• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : رد المالكي على السمهوري في موضوع ابن تيمية .

رد المالكي على السمهوري في موضوع ابن تيمية



          رد المالكي على السمهوري في موضوع ابن تيمية


                    ابن تيمية التكفير واستحلال الدماء - بين رأيين -


رد الأخ الباحث رائد السمهوري عليّ أنا ( حسن المالكي) في موضوع ابن تيمية، وفيه اعترافات مهمة من الأخ رائد فشكراً له:
"رد  رائد السمهوري على أخيه حسن المالكي بشأن تكفير ابن تيمية للطوائف الاخرى 1 و 2" على هذا اللرابط «««

تعليقات على رد الأخ رائد :

أولاً : أشكر الأخ رائد على كثير من الاعترافات التي بثها في رده حول تطرف ابن تيمية واتفاقه معي في كثير منها.
ثانياً: لو كانت مواقف المختلفين معي حول ابن تيمية هو موقف الأخ رائد لكان الخطب يسيراً، فنحن متفقان على تطرف ابن تيمية، إنما يرى أن التطرف عام.
ثالثاً: الأخ رائد باحث وصديق، وبيننا تواصل قديم، ودفاعه عن ابن تيمية - وإن اعترف بتطرفه - ليس مزعجاً، بل المطلوب هو النقد بعلم والدفاع بعلم.
رابعاً: نعم؛ بقي خلاف بيني وبين ألأخ رائد، وهو أنه يركز على جزئية أن ابن تيمية لا يكفر الأعيان وإنما يكفر بالمطلقات، وهي نقطة يسيرة عندي.
خامساً: استحلال الدماء عندي هو أهم من التكفير الذي يركز عليه أخي رائد، فأنت قد تكفر المسيحي والبوذي؛ فهذا طبيعي، ولكن استحلال الدم أمر عظيم.
سادساً: تهوين الأخ رائد وفقه الله لموضوع التكفير بالمطلقات غريب! بل يجب الإنكار على من كفر بالمطلقات؛ وهل تستحل داعش الدماء إلا بالمطلقات؟
سابعاً: سأعطي مثالاً:- لو أن بعض المفتين كفر كل من يركب سيارة، فهذا تكفير بالمطلقات؛ ولم يعين فلاناً وفلاناً، ولكن هذا خطير جداً؛ بل جريمة؛ لماذا؟ لأن الامة من أتباع ذلك الشيخ يرون قتل من كفر، وعلى هذا فمن ركب سيارة يجب قتله عندهم، فلا يصح الاعتذار عن المكفر بأنه كفر بالمطلقات! فكيف لو أن ذلك  المفتي كفر من يأكل الدسم أو يشرب الدخان أو يتوقف عند الأشارة أو يشجع كرة القدم أو يرى كروية ألأرض؟!.. فجريمته مضاعفة.
نلخص هنا، أن التكفير بالمطلقات هي أكثر ضرراً من تكفير الأعيان، ولا يستحل الغلاة دماء المسلمين إلا بالمطلقات المذهبية غير المحررة.
أدعو أخي رائد أن يستكمل مشروعه، بنقد تكفير ابن تيمية بالمطلقات أو بالعموم، فهذا التكفير هو عمدة داعش وأخواتها وسلفها في الاستحلال. ولا أدري كيف يهون أخي رائد - وفقه الله من هذه المسألة - فلا عذر له في مشاركة غير ابن تيمية في التكفير للمسلمين بالمطلقات مع عظيم خطره وأثره.
بقيت ملحوظات يسيرة أسردها في نقاط:
1- نعم اطلعت على كتاب رائد السمهوري عن ابن تيمية وأثنيت عليه وما زالت أثني عليه، ليس هنا خلافي مع أخي رائد.
