمة بالمكر والخداع. أقل الأحوال أن نقول أنه ضحية من ضحايا الاحتيال السلفي ممثلاً بابن تيمية وعرعور والبلوشي وأمثالهم، لقد أكلوا عقله ولم يستطع مقاومتهم لضعفه العلمي؛ فاغتر بهم..
لذلك؛ يظهر لي؛ والله أعلم؛ أنه لا أمل أن يعقل أو يهتدي... ربما حقت عليه الضلالة والله أعلم؛ وساعده في ذلك وجود أرضية واسعة جداً من السذج من العرب والمسلمين؛ فالسذاجة غالبة على العرب والمسلمين، فلا علوم عقلية عندهم ولا منطق ولا شيء.. هم بقايا من الأرضية الأموية والعباسية والعثمانية.. والمسلمون في الغالب مساكين يغترون بالتفريع الفج وينسون التأصيل العاقل؛ لذلك؛ ليس لقناته سوق إلا عند هذه الطبقات الساذجة، التي أوغر صدورها ضد الآخر، أنساها مراقبة الله وثبت فيها مراقبة البشر،، وأوهمها أن أعداءها هم المسلمون .. والله المستعان.
للهاشمي سلف قال فيهم حذيفة بن اليمان:
(والله ما آسى عليهم ....ولكن آسى على من يضلونهم من المسالمين) وأنا والله لا آسى على الهاشمي ولا العرعور ولا البلوشي ولا أمثالهم؛ ولكن آسى على من يقتلونهم تحت كل سماء.. بتضليلهم بأن الغلاة هم أهل الله، وأن الغلو والتطرف هو دين الإسلام النقي الخالص للشاربين.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1429
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28