• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : الأستاذ علي العيسى؛ (السعودي الإنسان) الذي حرمنا منه! .

الأستاذ علي العيسى؛ (السعودي الإنسان) الذي حرمنا منه!



الأستاذ علي العيسى؛ (السعودي الإنسان) الذي حرمنا منه!



هذا المجتمع لا يرحم؛ أين القنوات عن اللقاءات مع هذا الرائد من رواد التعليم؟! لم أشاهد له لقاءً في حياتي؛ مع أنه كان مدير تعليم هذا الجيل كله؛ والإعلام تبع للمجتمع؛ يهمل الرواد ويشغلنا بكلام الصغار وتسطيح المعرفة؛ يترك من يستحق أن نسمعه؛ ويحشو عقول الناس بهذا التيه الدي ترون!

تشرفنا عصر أمس؛ أنا وبعض أبنائي ( العباس/ أبو بكر/ عبد الرزاق)؛ بزيادة أحد رواد التعليم؛ الأديب الأستاذ علي العيسى:
http://store1.up-00.com/2015-08/1440794701881.jpg
الأستاذ ووالأديب علي العيسى؛ كان مدير التعليم الابتدائي بوازة المعارف - لكل المدارس - من عام ١٣٨١ الى ١٣٩٥ هجرية؛ بمعنى؛ من قبل مولدي ودراستي
مولدي عام ١٣٨٦؛ ودخولي الصف الأول عام ١٣٩٥؛ أواخر عهد الملك فيصل؛ كان استاذنا العيسى يومها مديراً للتعليم الابتدائي؛ وهذه الريادة تستحق التكريم.
الأستاذ علي العيسى ولد في مكة ١٣٥٨؛ وتعلم في المدرسة الرحمانية في مسعى الصفا والمروة – أزيلت - وتعلم في دار التوحيد بالطائف؛ واشتغل موجهاً فترة.
الأستاذ الأديب علي العيسى من ذلك الطراز السعودي الأصيل؛ لا تمل من مجالسته؛ صادق الكلمة؛ متواضع؛ مثقف؛ تربوي؛ مؤلف؛ شاعر؛ متعدد الاهتمامات؛ نعم الأستاذ علي العيسى من طراز نادر؛ لأنك ترى فيه (السعودي الإنسان) الذي حرمنا منه؛ بعد أن تم مسخ كثير من الناس عبر الغلو والتطرف والعنصرية.
كانت سعادة الأبناء ايضاً كبيرة برؤيته؛ لأنهم منذ الصغر كانوا يحفظون بعض قصيدة المشهورة (عن الرياض) مع لحن سرقته من الثلاثي الكوكبان!
هههه
الأبناء ( العباس/ أبو بكر/ عبد الرزاق) في صور منفردة مع الأستاذ علي العيسى؛ بعد أن كانوا يظنونه شاعراً عباسياً! هههه

http://store2.up-00.com/2015-08/144079486481.jpg

http://store2.up-00.com/2015-08/144079498431.jpg

http://store1.up-00.com/2015-08/1440795032021.jpg

كنت أعلم قصائده في مهرجانات الطلاب؛ واعطيها لحناً يمنياً - لكثرة حفظي للألحان اليمنية - فاستقر في أذهانهم عندما أرددها في البيت؛ وعند السفر البري.
أهدانا الأستاذ علي العيسى عشرات النسخ من كتبه التربوية والاجتماعية والأدبية؛ وهي من السهل الممتع؛ وأهداني خاصة أبحاثاً في بعض الأمور الدينية.
هذا المجتمع لا يرحم؛ أين القنوات عن اللقاءات مع هذا الرائد من رواد التعليم؟! لم أشاهد له لقاءً في حياتي؛ مع أنه كان مدير تعليم هذا الجيل كله؛ والإعلام تبع للمجتمع؛ يهمل الرواد ويشغلنا بكلام الصغار وتسطيح المعرفة؛ يترك من يستحق أن نسمعه؛ ويحشو عقول الناس بهذا التيه الدي ترون!
هذا جزء من قصيدته الطلابية (مدينة الرياض) وهي تلك القصيدة التي استقرت في عقول ابنائي منذ الطفولة بلحنها الكوكباني!
http://store1.up-00.com/2015-08/1440795183551.jpg
http://store1.up-00.com/2015-08/1440795229051.jpg

