• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : التشويش على أهل البيت - ألجزء الثاني .

التشويش على أهل البيت - ألجزء الثاني


                  التشويش على أهل البيت!
                          ألجزء الثاني


                    التشويش الأول: في معرفة أهل البيت!


ركزوا على المتفق عليه من فضائهم وسيرتهم؛ ففيها الكفاية، احذروا من أن يفسد عليكم الشيطان الثقل الثاني بالتشويش والجدل وقسوة القلوب، كما أفسد على جميع المسلمين؛ سنة وشيعة؛ الثقل الأول (القرآن) بالتشويش والخصومات والروايات حتى قست القلوب وفسدت المعارف، بل حتى وجدنا من يتسمون بالقرآنيين قد توحشنوا وتجنبوا أخلاق القرآن وأخلاق المعرفة وسعة الأفق!


لمطالعة "التشويش على أهل البيت - ألجزء الاوّل" على هذا اللرابط «««

التشويش على أهل بيت رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، واسع جداً؛ ويتخذ أشكالاً عدة، فالشيطان حريص على الاختلاف في التفاصيل حتى تضيع أنت الأصل والتفصيل معاً. فأكثر المسلمين؛ مثلاً؛ يصلي على آل محمد في الصلوات الخمس (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)؛ ثم لا يكاد يعرف من هم آل محمد؟!! وإنما يطلق اللفظ هكذا؛ ولو تسأله: من هم؟ لقال : لا أعرف....  !!
وقد وصل هذا التشويش إلى النخبة، وربما قد أكون منهم، فآل محمد؛ المقطوع بهم عندي؛ هم العترة فقط (علي وفاطمة والحسن والحسين)؛ وهذا هو القطعي عندي من ( آل محمد) على الأقل، أما البقية؛ فأبقيه في دائرة الاحتمال، لا أجادل فيهم ولا أخاصم، ولكن استصحب المحبة للصالح من الذرية العلوية الفاطمية؛ وبعضهم أصلح وأفقه من بعض، دون غلو؛ لا أؤمن بدليليه؛ ولا تنصل مما عرفت دليله. وقد أكون من النخبة التي خففت من التشويش الشيطاني؛ لكن؛ لم أتخلص منه تماماً.. فقد خلط علينا كثيراً من ألأمور.
المهم هنا؛ أن التشويش عام، وصعب وواسع، لا نستهين به، ليس عند مذهب دون آخر، بل في المذاهب كلها؛ سنية وشيعية. وهذا يستدعي لوجوب مراجعة جادة؛ تستعين بالله على الشيطان والهوى وحظوظ النفس..
اضطراب المذهبين:
أهل السنة مضطربون في تحديدهم (آل محمد)؛ لدرجة أن بعض المفتين السلفيين وغيرهم يقولون (آل محمد كل تقي)؛ هكذا! يزاحمون آل محمد والعترة في الفضائل - وهذه الكنازة قديمة جداً، من أيام حديث الدار وإنذار الأٌقربين إلى أيام السقيفة؛ قول قريش (نحن أهله و عشيرته)؛ إلى زعم بني أمية أنهم (آل محمد)؛ كما ذكر ابن حزم..الخ
والحديث السابق ضعيف، ولكن يمكن توجيهه بأن (آل محمد هو كل تقي منهم)؛ فلعل للحديث أصلاً من حيث الفصل بين آل محمد الذين كابدوا وتعلموا والتصقوا بالنبوة في الرشدة والرخاء؛ وآخرين من بني هاشم تربصوا حتى رأوا الدينا قد أقبلت؛ كما فل عقيل بن أبي طالب والعباس وبنو الحارث (وهم هاشميون؛ لكن تربصوا). مع أن الأرجح أن الحديث (آل محمد كل تقي) موضوع للتشويش، ولمعاندة حديث الكساء والثقلين والغدير ونحوها من الأحاديث الصحيحة المتواترة؛ والتفصيل هنا يطول.
الشيطان وأولياءه حريصون على التشويش بهذا الحديث ونحوه على أهل البيت؛ الذين قصدهم الشرع ، بالوصية بهم على العموم، في العلم والعمل و الاتباع وسبل النجاة، ولو كان القرآن هاشمياً علوياً فاطمياً لوجدنا أحاديث تقول : (كتاب الله كل توراة وكل أنجيل وكل زبور). وللنفوس سريرة لا تعلم..
وبعض أهل السنة يقترب ويجعلهم أهل البيت - أو آل محمد - الموصى بهم في أصحاب الكساء؛ وبعضهم يتوسع قليلاً؛ يضم إليهم سائر بني هاشم؛ ولوكانوا ظالمين أو طلقاء؛ فيضمون للثقل الثاني ظالمين من بين هاشم أو طلقاء أو من ذريات علي والعباس وجعفر .. وكأن ألأمر نسب فقط وليس محدداً بالنص.
