• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقتطفات من كلام الشيخ .
                    • الموضوع : القرآني .

القرآني

أتمنى لو كنت قرآنيا, ألا تعجبون من أمة القرآن تصم المخالف ب( القرآني)؟ ألا تعجبون أن يكون الانتساب للقرآن علامة على الضلالة؟

أليس القرآن أشرف وأعلى وأصح من الأمور الأخرى التي يتسابقون بالإنتساب إليها ؟كالسنة والسلف والأثر والأشخاص مثل سني, سلفي, الخ...

أليس هذا دليل على أننا برمتنا أمة ضالة عن القرآن الكريم بحيث يصبح الانتساب إليه ضلالة وعارا بينما الانتساب لغيره هداية وفخرا؟
نعم هناك في المنتسبين للقرآن من يسئ للقرآن لكن أليس في أتباع الانتسابات الأخرى من يسئ لها؟ فلماذا لا يؤثر هذا عليها؟

والحل في هذا كله أن نفرق بين الانتساب الشرعي ( وهو للإسلام فقط) والإنتساب المدرسي وهذه للمذاهب والتيارات إسلامية أو ليبرالية.



وأكثر الناس لا يفرقون بين الانتساب الشرعي والانتساب المدرسي والانتساب البدعي فالانتساب الشرعي للإسلام فقط (هو سماكم المسلمين)

وهذه تسمية الله لا يجوز القول بموتها التاريخي ولا هجرها أما الانتساب للمذهب والتيار فهو بين انتساب بدعي أو انتساب مدرسي والفرق بينهما كالانتساب للقبائل والمناطق فمن انتسب إلى مذهب من باب الواقع دون أن يفاخر بذلك وينتقص غيره فهو انتساب مدرسي جائز.

ومن انتسب إلى مذهب متفاخرا به ضاغطا الإسلام في داخله مستغنيا به عن نسبة الإسلام فهو مبتدع ضال وإن تبعه أهل الأرض كلهم.     

ولذلك فالذي يقول ( أنا سني) قد يكون انتسابه مدرسي واقعي بحكم النشأة لا إثم فيه والذي يقولها فخرا ومزايدة على الإسلام فهو مبتدع.

وكذلك الذي يقول ( أنا شيعي) بحكم المدرسة والنشأة والذي يقول ( أنا سلفي) بهذا المعنى فهذه نسبة مدرسية واقعية كالانتساب القبلي وإلا فهو بدعة, فالبدعة هي زيادة في الدين و الله سمانا ( مسلمين)فلا يجوز التزهيد في هذا الاسم ولا القول بانتهاء صلاحيته ولا التكبر عليه ولا التحاكم لغيره.

ومن لم يكتف باختيار الله الذي اختار هذا الاسم (المسلمين) وزايد على كتاب الله فهذا قد يكون (تشريعا عقديا) مخرجا من الملة!لماذا؟!

لأن التشريع مع الله شرك عندهم فكيف باستبدال تشريع الله لهذا الاسم بتشريع مذهبي لأسماء أخرى تكبرا على اختيار الله أو زهادة في هذا الاختيار!

لقد نجح الشيطان مع الحمقى من المسلمين ما لم ينجحه مع العقلاء من غير المسلمين وألهاهم بالتكاثر والتنابز حتى أصبح المعيار بدلا من الشرع.

لذلك نصيحتي للباحثين الجادين ألا يفرطوا في التسميات الشرعية لصالح تسميات مذهبية جاهلية وإن كان الشيطان قد غلفها بغلاف إسلامي مسروق!

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=104
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19