• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : العقائد الأموية الأربع الكبرى.... مازالت فاعلة! .

العقائد الأموية الأربع الكبرى.... مازالت فاعلة!



            العقائد الأموية الأربع الكبرى.... مازالت فاعلة!                       



رأيت فيلماً عن جنود امريكيين يبكون على مجازرهم في فيتنام؛ فقلت في نفسي: لو كانوا مسلمين لن يتأسفوا أبداً؛ ولبقوا مفتخرين بهذا الانجاز!
تعالوا بمسلمين ندموا على مجازر نفذوها؛ لن تجد مسلماً نادماً في الغالب؛ هذه حروبنا في قديم الزمان وحديثه؛ وفي طول الأرض وعرضها؛ هل سمعتم نادماً؟



كون المسلمون لا يشعرون بالندم على أبشع الجرائم والمجازر؛ أتى من انتشار عقيدة الارجاء وأحاديثها؛ عبر الدولة الأموية؛ خاصة عبر محدثيها وفقهائها.
أربع عقائد كبر دشنها لنا بنو أمية في أحاديث وروايات كثيرة جداً؛ والعقائد الأربع هي:
◄الجبر.
◄والارجاء.
◄والنصب.
◄والتشبيه.
ثلاثة منها بتأثير اليهود؛ الجبر والارجاء والتشبيه هي عقائد يهودية خالصة؛ وكان بعض اليهود الذين أسلموا؛ او تظاهروا بالاسلام؛  يحدثون بأحاديث في هذه الأمور؛ وتلقفها الرواة.
زاد بنو أمية عقيدة واحدة؛ وهي النصب؛ ولها شقان:
الاول : الانحراف عن آل محمد جهراً؛ وعن محمد نفسه على المستوى الخاص.
الثاني: الغلو في حب خصومهم.
أما الانحراف الجهري عن (آل محمد) بصفتهم الأقرب تمثيلا للدين؛ فقد ظهر بحربهم حاكمين أو ثائرين؛ ولعنهم على المنابر؛ وسم من سالم منهم؛ كالحسن؛ وأما الانحراف عن النبي محمد نفسه؛ فظهر في عدة أمور؛ منها:
١- بغض أحب الناس اليه؛ كأهل بيته؛ وهضم أكثر القبائل نصرة له؛ كالأنصار وخزاعة.
٢- تكليفهم خالد بن سلمة المخزومي بجمع كل القصائد التي هجي بها النبي صلوات الله عليه ( وأبشركم بقي هذا الرجل ثقة؛ ومن رجال الشيخين)!!!!!
٣ تصريح بعض زعمائهم الكبار بأنه يتضايق من وجود اسم رسول الله في الأذان! وعبر عن خيبته في اطفاء ذكره وذكر بني هاشم (قالها لخاصته -للمغيرة) .
٤- شعر بعض ملوكهم - يزيد بن معاوية - بالابيات المشهورة؛ وفيها:
لعبت هاشمٌ بالملك فلا..... خبٌر جاء ولا وحيٌ نزل!
هذه نفسية نفاقية واضحة جداً!
أما عقيدة الإرجاء التي دشنها الامويون؛ وحشوها بأحاديث ترغيبية؛ فهي واسعة الانتشار؛ وعلامتها ترتيب الأجور العظيمة على الأقوال أوالاعمال الصغيرة.
وأما عقيدة الجبر؛ فكانت لصالح سلطاتهم؛ فتلقن الناس أن كل الأمور مقدرة؛ وأن (عليكم الرضا بقدر الله؛ فإن الله لو شاء أن يغير شيئاً لغيره)!!
وأما عقيدة التشبيه؛ فقد دشنوها أيضاً بالتحالف مع علماء اليهود؛ وهدفها تسخيف الذات الإلهية من حيث التصور؛ ثم تأكيد عبثيتها وجورها؛ تعالى الله.
