• الموقع : حسن بن فرحان المالكي .
        • القسم الرئيسي : المقالات والكتابات .
              • القسم الفرعي : مقالات وكتابات .
                    • الموضوع : آل محمد .

آل محمد

لا يجوز أن يستحي السنّي من ذكر آل محمد بخير بسبب الحمقى الذين أشربوا في قلوبهم حب عجول كثيرة؛ عجل التعصب؛ عجل المذهبية؛ عجل الجهل.

إن الله يبتلينا بآل محمد كما ابتلى قريشا بمحمد، الله يمحص نياتنا بهؤلاء ليعلم المتكبر والمذعن لأمره تعالى؛ ولذلك فرض الصلاة عليهم.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد... كلمات التسليم لأمر الله تنطلق على لسان كل مسلم في كل صلاة يوميا؛ لن يكون هذا التشريع عبثا



وقد ابتلى الله الأمم السابقة بآل إبراهيم فمن من آمن ومنهم من كفر: (وقليل من عبادي الشكور) والله يترك فرصة لمن أراد الضلال يضل! بمعنى أن الله لا يجبر أحدا على الهداية بل يترك فرصة لمن أراد عبادة الأكثرية أن يعبدها، وكذا من أراد عبادة العنصرية أو المذهب الخ...لذلك فالحجة لا تكون واضحة إلا بعد بحث ولابد من مجاهدة النفس والأكثرية والعصبية والكبر والفخر الخ للوصول للهداية حتى تكون مستحقة.

الله لا يحب للمتكبر أن يهتدي ولا للظالم ولا الكاذب ولا الخائن ولا المكذب بالحقائق الخ هؤلاء لا يريدهم الله في المحسوبين عليه.

الهداية غالية لا ينزلها الله على كل أحد وقد حدد الله في القرآن من هو الذي سيهديه؟! ومن سيحرمه من الهداية؟!فليراجع من شاء!ولن يهتدي أحد لحب آل محمد إلا أن يكون متواضعا مستسلما للنص؛ لا يتشرط على الله الشروط! لا يعنيه آلا رضا الله أين هو؟! لينجو ...

صحيح أن الشيطان قد شوش على كثير من الأوامر الإلهية في القرآن فضلا عن الأوامر النبوية الشارحة والباحث غير معذور في إهمال المعرفة.حب آل محمد لا تكفي فيه العاطفة لكن العاطفة ضرورية لتقبل التأسي بهم أما من لا يهمه آل محمد أصلا فلن يبحث عنهم!

إذا رأيتم همجا رعاعا شتامين جهلة فاعرفوا أن الله لن يضمهم في عباده؛ ولن يتيح لهم مجاورة رسوله ولا نصرة أهل بيته! اعرفوا هذا.فالله يختار من الناس القليل كل ذي قلب سليم فقط! ويختار هؤلاء لمحبة نبيه وطاعته؛ ومن أحب النبي حقا فسيعرف أن أهل بيته منه.

يظن الحمقى والشتامون أن الله بحاجة إليهم ويتشرف بهم وأنه لا يمكن أن يستغني عنهم؟! فهم يظنون أنه مثل الزعماء يحب الكثرة والنفاق !كلا، هذه وساوس شيطانية {استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله} إنتقاء الله لخاصته وعباده أشد من انتقاء الحاكم لخاصته ومطيعيه.

ليس من عباد الله من تكبر عن أمر واحد من أوامره كإبليس مثلا، نعم قد يضعف عن أوامر الله ونواهيه هذا شيء والكبر شئ آخر.آل محمد يكشف الله بهم المتكبر من المسلمين كما كشف بمحمد المتكبرين من قريش!فافهموا هذا وفتشوا عن أنفسكم من عنقي لأعناقكم.

والحجة على أهل السنة وللشيعة واحد فمثلما لا يقبل الله الحمقى الشتامين فلا يقبل أهل الخرافة والغلو، نريد النص الصحيح فقط ودلالته.والمحب لهم من أهل السنة قد يكون أحب إلى الله ورسوله من المحب الشيعي، لأن الشيعي لا يجد صعوبة في حبهم؛ بينما السني يجد المصاعب الكثيرة.

السني المحب لآل محمد يعني أنه قد تفض عن نفسه الكبر والمعاندة والتفاخر المذهبي وعبادة الشيوخ والخوف السياسي الخ...فهو أفضل.

كما أن المحب السنّي غالبا يلحقه من محبة آل محمد الأذى والتضييق في الرزق وانصراف المحبين والأصدقاء وقبول الإشاعات الخ فهو أفضل.والمحب السنّي غالبا لا يقبل الخرافات ولا الغلو ولا المبالغات التي تنتشر في أوساط الشيعة فهو أفضل بشرط أن يؤمن بالنصوص كما هي. وليس المحب السني من ينتحل محبة أهل البيت كاذبا ولا من يبغض النصوص الواردة فيهم ومصادرتها بأي طريقة، هذا مخادع وليس محباً.

والمحب السني لابد أن يجد شتما وسبا وتضييقا لابد أن ينفق في حب محمد وآل محمد مما يحب من سمعة وجاه ووجاهة الخ، فإن صبر فهو محب!أما إن كتم الحب فهل يقبل الله حبه أم لا؟! الله أعلم لكن الله يحب أن تعبده من حيث يريد هو لا من حيث تختار أنت! ففتش عن ذلك؟!

ومحبة آل محمد لها سرّ في عبودية الله، مثل السجود لآدم لها سرّ في عبودية الله نفسه، بنفي الكبر وكمال التسليم لله، هذه دقائق إيمانية. فالله يريد أن تعبده من حيث يريد هو لا من حيث تريد أنت! الله لا يقبل أن تجلس معه على طاولة مفاوضات لتختار العبادات المناسبة لك.

والشبهات التي تعترض حب آل محمد هي نفسها الشبهات التي كانت تعترض الإيمان بنبوة محمد وسائر الأنبياء: كبر وعصبية واستشكالات تافهة، وأضاف عليها الشيطان في هذا الزمن الاتهام السياسي بموالاة إيران وأن المحب لابد أن يكون عميلا قابضا للأموال مخرفا الخ.

لا يتطلب حب آل محمد سوى التسليم بالنصوص التي تؤمن بصحتها فإذا قال النبي: (علي بمنزلة هارون إلا النبوة)، قل : هو بمنزلة هارون حقا.وإذا قال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) قل : من كان النبي مولاه فعلي مولاه.وإذا قال: (لا يبغضه إلا منافق) فقل: لا يبغضه إلا منافق!وهكذا ليس مطلوب من السنّي إلا أن يؤمن صراحة بما صح عنده من النصوص؛ كما هي؛ فالنبي ليس عييا فهو أفصح من نطق بابضاد؛ لن يضللنا.

وبقي على الباحث السنّي أن ينتبه لألاعيب الشيطان وأتباعه في الصد عن هذه النصوص بالتعسف التأويلي أو المعارضة بنصوص أخرى موضوعة أو غير دالة.

  • المصدر : http://www.almaliky.org/subject.php?id=101
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28