2- قول أخي رائد بأن استحلال دماء ألأمة تكفير أعيان لا تكفير مطلقات ، لا يسلم له، والواقع يشهد بذلك، فهل قامت داعش على تفكير أعيان أم مطلقات؟
3- قول أخي رائد أن تكفير ابن تيمية للمطلقات هو الأصل ، أي من فعل كذا فهو كافر، من قال ذكذا فهو كافر، صحيح، وهذا التكفير عمدة داعش وأخواتها.
4- اعتذار أخي رائد عن تكفير ابن تيمية بالمطلقات - كتكفير من يقول بخلق القرآن - بأن هذا هو قول أحمد والحنابلة!  هذا اعتذار ضعيف؛ لماذا؟ لأن أحمد بن حنبل ليس نبياً؛ هو فقيه فقط، فلا عذر لابن تيمية أن يجمع ما أخطأ فيه أحمد أو غيره ويعيده ويغتر به العامة ويستعرضون عباد الله.
5- أيضاً اعتذار أخي رائد عن ابن تيمية بأن الحنابلة قد كفروا بالمطلقات عذر ضعيف أيضاً، فالحنابلة ليسوا ملائكة، ويجب إخضاع تطرفهم وأعادته للحق.
6- أيضاً اعتذار أخي رائد عن تكفير ابن تيمية بأن عبد القاهر البغدادي - وهو أشعري قد كفر - فهذا ليس حجة، عبد القادر ليس نبياً، ولا الأشاعرة.
7- اعتذار أخي رائد عن تكفير ابن تيمية بأن أحمد بن حنبل قد كفر الكرابيسي الشافعي وغيره اعتذار ضعيف أيضاً، فأحمد ليس نبياً، بشر كسائر الناس.
8- قول أخي رائد بأن أحمد بن حنيل موطن رضا عند جميع الأمة، غير صحيح، وتعميم، فكثير من الأمة تذمه، سواء أخطأت أو أصابت، ورضا الأمة ليس حجة.
9- اعتذار أخي رائد عن ابن تيمية بأن أحمد كفر أعياناً ليس عذراً، فالشخص يحاكم بالنصوص لا بموافقة أحد، وإلا لكان لكل ظالم ومكفر ومستحل سلف.
10- اعتراف أخي رائد بأن ابن تيمية قد كفر أعياناً أيضاً؛ كالقونوي - ونسي الإمام الرازي وغيره -  يسقط الحجة كاملة، مع أن تكفير الأعيان أقل خطراً.
11- اعتذار أخي رائد عن استحلال ابن تيمية لدم من يرى الجهر بالنية في الصلاة بأن هذا الجاهر مخالف للإجماع غير صحيح، فالخلاف مشهور، فالخلاف في شرعية الجهر بالنية معروف؛ والأكثرون  من مذاهب على مشروعيتها، ثم الإجماع ليس إجماع أهل السنة فقط، بل الأمة كلها، الإجماع يا سيدي هو إجتماع المجتهدين من أمة محمد .. وليس إجماع مذهب واحد، والشيعة والزيدية وأغلب الشافعية يرون مشروعية الجهر بالنية. ثم الإجماع غير متحقق في الواقع، والمحققون كالشوكاني يرون أنه يستحيل إجماع الأمة إلا على أمر فيه نص قطعي، وإذا حضر النص لا داعي للإجماع.
12- اعتذار أخي رائد عن فتوى ابن تيمية بقتل من يجهر بالنية في الصلاة بأن هذا محل إجماع، شيء غريب جداً، كأنه أخذ الدعوى من ابن يتمية ولم يبحث.