هذه العقائد الأربع بقيت في التربة الأموية على المستوى الشفهي؛ ودونت في أول العصر العباسي؛ وانتصرت لها  كتب العقائد؛ وهي الفاعلة الى اليوم؛ افتح عقل أي طالب علم أو عامي؛ وستجد هذه العقائد الأربعة راسخة بأحاديث ومرويات؛ ثم يوردون في هوامشها آيات مجتزأة لا تحمل ما يظنون من الأفكار.
نعم؛ للعامة فقط تمرد على عقيدة الجبر أحيانا؛ بالفطرة؛ ففد تجد عامياً يقول: لم يقدر الله علي الظلم ولا الزنا ولا السرقة؛ لكنه ما يلبث ان يرجع؛ يرجع اذا جابهه طلبة علم يكونون راسخين أكثر منه.
أما العقائد الثلاث المتبقية؛ فلا يتمرد عليها أحد؛ لكنها ليست بالسطوع الأموي؛ وإنما تعكسه؛ الطبقة العلمية ترفض هذه العقائد لفظاً؛ لكنها تعتقدها واقعاً؛ وتناصرها بالكتب وتصحيح الأحاديث الباطلة؛ التي ثبتوا بها هذه العقائد في عقول الناس؛ ولكن نؤكد أنها عندهم ليس بالسطوع الأموي؛ إضافة إلى تحايلهم في نقد بعضها فقط دون بعض؛ بالإضافة الى أنهم ينسبونها لغير بني أمية؛ حماية لهم! فهم ينسبون الجبر للجهم بن صفوان بلا دليل؛ والنصب للخوارج فقط! والارجاء لأبي حنيفة وعلماء العراق؛ والتشبيه لهشام بن الحكم والشيعة! بينما الواقع أن هذه العقائد الأربع أموية خالصة؛ وهي منصورة في كتب العقائد؛ ولا يصح للجهم كتاب ولا رواية في الجبر؛ ولا لأبي حنيفة ارجاء؛ الخ
لذلك؛ يتورط أصحاب العقائد عندما نقول لهم: اعطونا رواية صحيحة عن الجهم بن صفوان زعيم الجبربة عندكم أنه قال: الانسان كالريشة في الريح! أين؟
هم يردون على جبرية ليسوا جبرية عند التحقيق؛ ومرجئة ليسوا المرجئة؛ وخوارج ليسوا النواصب (النواصب آخرون)؛ ومشبهة ليسوا مشبهة عند التحقيق؛ وهكذا.
ولذلك؛ يبقونك في إدانة الألفاظ فقط؛ مع اعتناقك لها تحت عناوين أخرى منسوبة للسنة والسلف والعقيدة؛ هذه خديعة انخدعوا بها؛ ثم خدعوا بها الآخرين.
ليس هناك تحقيق في عقيدة من هذه العقائد الأربع؛ وإنما هناك تشويش وتهويش وسذاجة ومذهبية وعجلة وتلقين ومكر وخداع؛ وخديعة الأحمق أكثر مصداقية!
كل العقائد الأموية نصرها العباسيون واستفادوا منها؛ ووجدوا لها جمهوراً واسعاً ساعدهم في مناهضة العلويين وثوراتهم ورموزهم؛ نعم توقف العباسيون عن ثلاثة أمور:
◄انتقاص النبي (وقتلوا خالد بن سلمة).
◄ولعن علي على المنابر.
◄وأقاموا الصلاة في وقتها بدلاً من ثلاث في وقت واحد.
◄◄وهناك مسألة رابعة ذكرها الجاحظ؛ وهو أنهم أعادوا القبلة في البلاد المفتوحة الى الكعبة بعد أن  كان بنو أمية قد حولوها الى الشام (مسجد الصخرة)؛ ولكن بقية العقائد الأموية الكبرى بقيت معتمدة عباسياً؛ لما لها من دور في تثبيت الملك بالجبر؛ وإضعاف الهمم بالإرجاء؛ وابعاد المنافس بالنصب الخ.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1206
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29