• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : تغريدات .
                    • الموضوع : فلسفة عبادة الأصنام! .

فلسفة عبادة الأصنام!



                        فلسفة عبادة الأصنام!




القرآن مليء بالحوار يوم القيامة؛ بين الأتباع والمتبوعين؛ بين الضعفاء والأقوياء؛ بين القادة والمقودين؛ وليس فيه حوار واحد بين الأصنام والعابدين!

هل تظنون أن العربي الذي يعبد الصنم أنه يعتقد أنه حي يسمع ويبصر؛ فضلاً عن أن يخلق ويرزق؟!
كلا! إنما يعبد الرأي العام فحسب؛ لذلك فالرأي العام هو المعبود الأول؛ والصنم هو المعبود الثاني (كرمز وخلاصة للرأي العام الذي تلتف حوله القبيلة وأعرافها وتقاليدها وكبراؤها)؛ فاحذروا الرأي العام أن تعبدوه؛ فالرأي العام؛ او المزاج الشعبي؛ ليس إلهاً!
شغل عقلك؛ واسمع وانقد؛ وشق لنفسك طريقاً إلى الله؛ انصر المعرفة الصحيحة؛ وإذا أنت عبدت الرأي العام؛ فلا تذم كفار قريش بعد اليوم؛ فإنما فعلوا فعلك؛ واحتجوا بحجتك؛ وعطلوا عقولهم تعطليك؛ وعادوا الأبرياء كما تعاديهم.. الخ
القرآن مليء بالحوار يوم القيامة؛ بين الأتباع والمتبوعين؛ بين الضعفاء والأقوياء؛ بين القادة والمقودين؛ وليس فيه حوار واحد بين الأصنام والعابدين! أتعرفون لماذا؟!
لأن الصنم مسكين؛ جماد؛ مجني عليه؛ لم يُعبد مباشرة؛ وإنما كانت عبادته الشكلية؛ بعد عبادة أصلية؛ للرأي العام وقادته وصانعيه الخ.
شاهدت دواعش وهم يحطمون تماثيل في الموصل! فقلت : سبحان الله؛ ما أشد الغيرة بين الأصنام! الأصنام الكبرى يأمرون أتباعهم بتحطيم الأصنام الصغرى!
متى يتم تحطيم الصنم؟!
الجواب: إذا حال بين عبادهم وبين عبادة الله؛ وليس كل صنم يشرع تحطيمه؛ كانت الأصنام تملأ الجزيرة؛ لم يحطم النبي إلا خمسة؛ تحطيم النبي لبعض الأصنام لأنها حالت دون إسلام العابدين؛ أو لأنها دنست الكعبة؛ فقط؛ وهي نسبة قليلة جداً؛ فكيف بالتماثيل التي لم تعبد قط؟
قلت : الأصنام الصغرى تجاوزاً؛ وإلا فالتماثيل ليس أصناماً؛
الصنم ليس أي تمثال؛ الصنم لابد أن يكون معبوداً؛ وهي نتيجة عبادة الرأي العام كما سبق؛ عبادة الرأي العام تنتج عبادة في الطرفين؛ حب يعمي عن الأخطاء؛ وبغض يعمي عن الإنصاف؛ والغلاة متميزون في العبادتين معاً؛ حب بلا عقل؛ وبغض بلا عقل!

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=1200
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29