13- تصريح أخي رائد بأنه (لا يسلم) لابن تيمية باستحلال قتل من جهر بالنية، وكذلك في تكفيره الجهمية وغيرهم، أمر جيد يشكر عليه، لكنه خفف العبارة؛ ثم بعد هذا يأتي أخونا رائد ليقول : أن من يقول بأن ابن تيمية استحل دماء الأمة غير صحيح! إذا كان يقصد كل ألأمة فحتى داعش لا تكفر كل الأمة. وإن كان يقصد بأنه لا يكفر من الأمة إلا الجهمية والشيعة والإباضية والكلابية والأشاعرة والظاهرية ومن جهر بالنية من السنة ... فماذا بقي؟؟
14- قول أخي رائد بأن ابن تيمية (حاور الأشاعرة الذين يكفرهم) - هكذا نصه في الدقيقة 3 و 55 ثانية- والأشاعرة أكثر أهل السنة، ماذا بقي أخ رائد؟
15- ما ذكره أخي رائد من تسامح ابن تيمية على المستوى الشخصي مع خصومه، لا يفيد، فالشيخ عرعور على المستوى الشخصي متسامح جداً، ولكن شره مطبق.
16- ما ذكره أخي رائد بأن ابن تيمية يكفر الأشاعرة ثم لما مات أحدهم عزى المسلمين بموته، فهذا يدل على تناقض لا على علم، وابن تيمية كثير التناقض.
17- قول أخي رائد بأن الأشاعرة الذين سجنوا ابن تيمية لم يسجنوه لأنه تكفيري وإنما لأمور أخرى ، وهذا لو صح فليس بحجة؛ وأنت قد اعترفت بتكفيره لهم؛ إذا كان الذين سجنوا ابن تيمية متطرفين، وسجنوه لتطرفه في أمور، فهذا دليل على أن تطرفه  في بعض المسائل على الأقل كان خلاف الإجماع السني.
طبعاً لا أريد أن أذكر لأخي رائد ما قاله الإمام الذهبي عن ابن تيمية في النصيحة الذهبية وزغل العلم ، ففيه ما يخالف ما ذكره أخي رائد عنه.
طبعاً يجب أن نؤكد أننا مع حرية العقيدة والتعبير وننكر على علماء المذاهب الأربعة في عهد ابن تيمية ما حكموا به من سجن ابن تيمية.
ما اعتذر به أخي رائد عن ابن تيمية  من أن بعض الشيعة؛ كالصدوق والمفيد؛ أو بعض الحنابلة؛ كالبربهاري؛ في أقوالهم تكفير للمسلمين؛ ليس حجة أيضاًُ؛ لا نسلم لشيعي ولا سني؛ ولا أشعري ولا حنبلي؛ بتكفير للمسلمين؛ ولا استحلال لدمائهم؛ ولا يجوز الاعتذار عن غلو بغلو؛ وإنما يرد الغلو بدليل.
منهجنا واضح/ من قتل نفساً بريئة يقال له قاتل ويعاقب ولا يقال قد قام غيره بالقتل؛ من سرق يقال عنه سارق ويعاقب ولا يقال قد سرق غيره؛ وهكذا..
وبعد كل اعترافات أخي رائد، ختم أخي رائد الجزء الأول من رده بقوله (هل ابن تيمية يستحل دماء المسلمين؟ ثم أجاب : اللهم لا ، اللهم لا)!!! وهذا قد أجبنا عليه سابقاً، بأن أخي رائد إن أراد كل الأمة؛ فأبو بكر البغدادي لا يفعلها، وإن أراد بعضها - بغض النظر عن النسبة - فكلامه مردود؛ لأنه من المعلوم لكل ذي إنصاف وبحث،  أن فتاوى ابن تيمية بأن من  قال كذا يقتل، ومن اعتقد كذا يقتل .. تشمل كل المسلمين إلا الحنابلة. صحيح أنه تكفير بالمطلقات لأن ابن تيمية لا يستطيع لا هو ولا غيره تعداد هؤلاء بالأسماء، فإلزام ابن تيمية تعداد من يكفرهم بالأسماء تعجيز. لو أنا شخصياً كفرت كل من يشرب العصير وقلت بقتلهم فهل بهذا سأكون معتدلاً لأنني لم أذكر أسماء الذين يشربون العصير؟! هذا اعتذار غريب وتعجيزي؛ ثم مسألة أخرى يهملها الأخ رائد، وهي أن الفتوى بالقتل أشد من الفتوى بالتكفير، فمن يرى قتلك لبدعتك أشد ممن يكفرك ويرى سلامتك، هذه بدهية. لأن من يبدعني أو يكفرني وهو يرى سلامة دمي أمره سهل، نتحاكم عند الله؛ أما من يرى قتلي ولو اعترف بأني فقيه؛ فماذا أستفيد من اعترافه؟
بعضهم - وإن رأوا كفر النصارى والبوذيين واليهود - لكنهم منهم في مأمن، وهذا جيد، ولكنهم يقتلون من يرون أنهم مبتدعة، وهذا تناقض وغلو وبعض خبالة.
