• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : مشكلة إيماننا أننا نتذكر الله وقتما نريد! .

مشكلة إيماننا أننا نتذكر الله وقتما نريد!



                مشكلة إيماننا أننا نتذكر الله وقتما نريد!



لا أبريء نفسي من أي تهمة أرميها على الناس؛ وخاصة أهل العلم والدعوة؛ لكن الفرق بيني وبينهم
أني كالمريض الذي يحاول أن يصرخ معترفاً بالمرض.


مشكلة إيماننا أننا نتذكر الله وقتما نريد؛ ونغفل عنه وقتما نريد.
لا والله؛ لا نؤمن حتى نذكره – دائماً - كما يريد هو؛ لا - أحياناً - كما نريد نحن!
إنه الله. يتذكره الواعظ إلا في مواضع الكذب؛ يتذكره الظالم إلا أثناء الظلم؛ يتذكره العابد إلا أوقات الرياء.
اجعل نفسك لله؛ ولا تجعل الله لك! الله ليس لنا؛ بل نحن له إن كنا مؤمنين.
ألا نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون)؟ هل نحن حقاً لله ؟! هل نحن نخادعه؟ إذا كنا لله؛ فلماذا هذا اللعب؟ إذا كان أهل العلم يتخلون عن الله ويستغنون عنه وقتما يحتاجون الكذب والظلم؛ فكيف بباقي الناس؟
الإيمان الذي يريده الله منا لا يخضع لأمزجتنا؛ الناس في سكرة؛ مغرورون متكبرون؛ مستعدون أن ينسوا الله في أي لحظة؛ ولأتفه سبب؛ وبأوهى حجة؛ ثم يمنون على الله بهذا الإيمان الخادع الفخور.
تباً تباً.
لا أبريء نفسي من أي تهمة أرميها على الناس؛ وخاصة أهل العلم والدعوة؛ لكن الفرق بيني وبينهم
أني كالمريض الذي يحاول أن يصرخ معترفاً بالمرض.
عندما أرى الفرق بين ما أعلم وما أعمل؛ أرى معنى الحرمان الإلهي في حق من لا يأخذ دينه بجدية؛ الله يقول: (خذوا ما آتيناكم بقوة)؛ لكنا نمزح!
الامتحان السهل إنما يفعله المعلم الكسول! فلا تستسهلوا اختبار الله؛ قدروا تمحيصه حق قدره؛ فالله ليس جاهلاً ولا كسولاً. 
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)}  [سورة العنكبوت]
وبما أن أهل العلم هم أول من اختلفوا في الكتاب (من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم)؛ فهم أول الممحصين؛ وأول المفتونين؛ ولعلهم أيضاً أول الراسبين!
كل صلاح يبدأ بأهل العلم؛ وكل فساد عنهم صدوره ومروره؛ فهم بين صادق له أجور من تبعه؛ وكاذب يحمل من أوزار من ضل به؛ والكثرة مذمومة؛ والشكور قليل!
نعود لموضوعنا؛ الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ولا بالتفاخر ولا بالتكبر .. الخ؛ كل هذا مخادعة لله والذين آمنوا..
فانتبهوا وفتشوا أنفسكم.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1272
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19