• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : تقزيم المعاني .... (السنة) نموذجاً! - الجزء الأوّل. .

تقزيم المعاني .... (السنة) نموذجاً! - الجزء الأوّل.



                  تقزيم المعاني .... (السنة) نموذجاً!
                            - الجزء الأوّل -



هل تريد أن تكون باحثاً واثقاً من نفسك؟؟
الجواب: ابحث معنى لفظ واحد من ألفاظ القرآن الكريم؛ وقاطع التويتر مدة البحث؛ سترى كيف ينقلك نوعياً!
من تجهيل الشعب - أي شعب -  أن تعلمه الجهل على أنه علم عظيم!
ومن تجهيل الشعب؛ ألا يتاح لأبنائه السؤال؛ حتى يكون الفرد بين خيارات الدعشنة أو الإلحاد أو الحماقة أو الضمور!
الجهل ليس المشكلة؛ تراكم الجهل هو المشكلة؛ إذ تشعر وأنك بحاجة لسنوات حتى تنزع جهل الجاهل؛ ثم تبدأ به من الصفر!
يحتاجون فرمته كاملة؛ الشيطان يعجزك بمثل هذا؛ يعطيك الجاهل مكدساً بالجهل؛ فما أن نبدأ بتخليصه؛ حتى  يعطيك مليون جاهل دفعة واحدة؛ فتشعر بالعجز والكسل والإحباط.
من الصعب أن تقنع الجاهل المتكبر؛ يحتاج إلى أسس في أخلاق المعرفة قبل أن تخبره بأي معلومة؛ لكن يكفي أنك تشعر بتعب الأنبياء مع شر الدواب!


للإنتقال الى  "تقزيم المعاني .... (السنة) نموذجاً! -الجزء الثاني." على هذا اللرابط «««