18- ما ذكره أخي رائد من أنه أؤذي بسبب كتابه نقد الخطاب السلفي - ابن تيمية نموذجاً - وفصل من عمله، أمر ننكره، وهذا تطبيق محسوس لمنهج ابن تيمية.
19- كرر الأخ رائد أن ابن تيمية ليس تكفيرياً ولا يستحل دماء المسلمين! وأن فتاواه بقتل من جهر بالنية وغيره مطلقات لا أعيان ..!! وقد سبق الرد.
20- قول الأخ رائد بأن ابن تيمية لا يكفر الشيعة ولا التتار، قول فيه نظر، والصواب أن ابن تيمية متناقض في هذا الباب، ويكفي ما سبق من اعترافات. لأنه إن كان قد صح عند الأخ رائد لأن ابن تيمية يكفر الأشاعرة - كما في د 3:55 فما فائدة أن يقول بأن ابن تيمية لا يكفر الشيعة ولا التتار!؟
هذه أبرز الملحوظات باختصار، على المقطع الأول من كلام أخي رائد الذي وصل فيه إلى الدقية 8 و 20 ثانية لاحقاً الجزء 2 من الرد على أخي رائد.
1- ماذكره من أنه يتفق معي بعدم شرعية الإجماع وخاصة الإجماع المذهبي أمر جيد.
2- قوله أن ابن تيمية كفر على مسألة قال بها جميع طوائف أهل الإسلام بلا استثناء ! - وكرر بلا استثناء - فيه نظر، وأظن الرد سبق، ولعل أخي رائد يعني أن الجميع كفر بمخالفة الإجماع، وهذا ممكن، إنما ابن يتمية استحل دم من لم يخالف الإجماع؛ حتى الحنبلي منه.
3- ما ذكره أخي رائد عن عبد الجبار المعتزلي وغيره من أن عنده تكفير في بعض مسائل الإجماع، سبق الجواب، وأنه لا يعتذر عن تطرف بتطرف ولا ظلم بظلم.
4- ما ذكره عن القرافي المالكي في ذمه للمعتزلة أيضاً لا حجة فيه، لا يعتذر عن التطرف بتطرف ولا السارق بسرقة آخر ولا المجرم بجرم آخر وهكذا..
5- ما ذكره أخي رائد من أن قصده (أن ما انتقدتم به ابن تيمية انتقدوا به جميع المذاهب) لا مانع عندنا، ولكن لا يلزم، ولا نبريء أي مذهب من تطرف.
6- ما ذكره أخي رائد من أنه نقد ابن تيمية في علاقته مع الآخر ومع المرأة ومع الفلاسفة أمر جيد، وكلامنا إنما هو في هذا الأمر، وخاصة الاستحلال.
7- ما ذكره أخي رائد من أنه نقد ابن تيمية في رأيه في الأسماء والصفات والتوحيد أيضاً أمر جيد، ولكننا نركز على استحلاله دماء المخالفين؛ هذا أهم.
8- ما ذكره أخي رائد من أنه يثبت بأن ابن تيمية يقول بالجبر؛ أيضاً هذا إنصاف من رجل يدافع عن ابن تيمية ونشكر له إنصافه، نحن لا نغمطه حقه.