وبعض أهل السنة يبتعد أكثر ويدخل مع آل محمد الأزواج والموالي؛ وبعض المنتسبين لأهل السنة - وهم الطرف الناصبي داخل أهل السنة - يبتعد كثيراً حتى يحشر مع أهل البيت من قتلهم وعاداهم من بني أمية وسائر قريش، فقالوا (قرابة محمد هم قريش كلها(. كل هذا حسب التأثر بالتشويش الشيطاني، وعلى حسب قدرتك على التحكم في نفسيتك التي نشأت عليها؛ قرشياً أو غير قرشي.
اضطراب الشيعة:
والشيعة بأطيافهم كذلك، مضطربون في هذا الأمر، وإن كان اضطراب أقل؛ فبعضهم كمعتدلي أهل السنة؛ يجعلونهم في أصحاب الكساء (فاطمة وعلي والحسن والحسين(؛ وبعضهم يجعلونهم في اثني عشر - يضيفون تسعة أئمة من ولد الحسين – إماماً؛ كالإمامية. وبعضهم – كالإسماعيلية - يذهبون إلى فرع آخر من أولاد جعفر الصادق رحمه الله؛ وبعضهم يتوسع ليشمل كل صالح منهم - كما يرى الزيدية - وهناك فرق شيعية هنا وهناك؛ وعبر التاريخ؛ اضطربوا في تحديد أهل البيت اضطراباً كثيراً.
ولكن يبقى للشيعة فضل برفعهم لراية آل محمد، وكونهم يحبون أهل البيت ألأولين (أصحاب الكساء ) محبة حقيقية، لا ينتحلون حبهم، بل هم صادقون في الحب؛ وإن وجد فيهم بعض المنافقين والمتاجرين، لكني أتحدث عن صلب الجسم الشيعي ، هم محبون صادقون لأهل البيت (أصحاب الكساء)؛ وتحملوا الكثير في سبيل هذا الحب.
ولكن؛ يبقى التشويش الشيطاني على الشيعة في أمور كثيرة؛ مثل؛ التوسع في الروايات والغرائب والمعاجز التي توصل إلى الخرافات وتتسبب في ردة فعل عند الباحث المنصف، دعك من المذهب المنافس.
نصيحة لأهل السنة والشيعة بطوائفهم:
هناك حل في تجنب أكبر قدر من التشويش الشيطاني بالتركيز على أصحاب الكساء؛ فهم رأس الأمر كله، مثلما المحكمات من القرآن هي رأس الأمر كله؛ ولستَ مطالباً بالمشتبهات.
ركزوا على المتفق عليه من فضائهم وسيرتهم؛ ففيها الكفاية، احذروا من أن يفسد عليكم الشيطان الثقل الثاني بالتشويش والجدل وقسوة القلوب، كما أفسد على جميع المسلمين؛ سنة وشيعة؛ الثقل الأول (القرآن) بالتشويش والخصومات والروايات حتى قست القلوب وفسدت المعارف، بل حتى وجدنا من يتسمون بالقرآنيين قد توحشنوا وتجنبوا أخلاق القرآن وأخلاق المعرفة وسعة الأفق.
فالتشويش الشيطاني عام، لا يسلم منه بشر، وإنما المطلوب تقليل هذا التشويش ما أمكن.
التشويش الشيطاني عام على الثقلين:
فالتشويش الشيطاني - كما قلنا - يريد إطفاء كل نور؛ فمثلما يشغلك عن محكمات القرآن بالمشتبهات؛ وعن تدبره واتباعه باالمبالغة في التفنن في تجويده والتفاخر بحفظه؛ وعن ثقافته بتفسيره بالروايات والآراء؛  فالشيطان كذلك؛ يشغلك عن العترة المتفق عليها إلى الخصومة في التفاصيل؛ سواء التفاصيل في توسيع الدائرة؛ أو في خصائص أفراد هذه العترة؛ بإضافة بعض المبالغات والغلو الذي يصبح محل جدل وخصومة بين الشيعة أنفسهم؛ فضلاً عن غيرهم.
والحل:
تمسكوا بالمحكم من القرآن والمتفق عليه من العترة؛ واتركوا المتشابهات في القرآن للإيمان العام؛ واتركوا تلك التفاصيل المفرقة في العترة للقناعات الشخصية والبحوث؛ عليكم بالالتفاف حول الأصل؛ فالاختلاف في المتشابهات ليس عذراً في ترك المحكمات. سواء فييما يخص الثقل ألأول ( القرآن الكريم )؛ أو الثقل الثاني ( العترة = آل محمد(. لن تقود نفسك إلا بالمحكمات، ومن توغل تورط؛ سواء في الثقل الأول أو الثاني.
الطريقة العملية:
قل : المحكم هو هذا ، سأعض عليه بالنواجذ؛ وأجعله في دائرة المحكمات؛ وأسأل الله العون عليه.
وقل: المشتبه هو هذا؛ سأحترمه وأستصحبه في دائرة المحتملات؛ وأسأل الله الهداية.
وهكذا رتبوا معلوماتكم تترتب عقولكم.


لمطالعة "التشويش على أهل البيت - ألجزء الثالث" على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1371
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19