نسمع من جماعتنا بكثرة كلمة (السنة) و(أهل السنة) بتفاخر جاهلي مهيب! وهم لا يعرفون معنى السنة أصلاً!!
لقد مر هذا اللفظ (السنة) بمراحل قزمته وشوهته؛ حتى أصبح عند العامة مجرد قبيلة أو بيت عائلي؛ لا يمت للحقيقة الأولى بصلة؛ ويلفظه من لا يفهمه. وكل الألفاظ الدينية الكبرى عمل الشيطان وأولياؤه على تقزيمها وتشويهها بأهلها؛ حتى يستحي العاقل من الانتساب إليها أو الدفاع عنها؛ فما الحل؟
الحل هو اعادتها لمكانها الأول؛ اعادتها لمعناها القرآني؛ انتزاعها ممن أطاع الشيطان في تقزيمها وتشويهها وقلبها راساً على عقب؛ لا حل إلا هذا؛ فكيف نعيد اسم (السنة) ونخرجه من التقزيم والتشويه ؟!
الجواب: بإعادته للفظه القرآني أولاً؛ ثانياً: بتصحيح المعنى المقزم؛ وإستخراج اللفظ البديل.
أولاً: السنة في القرآن كفهوم؛ ومعنى لابد من إحيائه وإعادته بعد أن مسحه الشيطان من عقول وقلوب أكثر الناس؛ السنة في القرآن هي سنة الله؛ لا سنة غيره؛ لا نبي ولا صالح ولا طالح؛ كل ألفاظ السنّة في القرآن تدور حول هذا المعنى؛ فهذا أول اكتشاف مفاجيء؛ وهذه المفاجأة التي ترتاب أكثر المسلمين الآن هي دليل على بعدنا عن كتاب الله واستلهام المعرفة منه؛ والاستهتار بما أراد الله = قرآن مهجور.
سنستعرض لفظ (سنة) في القرآن؛ بالمعنى القرآني؛ ثم نبحث عن اللفظ المطابق لما في عقول الناس؛ الذي يعني عندهم (السنة)؛ فالعملية معقدة كما ترون.
وردت كلمة (السنة) في معنيين مهجورين عند أهل السنة؛ الأولى مضافة إلى الله في القرآن ( سنة الله)؛ والثانية مضافة إلى الأولين (سنت الأولين).
هذا اللفظ (السنة) - في القرآن - يحمل هذين المعنيين اللذين لا يعرفهما (أهل السنة)؛ ولا يهتمون بهما؛ ولا يخطر في عقول خاصتهم ولا عامتهم!!!
نماذج من ألفاظ ( السنة) في القرآن؛ وسنبين لاحقاً ما المراد بسنة الله؛ وسنة الأولين؛ وكيف لا يعرفهما أهل السنة!
(اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) [سورة فتطر]
السنة في هذه الآية المباركة - سورة فاطر- وردت بلفظ سنة الله وليس سنة غيره؛ ومعناها قانون الله بالمعنى المعاصر؛ فلله قوانينه للخلق؛ وهي حتمية؛ وسيأتي بأن السنة هي سنة الله فقط؛ حتى ما ورد من لفظ (سنة الأولين) أو (سنت الأولين)؛ هي قوانين الله التي أجرى فيها الأولين؛ فالأولون هلكوا بالاستكبار في الأرض ومكر السيء؛ وأهل السنة اليوم أهلك الناس بالاستكبار والمكر السيء؛ ومن تكبر عن معرفة سنة الله هلك فيها.
من تكبر (أهل السنة) هو نفورهم عن معاني الألفاظ القرآنية؛ ومنها (السنة)؛ فقد استولوا على اللفظ وأهملوا المعنى؛ حتى جهله خاصتهم وعامتهم؛ وإذا أتى أحد أبنائهم لينبههم على إهمالهم معاني قرآنية؛ يرتفعون بها من الحضيض الذي هم فيه؛ نفروا منه واستكبروا ومكروا مكر السيء الذي يهلكهم؛ تقول لهم: لا تنفروا من الحق؛ فإن النفور يقودكم إلى الهلاك - بالاستكبار ومكر السيء - كما أهلك الأولين؛ هذه سنة الله؛ فاعلموها واحذروها. فيتكبرون! ولا يعترفون أنهم كانوا يجهلون ما يعلمونه منك؛ وهذا من الكبر والنفور الذي سيضطرهم للمكر السيء ليتخلصوا منك؛ ثم تعود عليهم سنة الله بالهلاك.
عودوا لآية فاطر- التي سبقت - ففيها لفظ السنة؛ ومعناه المهجور؛ وفيها وصفكم - النفور والاستكبار والمكر - وفيها الإخبار بنهايتكم إن لم تعتبروا.
أول الاعتبار هو الاعتراف بأن لفظ (السنة) بهذه الإضافة لله؛ وبالمعنى الذي لم يكن يخطر لنا على بال؛ ولم نسمعه من قبل؛ وأول الاستكبار العناد.
هذه مزيد من الآيات في معنى (السنة) قرآنياً؛ وأنها (سنة الله)؛ وتعني قوانينه التي يجهلها (أهل السنة) أيضاًً:
(قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (138) [سورة ال عمران]
( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) [سورة الكهق]
(فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85) [سوؤة غافر]
هذا النقد لأهل السنة من أحد أبنائهم هو واجب؛ وليس عيباً؛ ويجب ألا نسمح بنقل المعاني القرآنية إلى معاني قبلية تحمل بذور الهلاك من كبر ومكر؛ والنصيحة:
توقفوا من الآن في استخدام اللفظ قبلياً ومذهبياً؛ وعودوا للفظ القرآن ومعناه؛ واحيوا معرفة معنى سنة الله؛ لتتلافوا مصير الأولين؛ لأن لله قوانينه؛ فلأهل التكبر والمكر سنة؛ ولأهل التواضع والصدق سنة؛ وأهل السنة لا يعرفون هذه ولا تلك؛ مع أن معرفة سنن الله من أنفع العلم.
تبين الآن معنى (السنة) في القرآن؛ وأنها سنة الله لا سنة غيره؛ وأن معناها قوانين الله لا أحكامه الشرعية؛ فهذا أول تصحيح يجب أن تعقله.