9- ما ذكره أخي رائد من مخالفته ابن تيمية وتقديمه العقل على النقل وأن ابن تيمية استعمل 44 دليلاً عقلياً لتقديم ظاهر النص على العقل، أيضاً جيد.
10- وما ذكره من أن ابن تيمية في أدلته العقلية ال 44 في جعل ظاهر النص هو النص هو مغالطة من ابن تيمية؛ أيضاًُ هذا إنصاف من الأخ رائد.
11- ما ذكره أخي رائد من أن قضيته إنما تنحصر في الدفاع عن ابن تيمية فيما ظُلم فيه، ونحن معه في هذا لو ثبت أنه ظلم في التكفير والاستحلال.
12- كرر أخي رائد القول بأن ما اتهم به ابن تيمية من استحلال دماء المسلمين باطل، فصلنا القول فيه، هل يقصد أخي رائد كل المسلمين أم بعضهم؟ فإن كان يقصد كل المسلمين فالخوارج أنفسهم وداعش نفسها لا يستحلون دماء جميع المسلمين، على الأقل هم يستثنون أنفسهم، فهذا لا إشكال فيه. وإن كان الأخ رائد يقصد أنه لم يستحل دم مسلم، فهذا لا نوافقه عليه؛ والأخ رائد يعترف أنه قال بقتل طوائف منهم؛ بل عندي لم يسلم إلا الحنابلة. أما اعتذار أخي رائد بأنه يكفر بالمطلقات، فهذا أشد أنواع التكفير؛ وهذا النوع هو عمدة داعش وسائر الغلاة، من فعل كذا يقتل، من اعتقد كذا يقتل؛ وسبق أن قلنا أنه يستحيل على أي مكفر أن يعدد أسماء من يكفرهم أو يستحل دماءهم، فمن قال يجب قتل من ركب السيارات هذا يكفي، لا يحتاج أن يعين.
13- قول الأخ رائد أنه لو تم تحطيم ابن تيمية فلن تزول داعش، والجواب: نريد النقد بإنصاف لا تحطيماً ولا إزالة، ولكن أيضاً لا نريد التستر على خطر.
14 - قول أخي رائد ، لو زال ابن تيمية لاستكاع أن يكون معتزلياً داعشياً أو أباضياً داعشياً أو شيعياً داعشياً... وهو حر في افتراضه؛ ولكن لا أظن أن ألأمر كما ذكره أخي رائد، كما أن اجتماع فتاوى التطرف في شخص وتفرقها في غيره لا يجعل الأمرين سواء؛ مع نقدنا كل تطرف.
15- ما ذكره أخي رائد من أنه يريد نقد تراث الطوائف كلها هذا جيد، ولكن لنبدأ بإطفاء الحريق الذي في حارتنا قبل الحريق المحتمل اندلاعه بعد سنين.
16- ما ذكره أخي رائد من أن ابن تيمية لا يرى قتال الكفار لكفرهم صحيح، ولكن المشكلة عندما يرى قتل المسلمين لآرائهم المخالفة لرأيه ويسميها بدعة؛ حتى داعش ليس مشكلتنا معها أنها ترى قتل الكفار أو مجاهدة الصهاينة، وإنما مشكلتنا  معها أنها ترى قتل المسلمين، فما فائدة ذاك وهي ترى هذا؟ ما ذكره عن الشافعي أنه يرى مقاتلة الكافر لأنه كافر هذا  إن صح خطأ ، لكنه لا يرى قتل المسلم لأنه خالف في مسألة أو رأي أو مذهب، فهو أخف.
17- ترجيح أخي رائد لاعتدال ابن تيمية قياساً بالشافعي في مسألة فقط فيها مغالطة، أخي قارن الشافعي كله بابن تيمية كله وسترى الفرق واضحاً.
18- قوله أنه يدافع عن ابن تيمية في مسألة محددة وليس دفاعاً مطلقاً، صحيح؛ ولكن كثرة الدفاع عنه في مسألة وإهمال ما فوقها قد يوحي بهذا الإطلاق.