تشرفنا عند الأستاذ العيسى بمعرفة مسؤول التغذية المدرسية قبل أن أدخل المدرسة؛ وهو الاستاذ عبد الرحمن الشويعر؛ فلله الأمر كله.
لماذا أخشع هنا؟
لأنه عندما يتحدث العيسى أو الشويعر - مع حفظ الألقاب - عن ماضي التعليم وأحداثه - وكانوا مؤثرين في الوزارة - أتذكر كيف كنت أنا أيام تلك التواريخ؟ عندما يذكر أحدهم أحواله في التسعينات الهجرية وقبلها؛ من تفتيش ومناهج وتغذية؛ اتذكر كيف كنت أنا في ذلك التاريخ؛ طفولة وتعليماً وادراكاً ولعباً؛ أتذكر التغذية المدرسية؛ كيف كنا أطفالاً نفرح بها ( حليب/ سافوري/ زبيب/ ساندوتش/ منديل معطر)؛ وأنت الآن تتحدث مع مسؤول التغذية يومئذ!!!
مذهل!
أذكر أخي عبد الله عندما كان في ابتدائية الداير- قبل أن أدخل المدرسة - وكيف عاد ذات مرة ومعه خريطة –كيس - مليئة بالتغذية! اعرفوا دهشة الطفل! فأقول لنفسي: تغذياتي وتلك الخريطة الكبيرة بتغذيتها- التي جلبها عبد الله - كان المتسبب فيها الاستاذ الذي أمامك الان؛ عبد الرحمن الشويعر!
مدهش!
الأستاذ علي العيسى مكثر من التأليف نسبياً؛ له عشرات الكتب؛ في موضوعات متنوعة؛ لعل هذه بعضها؛ والقيمة في الشخص لا الكتب
http://store1.up-00.com/2015-08/1440795312851.jpg
ذكّرني الاستاذ علي العيسى ببداية تعارفنا؛ إذ كنتُ مراقب مطبوعات في وزارة الإعلام عام ١٤١٣؛ فوجدت له كتاباً أعجبني؛ وتواصلت معه؛ ثم كانت الصداقة؛ ثم كانت الزيارات؛ وشرفني مرة بزيارة هو ود. عبد الله الحامد - فرج الله عنه - واختلفا في قضية السلام مع اسرائيل؛ كان العيسى يرفضها بقوة! وكان د عبد الله الحامد يرى أن السلام سيرفع الشماعة عن الحكومات العربية؛ فتضطر للالتفات للحقوق والحريات؛ أظن اللقاء في ١٤١٣؛ لا بأس؛ وجهتا نظر.
وكان الاستاذ علي العيسى يتابع مقالاتي في صحيفة الرياض (اعوام ١٤١٧-١٤٢٠) عن التاريخ والمناهج؛ ويسجل إعجابه ونقده؛ نقد الوالد الشفيق المحب؛ وجدت كتبي في مكتبته بإهدائي؛ فسعدت أنه قرأها كلها - هو قاريء نهم - ويقرأ للمدرسة المصرية العقاد وطه حسين والزيات؛ وله رؤيته؛ إنه الجيل الجميل!
وأختم بإهدائه لي بعض مؤلفاته - وهي شهادة أعتز بها؛ رغم حرجي من ثنائه؛ لكني أعرف عنه أنه لا يكتب إلا ما يقتنع به – فشكراً:
http://store2.up-00.com/2015-08/1440795417491.jpg
كم أنا سعيد بإدراكي هؤلاء الرواد في التعليم والتاريخ والإدارة؛ كالاستاذ علي العيسى؛ وقبله الشيخ حمد الجاسر؛ وغيرهم؛ إنه الجيل الأصيل الرائد؛ الشيخ حمد الجاسر ود. راشد المبارك والاستاذ علي العيسى ود. مرزوق بن تنباك وأمثالهم؛ جيل سعودي مختلف تماماً عما نراه اليوم؛ والخوف ألا يتكرر!
من واجبنا ديناً وأخلاقاً ومروءة؛ أن نحث على تكريمهم - حتى من توفاه الله منهم - ونحث وسائل الإعلام على الاحتفاء بالأحياء وتسجيل شهاداتهم.
في الصورة السابقة الجماعية مع الاستاذ علي العيسى كأني نايم!
هههه
هذه صورة أخرى:
http://store1.up-00.com/2015-08/1440795574181.jpg

ثلاثة أجيال في صورة؛ ولله الأمر كله! وقد سجل الأبناء لقاء مختصراً مع الاستاذ علي العيسى؛ سننشره يوتيوب قريباً؛ ويسجل لنا بأننا أول من أجرى معه لقاء صوتاً؛ وصورة فيما أعلم!
من حيث الجملة؛ الأستاذ علي العيسى؛ ضد الطائفية؛ ضد العنصرية؛ ضد القتل؛ ضد الحزبيات؛ ضد استخدام الدين في المصالح؛ محب للجميع؛ شديد على الصهيونية؛ وهذا هو الجيل السعودي الأصيل الجميل؛ الذي بدأ يختفي شيئاً فشيئاً بسبب التطرف والتجهيل والقنوات والحزبيات الخ..
جددوا هذا الجيل في نفوسكم.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1228
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29