ثانياً: أن لفظ (أهل السنة) لم يكن اسماً للمسلمين موجوداً في عهد النبي؛ وهناك أكثر من اسم قرآني للمسلمين؛ وليس منها ( أهل السنة)؛ اعقل هذا!
ثالثاً: حتى لو تنزلنا من سنة الله إلى سنة النبي؛ فسنة النبي لها اسماء قرآنية غير (السنة)؛ فلماذا لا يعرف أهل السنة أي واحدٍ منها؟!
رابعاً: ما هي الألفاظ البديلة القرآنية (للسنة)؛ ولماذا هجرها أهل السنة؟ هل هناك عوامل سياسية أدت لاختيار هذا اللفظ وإهمال ألفاظ القرآن؟
من الألفاظ القرآنية للسنة - التي يعنون بها سنة النبي - البيان؛ الحكمة؛ التعليم؛ التزكية الخ؛ يبين لهم؛ يزكيهم؛ يعلمهم؛ يهديهم؛ لم يقل: يسن لهم! فلماذا لم يختر أهل السنة لفظاً يتناسب مع معنى السنة المذكور؛ لا لفظها غير المذكور!؟
اعني: اهل البيان؛ أهل الاتباع؛ أهل الهدي؛ أهل الأسوة الخ؟ هناك تجاوز لألفاظ القرآن ومعانيه؛ تجاوز للفظ والمعنى والغاية؛ عبث قديم عجيب وفي كل اتجاه؛ ويحتاج إلى بحوث جادة تكشف كيف تراكمت هذه الأوهام؛ لا سيما وأنه تمّ بعد ذلك نقل معنى (السنة) من اتباع بيان رسول الله وهديه وتعليمه وأسوته الخ؛ إلى اتباع السلف؛ مع خلط الصالح بالطالح أيضاً!
عبث متراكم وهائل ومستمر؛ يتم به هجر ألفاظ القرآن ومعانيها؛ وبضياع ألفاظ القرآن ومعانيه يضيع كل شيء؛ ولا يفيد بعد ضياع القرآن حديث ولا أثر؛ لأنه إن ضاعت من عقولنا ألفاظ القرآن ومعانيها؛ فإننا بهذا نفقد الحكم بيننا؛ فالله أنزل الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه؛ وليس ليعطل
إحياء ثقافة القرآن؛ بإحياء ألفاظه فيما استخدمها القرآن فيه؛ وليس بإحياء ألفاظه فيما استخدمناها فيه؛ وشتان بين استخدام القرآن واستخدامنا؛ لفظ السنة مثلاً؛ استخدمها للقرآن في ماذا؟ واستخدمناها في ماذا؟ هل هناك شح في الألفاظ حتى نستخدمها لمعاني أخرى لم ترد بها؟
كلا!
اذاً لماذا؟
إذاً فهذا التقزيم - أو المحو - للمعاني التي أرادها الله من أهم ألفاظ القرآن؛ أليس في هذا مكر شيطاني؟ لماذا لم ننتبه لإبقاء المعنى الإلهي؟
تصوروا دستور محكمة؛ نجعل ألفاظها دالة على غير ما أراده كاتب الدستور؟! أليس في هذا استهتار بكاتب ذلك الدستور؛ وتجهيله وتجاوز ما أراد؟
تصوروا دستور دولة؛ نجعل ألفاظ الدولة والحكومة والشعب والقضاء والفرد... غير ما أراده واضع الدستور؟ هل هناك خيانة أبلغ؛ وكبر أعظم من هذا؟ لماذا يغضب الحاكم والوزير والمؤلف والخطيب إذا تم تفسير ألفاظه بغير ما فسرها هو؟ إذا كان هذا الغضب من حق البشر فكيف لا يكون من حق الله؟ لاسيما وأن تسمية (السنة) – مثلاً - تهدم معنى سنة الله؛ وتمنعنا من معرفة بدائل قرآنية لاسم السنة؛ يعني ضررها في الجانبين معاً؛ وضرر كبير جداً.
قد يقول البعض:النبي قال: (عليكم بسنتي)؛ فنحن اتبعناه وهجرنا المعنى القرآني بسبب النبي! وهذا عذر أقبح من ذنب؛ وفيه تحميل النبي المسؤولية:
أولاً: ألفاظ القرآن بمعانيها التي أرادها الله مقدمة على ألفاظ الأحاديث المنسوبة إلى النبي؛ وانت لا تعرف صحتها من عدمه؛ فلماذا تترك اليقين؟ أعني؛ لماذا تترك اليقين القرآني إلى الشك والظن والوهم والتقليد؟
ثانياً: النبي قال أيضاً عليكم بالصدق؛ فلماذا لا تسمون أنفسكم أهل الصدق؟ فإذا أمر النبي بعدة أوامر؛ فلا يعني هذا أنه يجوّز لكم التسمي بهذا الأمر أو ذاك؛ وهجر تسمية الله لكم (هو سماكم المسلمين)؛ بمعنى؛ أن النبي أمركم ولم يُسٓمِّكم؛ أي قال عليكم بسنتي؛ عليكم بالصدق؛ عليكم بكذا وكذا؛ ولكن لم يقل: تسموا بأهل السنة وأهل الصدق!
افهموا.
ولو قال النبي (تسموا بأهل السنة؛ تسموا بالشيعة؛ تسموا بكذا وكذا) لكانت هذه الأحاديث باطلة لمخالفتها تسمية الله؛ والنبي لا يخالف القرآن؛ هذه التسميات المذهبية حدثت لاحقا؛ اخترعها الحكام وفقهاؤهم؛ ليست تسمية الله؛ وهناك فرق بين الأمر الشرعي والتسمي به؛ الأول واجب والثاني بدعة؛ التسمية الإلهية الشاملة هي: المسلمون؛ وهناك اطلاقات إلهية فرعية؛ المؤمنون؛ الصادقون؛ المحسنون؛ الخ؛  وليس فيها تسمية أهل السنة ولا غيرهم؛
اذاً؛ فالشغف بالاسماء والتنابز بالألقاب عمل جاهلي؛ وهو موضوع منفصل تماماً عن الإيمان بالرسول وحبه واتباع هديه وبيانه وتزكيته وتعليمه الخ.



للإنتقال الى  "تقزيم المعاني .... (السنة) نموذجاً! -الجزء الثاني." على هذا اللرابط «««

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1237
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29