19- قوله بأن ابن تيمية لم يكفر من الذين ناظرهم معيناً واحداً، صحيح، ولكن يكفي أنه استحل دماءهم بعبارات مطلقة مفهومة! ثم يستطيع الذكي كابن تيمية ألا يكفر صراحة، يستطيع أن يكفر بالمطلقات ويحرض ويشتم الأشاعرة بأنهم مخانيث المعتزلة؛ وهذا يدفع لتكفيرهم وقتلهم؛ وابن تيمية ذكي لن يتورط في تكفير مباشر ضد خصومه ولهم دولة، لكنه سيكتب لتلامذته وللأجيال ما تفهمه وتطبقه عداوة وسفكاً وداعش مثال حي. المهم أن هذه الرقاب للمخالفين يجب أن تقطع؛ سواء بتكفير بتلميح أو تبديع صريح، هو رجل حركي يعرف كيف يخاطب أتباعه ويبقي له مخارج عند القضاء!
20- وما ذكره من أن ابن تيمية ترحم عليهم (الصواب على بعضهم) هذا صحيح، ولكنه قعد القواعد لقتل أمثالهم؛ بل من هو أخف منهم بكثير؛ كعامي جهر بالنية
21- وما ذكره أخي رائد من أن بعض الأشاعرة كفروا ابن تيمية بعينه ولم يكفرهم، سبق الجواب؛ فالتسامح على المستوى الشخصي لا يكفي.
22- أتفق مع أخي رائد بأن البلاء فينا أكثر مما هو في ابن تيمية، فالجو كله مشحون بسبب تعظيم ابن تيمية والغلو فيه؛ فهو السبب في منع جدية أي حوار.
23- كرر وجوب نقد التراث جميعاً، ونتفق معه؛ ولكنه جعل التركيز على ابن تيمية تزييفاً للوعي، ونختلف معه؛ وإنما نقده لأنه ألأكثر أثراً في التطرف.
24- ما ذكره من أن ألأزهر ليس سلفياً وقد كفر طه حسين ونصر أبو زيد وغيرهم، ليس حجة، وفي أهل مصر من ينقد الأزهر بشدة، فنقد تطرف الأزهر موجود؛ ومن ينقد الأزهر من المثقفين المصريين يعيدون معظم تطرف الأزهر لابن تيمية ومدرسته أيضاً، فهل درستم أسباب تغير الأزهر نحو التطرف؟!
25- ما ذكره أخي رائد عن الأزهر أنه كفر المفكرين ولم يكفر الدواعش والمجرمين صحيح، وهو دليل على تغلغل فكر ابن تيمية في الأزهر، والأدلة مذكورة.
26- وما ذكره من تكفير واستحلال المجاهين الأفغان للدماء هل يتحمله الأحناف أم شاركهم فيه ابن تيمية؟ أتذكر المثل: في كل واد أثر من ثعلبة!
وأخيراً؛ فالأخ رائد السمهوري باحث جاد ونشكر له الدفاع عن ابن تيمية؛ واعترافاته بكثير من أخطائه، ونحن متفقان لا نرى طمس ابن تيمية ولا غيره؛ ولكن أظن أن غياب الحوار الجاد هو سبب كل هذا التنافر، ولو توفر الحوار الجاد الصادق الهادف الذي يقدم الشهادة لله لما كان هناك أي إشكال. فالجميع يسلم بأن ابن تيمية ليس معصوماً، وأنه كل يؤخذ من قوله ويرد إلا الله ورسوله، ولكن لابد من حوار يطلع فيها كل طرف على أدلة الآخر؛ ولولا أن رد أخي رائد تم نشره وبثه لما كتبت عن الموضوع، لكن بما أنه قد تم النشر، فمن حقي أن أبين وجهة نظري فيما أراه من حق، وشكراً لكم.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1325
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 02 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29